أصبحت عرّافا

بقلم حكيم مرزوقي كانون1/ديسمبر 27, 2022 101

أصبحت عرّافا

عزيزتي أنثى السرطان.. أنت لست امرأة.. أنت فراشة.

واقعية سحرية

ولأن صحيفتنا تفتقد إلى صفحة أبراج، ها أنا أتولى هذه المهمة مرة واحدة في العام، وإن ضبطت توقعاتي فسوف أغير “الكار” أو “المصلحة” كما يقال على وجه الدقة والتحديد.

وما شجعني على هذا الأمر هو أن أحد العرافين قال لي “سوف تصبح عرافا ذا شأن عظيم”، فلأتوكل واعذروني على عدم الإفراط في التفاؤل حرصا على هذه “الواقعية السحرية”:

برج الحمل: إذا كان رئيسك في العمل من مواليد هذا البرج فلا تذكره إلا بالمشاهير والقادة الذين ولدوا تحت طالعه كتوماس جيفرسون ولينين وخروتشوف، كما لا تنتظر أن يكون وديعا معك.. تحمّل وكن أنت الحمل.

ـ الثور: لا تنس أنه مذكّر “ثورة” بكل ما تعنيه هذه الكلمة من متناقضات، خصوصا في محيطها وربيعها العربيين ثم أنها تأكل صناعها وأبناءها.

يمضي الثور إلى هدفه في الحلبة غير مبال بالرماح التي تنهشه وقد جمع بين قرنيه رقة تشيكوفسكي، عبقرية شكسبير، ودموية هتلر.

ـ الجوزاء: يجمع بين الفتنة والمحنة واللعنة، من مارلين مونرو التي ماتت منتحرة إلى بوشكين الذي قضى على إثر مبارزة حامية الوطيس في بلاط القياصرة، لكنه يمتلك حكمة كونفوشيوس في هذا العصر الذي يستيقظ فيه التنين الصيني من سباته.

ـ السرطان: أنت تمتلك نفس القدر من الرقة والعناد اللذين جعلا همنغواي يتسلق الجبال ويقنص الطرائد ثم يموت منتحرا أو بطلا تهتف له الحناجر كـ”النبي الأسود” نيلسون مانديلا.

عزيزتي أنثى السرطان.. أنت لست امرأة.. أنت فراشة.

ـ الأسد: إذا كان رئيسك في العمل من مواليد هذا البرج فلا تتوقع أن يمتلك كاريزما نابليون أو خفة برناردشو أو حتى حزم كاسترو.. لقد ولى عصر هؤلاء ولم يبق منهم إلا خيبة موسوليني.

ـ العذراء: عزيزتي عذراء 2023 أنت لست في مثل فتنة صوفيا لورين، ولا عبقرية آغاتا كريستي، لذا توقفي عن قراءة هذه الأبراج ولا تضيعي وقتك في الترهات فلقد ولى عصر المعجزات.

ـ الميزان: أيتها المرأة الميزان، لا تتهميني بالتفرقة، لكنك لست متوازنة في شيء، ولا تشبهي نفسك ببريجيت باردو، فحتى هذه الأخيرة قد انتهى عصرها فما الرفق بالحيوان موضة تحتكرينها.

ـ العقرب: إذا كان رئيسك في العمل من مواليد هذا البرج فذكره كل صباح بعبقرية مارتن لوثر، وبيل غيتس، حتى ينفش ريشه ويزيدك في الراتب، وإن لم يفعل فهو يشبه كريستوف كولومبس، الذي اضطهد الهنود الحمر.

ـ القوس: إن كان رئيسك في العمل من القوس، فكلامه فيه نوع من الجرأة وقد يجرح الشخص الذي يكون أمامه بسهولة تامة، لكن مواليده مفيدون للسهام التي لا تصيب أهدافها إلا إذا استقامت كولت ديزني وبروس لي ومارك توين.

ـ الجدي: العناد لا يفيدك هذا العام، اخضع لشروط الواقع ولا تتخيل نفسك الفيس بريسلي أو محمد علي كلاي.

ـ الدلو: عليك أن تغني مع عبدالحليم “الهوى هوايا”، تستمع لموتزارت، وتحلم بأمجاد أبراهام لينكولن.

ـ الحوت: تذكرت.. هذا برجي؟.. اللعنة.. حظي سيء ولم تبق لي مساحة كافية.. عليّ أن أسأل عرّافا آخر غيري كي أصدقه، وذلك على طريقة البصارة التي قالت لزميلتها “أنت في وضع جيد، أما أنا فقولي لي ما أحوالي؟”.

حكيم مرزوقي

كاتب تونسي

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه