(مظفر النوَّاب يتلألأ في ضمائرنا)


هذا ما عبَّر عنه عملاق آخر من عمالقة الإبداع والفكر والإنتماء الدكتور" عبد الحسين شعبان" في كتابه (رحلة البنفسج).

حاورته الشاعرة والأديبة وفاء عبدالرزاق


أنا اليوم بين صهيل فارسَين في زمنٍ تخشَّبت فيه أرغفة الكلمة الصَّادقة والموقف الَّذي لا يساوم على إنسانيته. أشعرُ بأنني أُولدُ الآن بينهما ، الراحل الباقي الكبير حبيب الشعوب" "مظفر النوَّاب" و الحقوقي والأكاديمي والمفكر"عبد الحسين شعبان".
صداقة الكلمة النابعة من الروح هي الأبقى. تشرفتُ بمعرفة النوَّاب منذ 1998، والعملاق المتواضع" عبد الحسين شعبان " منذ 2000.
فهو الأكاديمي والحقوقي والمفكر،والأديب الَّذي أصدر أكثر من ثمانين كتابًا في مواضيع مختلفة ،في قضايا الفكر والقانون الدولي والدستوري، والسياسة والنزاعات الدولية،والأديان والثقافة والأدب المعاصر والنقد. كبيرنا الحاصل على وسام أفضل مناضل لحقوق الإنسان في العالم العربي،القاهرة 2003.
هل سبق لأحدٍ أن وِلدَ بين شمسين؟ ها أنا ذا جالسة في مقهى(كوستا) في(إيلنك/لندن) جلسة عمرٍ متَّقدِ مع مفكرنا الراقي وابنته الحبيبة. ليأخذنا الحديث حول هذا الكتاب، الَّذي أعدُّهُ سيرةً مختلفة وحوارًا مختلفًا عن أي حوار يُنشر سابقًا.لم أجد الطريقة التقليدية -س، ج- ، بل بطريقة المتكلم والاستذكار الجميل واللغة العالية الآسرة،وهذا دليل العظمة الكِبر.
ما وجدتُه في هذا البستان" الشعرُ والشاعرية" كما عبَّر عنهما الكاتب، وشاهدتُ عمقًا فنيًّا يليق بمَن سكن قلوب الشعوب،ويليق بفخامة الكاتب الَّذي سحرتني لغته وتصنيفه للكتاب.
القسم الأول:مظفر النوّاب -من وحي الأمسية البرلينية.
القسم الثاني"مظفَّر النوَّاب يتلألأ في ضمائرنا.
القسم الثالث:مظفر النواب وجدار بريخت.
القسم الرابع:إضمامة بقلم"جاسم المطير"/الدكتور "حسين شعبان" كاتب خطَّاف/وزفزفات الفنتازيا وألوان زخارفها في أشعار "مظفَّر النوَّاب".
القسم الخامس:مختارات من شعر"مظفَّرالنوَّاب" (الذائقة الشعرية) بعض خصائص القصيدة النوَّابيَّة.

*-لماذا اختار"النوَاب" قصيدته من ليل البنفسج؟ ولماذا الكاتب الكبير جعل عنوان كتابه في البنفسج أيضًا؟

اللون البنفسجي يدلُ على شخصية صاحبه،النبل،الفخامة،القوَّة،الثورة، الحكمة،التفاني والوقار.
وكل هذه الصفات في نوَّابنا الكبير وفي شخصية الكاتب"عبد الحسين شعبان"لمعرفتي بهما وقربي منهما منذ زمن. وما يربط بينهما اللطف،والرقة،وهما من الشخصيات الداعمة فعلًا للآخرين.
فالكاتب والمكتوب عنه أخذانا إلى لياليهما البنفسجية، وعلينا أن نتخيَّل عمق السِّحر ونحن نقرأ هذا الكتاب( مظفر النوَّاب، رحلة البنفسج). ولا تفوتني أهمية الغلاف فقد التقط الفنان الكبير الدكتور"علاء بشير"عدَّة نظرات لعينيّْ النوَّاب، ولكل نظرة لغتها ودلالتها، وبهذا الفيض نعيش كل كلمة وكل موضع لحضور النَّواب والكاتب. أحيانا بينهما ، وغالبا بين مبدعين كبار ذكرهم جميعًا ،وكلهم أنهارُ انتماء وطني. فقد شكّلوا للعراق تاريخًا إبداعيًا نتشرف به جميعًا، وعلى أضوائهم نكتبُ ونستمر.هذا إضافة إلى أقوال شعراء عالميين وفلاسفة وسياسيين ومفكرين، يضمّنها الكاتب بدراية المثقف والمفكرالذي يقتحم البحر ويضفر أمواجه أكاليل فرح لحزننا كمغتربين ويجعلنا نتأمل أصباحًا مشرقة.
الكاتب الكبير"عبد الحسين شعبان، له كتاب سابق عن المبدع" شمران الياسري"أبوﮔاطع" أهداه للنوَّاب سابقًا، واليوم يهدي رحلة البنفسج إلى "أبي ﮔاطع".
ليخبرنا عن سيرة نوَّابية لم تُكتب سابقًا، لكنها اختلطت بضمائر الشعوب ووجدانهم، فنجد النوّأب عراقيًا حد النخاع وفلسطينيا،وسوريًا، ومغاربيًا، وليبيًا،ولبنانيًا،وخليجيًا. وقد سكنت الأممية روحه وهو المثقف الكوني والإنسان المفرط في الحريَّة.
لقد شكَّل الكاتب هنا، انتصارًا للفقراء والمظلومين، والمعدمين والمغتربين، كما المكتوب عنه في رحلته التي تجاوزت الخمسين عامًا.وقد حملا معًا صوت الأرض والإنسان.
حدثنا عن علاقة المبدع مع المكان، من خلال رحلة النَّواب إلى الأهوار، وعلاقته مع الطبيعة حيث اكتشف النواب نفسه من خلال الطبيعة المدهشة والبساطة والجمال ، وتأثر في لهجة ناسها ،ورأينا الكثير من المصطلحات في أشعاره الشعبية تحديدًا، وصور من واقع الهور. فأنا قرأت الحياة كلها فيه من خلال أشعار النوَّاب الجميلة الرقيقة كطبعه ،والملهمة لنا كشعراء تحفزْنا مع ثورة الثوَّار وتضحياتهم.ومازلنا نتغنى بها إضافة لأصوات الفنانين مثل المطرب"ياس خضر" وغيرهم .
يتنقل بنا الكاتب في سيرة ثرية وعلاقة النواب مع الموسيقى التي ورثها من جده وأبيه وأمه، إضافة لصوته الرخيم أثناء قراءة أشعاره، وقد حضرتُ الكثير منها يؤديها بصوته الشجي ،كذلك علاقة النواب مع الرسم. إنه شاعر مسكون بالجمال.
يتحدث عن فرادة النواب،يوم طوى الموت شاعر القلوب ،وخلال انتشار الخبر تعددت المقالات والمئات من التأبينات، ونحن في المنظمة العالمية للإبداع من أجل السلام/لندن خصصنا يومًا تأبينيًا،وعددًا من مجلتنا(رؤى السلام) عن الفقيد وقد اثقلنا الحزن ساعتها وما زال، لكن يبقى النوَّاب حيًا في وجداننا.
الحقيقة هي سيرة إبداع لم يكتبها كاتب سابقًا،واستذكار يشبه الكاتب الذي هزَّ أعماقنا صعودًا إليهما في رحلة القراءة.
كلنا نطمح إلى عراقٍ برائحة القدَّاح ولون البنفسج، ونكتبُ سيَرًا أخرى بلغة كونية حلمنا بها كثيرًا وحان وقتُ قطافها!
كلمة خاصة لأخي الكبير مقامًا" المفكر الدكتور" عبد الحسين شعبان".
لقد تحدثتَ سيدي في كتابك(رحلة البنفسج) عن أنواع الأدباء والمفكرين، وصنفتهم:
الصنف الأول: تقرأ له وحين ترى أفعاله وتقترب منه؛ تتمنى لو لم تره، وهم كثر.
الصنف الثاني:تقرأ له ، وحين تلتقيه تراه جميلاً في كل شيء.
لكنني أضيف: بل تعتبره رسول الكلمة ، وحضرتك من الصنف الثاني الذي نحفره في الذاكرة والقلب، لنراه في عين روحنا ونسمعه بخافقنا ونلوذ به ساعة ضعفنا.

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه