2023

بقلم إبراهيم الجبين كانون1/ديسمبر 30, 2022 116

2023

المستقبليون وخبراء الاستشراف يبشّروننا بأن العام القادم 2023 سيكون أكثر إثارة من أخيه الراحل.

2023 ومضة في خط طويل

لم يكن العام 2022 الذي يطوي صفحته هذه الأيام عامًا عاديّا. اكتشف العالم فيه أنه أمام استحقاقات كبيرة سبق وأن ماطل كثيراً في مواجهتها والاعتراف بها، عام بدأ بحرب عالمية وأزمة طاقة وانهيارات اقتصادية وانتهى بصدامات حضارية لا تبدأ بكرة القدم ولا تنتهي عند خطوط التماس بين الثقافات.

غير أن المستقبليين وخبراء الاستشراف يبشّروننا بأن العام القادم 2023 سيكون أكثر إثارة من أخيه الراحل.

الميل إلى السوداوية بذريعة الواقعية، وبعد اصطدام التوقعات المتفائلة بجدران خيبة الأمل، جعل الخبراء في كافة المجالات يتحسّبون ويعدّون للألف، لا للعشرة وحسب، قبل أن يقدّموا تنبؤات أفضل.

لكن تلك المعادلة لا يتحكم بها الواقع، كما يتذرّع هؤلاء، بل حزمة من الأسباب، أولها العامل النفسي، ثم حجم المعرفة بالقياس إلى كيفية وصول الخبراء إلى مواقعهم التي خولتهم النطق بهذه التصريحات، فمثل هذه المهمة يجب أن يتصدى لها قوي شديد مسلّح بالبيانات وبعيد عن الانحياز والتأثر بالعوامل المختلفة. وهذا نادر جداً إن وجد أصلاً.

وعند النظر إلى العام 2022، سيكون علينا أن نحاسب أولئك الخبراء الذين يعتمد عليهم صنّاع القرار وسؤالهم؛ لماذا لم تتوقعوا أن يحدث فيه ما حدث قبل أن يقع، وأين ذهبت حساباتكم في العام الذي سبقه ما دمتم واقعيين وتقيسون كل شيء بالبيانات التي تزعمون توافرها لديكم؟

إن عجز الغرب عن توفير قطعة قطنية صغيرة مثل “الكمّامة” كان فضيحة كبرى خلال فترة الوباء الذي ما إن انقضى حتى كشف عجزًا آخر، هو عدم قدرة الغرب على الاستغناء عن الغاز الروسي وفشله في تدفئة بيوت مواطنيه، وما كاد هذا يجد له حلولاً طارئة، حتى ظهر عجز آخر، هو عدم قدرة الغرب على إنتاج الألواح الشمسية واعتماده الكلي حاليًّا على استعمار صيني جديد بقيادة مصانع ألواح الطاقة الشمسية الصينية.

ألم يكن هذا أولى بالدراسة والبحث من قبل خزانات التفكير والمراكز البحثية أكثر من الثرثرة الطويلة حول فرو الحيوانات وتجارة العملة الافتراضية التي لا طائل منها؟

ما نعيشه اليوم في لحظات هذا العام أكثر حرارة مما يوحي به الطقس، وعلى سيرة الطقس، تعيش الدولة الأكثر تلويثًا للمناخ والأكثر تسببًا بالاحتباس الحراري هذه الفترة موجة غير مسبوقة من البرد، في الوقت الذي لا تزال فيه تتهرب هي وحلفاؤها من واجبهم في دفع تعويضات للعالم على ما يفعلونه بالكوكب.

لكن التاريخ يمضي وفق قواعده هو، ولن يكون الإنسان، وهو أقل الكائنات استقلالية وبراعة في التكيّف قادرًا على التحكّم بمساره.

وسيكون العام 2023 ومضة في خط طويل. يظهر وجوهه الجديدة وآفاقه المختلفة والتي لن يتوقعها قراء البخت والعرافون الجدد كالعادة.

إبراهيم الجبين

كاتب سوري

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه