فن الدمى يأسر العاملين فيه قبل الجمهور

فن الدمى يأسر العاملين فيه قبل الجمهور

سالسبورغ (النمسا) - تتحرك 18 يداً من موقعها غير الظاهر فوق خشبة مسرح الدمى في مدينة سالسبورغ النمساوية لضخ الحياة في الشخصيات الموجودة أمام الجمهور، وهو فن تجاوز عمره المئة عام ويختزن قدراً كبيراً من السحر، ويتطلب مهارة يحتاج اكتسابها إلى سنوات من التدريب.
ومن بين الذين يتولون شدّ الخيوط من علوّ مترين فوق المسرح إدوارد فانك الذي نما شغفه بعالم ما وراء كواليس العروض منذ طفولته في باريس.
وشبّه فانك البالغ 34 عاماً فن تحريك الدمى بـ”العزف على آلة موسيقية”. وقال “العازف لا يفكر في أوتار آلته أثناء العزف”، ويعرف النوتات التي يُفترض به أن يعزفها.
أما على مسرح الدمى، فحركات الشخصيات تكون بالغة الدقّة، وتظهر المشاعر بصورة ملموسة.
ويستخدم محرّكو الدمى في مهمتهم أداةً على شكل صليب صغير توضع على يد واحدة، تُمكّنهم من جعل الشخصيات “تقبّل أو تعانق”، وهو ما “ليس ممكناً دائماً بتقنية مختلفة”.
ومحرّكو الدمى هم أيضاً صانعوها، إذ يخصصون ساعات يومياً لهذه الكائنات الخشبية التي يوجد المئات منها في المَشاغل، قبل أن ينتقلوا إلى قاعة المسرح لتحريكها خلال العروض.
ويتولى الفنانون أنفسهم نحت الدمى الخشبية وطلاءها وإلباسها، وهي تمثّل شخصيات أشهر الحكايات ومنها “سنو وايت والأقزام السبعة” و”الأمير الصغير” و”الناي السحري”، أو مستوحاة من المسرحيات الغنائية.
ورأى فانك المتخصص في تصميم الأزياء المسرحية والفخور بانتمائه إلى الفريق أنها “مهنة غير عادية”.
وزاد في السنوات الأخيرة عدد جمهور المسرح الذي يعتاش منه 19 شخصاً. واستنتج فانك أن الناس “سئموا العالم الافتراضي” وعادوا يهتمون مجدداً “بما يمكن لمسه وسماعه ورؤيته”.

 

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه