دمعتان أغرقتا المكان !!
وهاج الكون وماج ..واستغاثت ذوات اللؤلؤ
والعاج .وتصيح هداهد من على قمم
صنين،والمقطم، وأوراس،والعرب،
والجليل ، والشيخ ،..وجبال هنا وهنالك
تجتمع إلى منبرها " قاسيون "..
ماذا جرى ؟!
تصيح وتصيح: إنه فينيق ينبعث من نفسه
لتوه ..يقسم أنه لن يلد نفسه ثانية
حتى تلد سورية نفسها - وإلى الأبد !!
إنه فينيق يحمل ومضات التاريخ منذ
البدء "الحضاري الكوني "
يرمم بها جغرافية الشمس الجريحه "سوريا"
فإلى هنالك حيث الصدى ينادي على
جلجامش وهانيبال وزينب تدمر -
ولكن من ذلك يحرس اجتماعهم ؟!
وينتشرون .. جلحامش ينتصر على وحش
الحضارة - هانيبال ينتصر على وحش العالم-
زنوبيا تنتصر على وحش التعصب والتأله
وتنادي بالعولمة - تنادي من بيت "ال"
معبد "بل" الذي حاول الوحش تخريبه
ما وسعه حسد وحقد !!
ويمد المنبعث من ذاته جناحيه ..
ذلك الفينيق في الأعالي ويأتيه من
" بين التهرين" رفد - وببرق البصر يأتيه
من كنان " كنعان " النيل رفد -
انظروا .انه بهما يحلق ..
وبقوة حب "ايل" يجتاح فينيق نفسه،
وإلى الأبد يرمس رمسه !!
ولكن ألا ترون ..
إنه الغلس يلد فجره ، يحزم أمره ،
ويكون صباح !!
فعمي أيتها الأم الحب -
"سوريانا "
..ذلك الصباح !؟