الراعي يهاجم باسيل: لا يحق لكم المساس بمؤسسة الجيش

الراعي يهاجم باسيل: لا يحق لكم المساس بمؤسسة الجيش


بيروت - هاجم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تعمّد بعض القوى السياسية وضع مطبات أمام حل أزمة الشغور التي باتت تهدد قيادة الجيش، وطالب الراعي في عظته الأحد بالنأي بالملف عن الحسابات الشخصية.
وبدت تصريحات الراعي موجهة بالأساس إلى زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي يعطل عن طريق وزير الدفاع موريس سليم أي تسوية للشغور المنتظر في قيادة الجيش، مع اقتراب انتهاء ولاية العماد جوزيف عون في العاشر من يناير المقبل.
ويشكل الشغور في قيادة الجيش العنوان الأبرز للنقاشات الجارية هذه الأيام على الساحة السياسية في لبنان، في ظل وجود توجهين، الأول يقوده التيار الوطني الحر ويرفض التمديد لعون أو تأجيل تسريحه، مع أنه يدرك حجم التحديات التي تواجه اختيار قائد جديد لاسيما في غياب رئيس للجمهورية.
ويتمسك التوجه الثاني بخيار التمديد في ظل الوضع الأمني غير المستقر في جنوب لبنان، وتتبنّاه أقطاب المعارضة اللبنانية.
ويخشى اللبنانيون من التجاذب الجاري بين الفرقاء المسيحيين في ما يتعلق بقيادة الجيش وانعكاساته على آخر مؤسسة سيادية في البلاد التي ظلت محصنة حتى الآن، بعد الفراغ الذي ضرب مؤسسة رئاسة الجمهورية.
وقال الراعي “لا يحق لكم أيها المعطلون الاستمرار في عدم انتخاب رئيس ولا يحق لكم أن تخلقوا أزمات وعقد جانبية بدلا من المباشرة الفورية بانتخاب رئيس فتحل عقدكم، ولا يحق لكم أن تتلاعبوا باستقرار المؤسسات وعلى رأسها مؤسسة الجيش”.
وأضاف البطريرك الماروني “يجب عدم المسّ بقيادة الجيش العليا حتى انتخاب رئيس للجمهورية ولا يجوز الاعتداد بما جرى في مؤسسات أخرى تجنباً للفراغ فيها فالأمر هنا مرتبط بحفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانية والحدود ولاسيما في الجنوب بموجب قرار مجلس الأمن 1701”، مضيفاً “أي تغيير في الجيش يحتاج إلى حكمة ويجب عدم استغلاله لمآرب شخصية”.
وتعكس تصريحات الراعي أنه مع خيار التمديد لقائد الجيش، وعدم انتظار الاتفاق على اسم جديد قد يطول، كما هو الحال بالنسبة إلى مؤسسة رئاسة الجمهورية.
ولا تنحصر المطبات التي تعترض حل أزمة الشغور في قيادة الجيش في مسألة التمديد أو تعيين قائد جديد، بل أيضا على أي مستوى سيجري حل المسألة، فهل سيتم ذلك عن طريق مجلس الوزراء، أو عن طريق مجلس النواب.
وذكرت مصادر مطلعة لوسائل إعلام لبنانية أن الأمور كانت تسير قبل أيام باتجاه صدور قرار عن مجلس الوزراء بتأجيل تسريح العماد عون، قبل أن يتم التروّي بسبب وجود اتصالات من الممكن أن تقود إلى تعيين قائد جديد للجيش من ضمن سلّة من التعيينات، حيث طرح اسم مدير المخابرات العميد طوني قهوجي كخيار أول، وهو أمر يتطلب حكماً الذهاب إلى تسوية مع التيار الوطني الحر، على اعتبار أن الاقتراح لا يمكن أن يتم إلا عبر وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال.
وأضافت المصادر أن خيار التعيين بدوره يواجه بعض الصعوبات التي تبدأ من أن بعض القوى تفضّل عدم القيام بهكذا تعيين قبل انتخاب رئيس الجمهوريّة، بينما هناك قوى ترى أنّ المطلوب الوصول إلى أيّ تسوية تحول دون الفراغ، لكنها توضح أنّ العقبة تكمن، في حال توفر التوافق على التعيين، في الآلية المناسبة لذلك، حيث هناك “معركة” تخاض بين التيار ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حول آلية اتخاذ القرارات في مجلس الوزراء، وبالتالي على فريق منهما أن يبادر إلى التنازل أو دفع الثمن.
ويقاطع وزراء التيار الوطني الحر جلسات الحكومة، كما يستثمر التيار في الآلية الدستورية المتعلقة بدور وزير الدفاع في تعيين قيادة الجيش لابتزاز الحكومة وباقي القوى السياسية.
اللبنانيون يخشون من التجاذب الجاري بين الفرقاء المسيحيين في ما يتعلق بقيادة الجيش وانعكاساته على آخر مؤسسة سيادية في البلاد
ويرى مراقبون أن دخول الراعي على خط أزمة الشغور من المفترض أن يشكل عنصر ضغط على التيار الوطني الحر، وإن كان من غير المرجح أن يلقى ذلك تجاوبا من الأخير الذي يريد تحقيق جملة من الأهداف عبر استخدامه لورقة الشغور في مؤسسة الجيش، من ذلك قطع الطريق على فرص انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية، وأيضا فرض وجهة نظره في ما يتعلق بباقي التعيينات والتي تطال أيضا الأجهزة الأمنية والمجلس العسكري.
ويقول المراقبون إنه مع صعوبة أن تنجح حكومة تصريف الأعمال في حل مسألة الشغور في قيادة الجيش نتيجة لموقف التيار الوطني الحر، فإن التمشي الأكثر واقعية هو الذهاب إلى مجلس النواب، وقد أبدت كتل المعارضة استعدادها للمشاركة في جلسة تمرير التمديد لعون.
كما أن الثنائي الشيعي لا يبدو ممانعا لهذا الخيار. وقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الأحد “علينا أن نملأ هذا الفراغ لحفظ نظام الوضع القيادي في هذه المؤسسة الوطنية التي تقوم بدورها الوطني في لبنان. هذا الانتظام مطلوب أن نصونه وأن نحفظه، ولذلك قدمنا كل الخيارات التي تسهل اختيار الخيار المناسب لتأمين نظام وضع القيادة للجيش اللبناني”.
وأضاف رعد “لم نتوقف لا عند نقطة ولا فاصلة تسهيلا لهذا الأمر، لكن بعض الحساسيات والتنافسات الصغيرة التي تحصل بين بعض الأطراف للأسف هي التي تعرقل وتمدد عمر إنجاز هذا الاستحقاق، وهذا لا ينسينا على الإطلاق أن أمامنا استحقاقا أساسيا تستند إليه وإلى معالجاته كل الاستحقاقات الأخرى وهو استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية”.

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه