الاء الصوفي
الفنتازيا هي تناول الواقع الحياتي في رواية غير مألوفة ، ما يعني أنه هنالك شكاً غريباً في عالم الرواية، إن كان ينتمي إلى الواقع يمكن له أن يحفظهُ، وفي نفس الوقت يعتبر معالجة إبداعية خارجة عن المألوف في الواقع المعاش، حيث تعد الفنتازيا نوعاً أدبياً يعتمد على السحر وغيرهِ من الأشياء الخارجة عن الطبيعة, وهي عنصر أساسي للحكم الروائي، والفكرة الأساسية الرئيسة لكثير من الأعمال في الفن والإعلام والحياة المجتمعية، وأحيانا تكون الإطار الروائي والتنسيقي الاعلامي وتدور أحداث كثيرة في تلك الأعمال، وهذا النوع ياخذنا إلى فضاءات وهمية او كواكب ينتشر بها السحر والخداع في تشكيل الصورة الحقيقية والمزيفة في نفس الوقت و بصفة عامة تختلف الفنتازية عن الخيال العلمي والرعب في حين أن الأولى يتوقع خلوها من العلم والموت والثانية قد ترسم صورة في نفس الوقت لكنها وهمية وقابلة للتقبل، على الرغم من تداخل العناصر الثلاثة(العلم، الصورة الحقيقية، والفن) وهو ما يعبر عن الفن الأدبي القديم بفرحة غريبة الذي يرافق معها التخيل والتأمل، على الرغم من تزايد شعبية الفنون والافلام الخيالية مؤخرا، وتمثيل الأدوار الخيالية التي تنتشر عبر العديد من وسائل الإعلام المختلفة ،
تعد هذه لعبة يتم فيها تمثيل الأدوار مع وجود خيال علمي وواقعي في الوقت ذاته،
وهل يمكن ان نجد تشكيل الأخبار في سوشيال ميديا يرسم لنا (الفانتازيا) ذات طابع حديث بعيد عن أصلها الذي كان في العصور الوسطى و خاصة منذ النجاح العلمي الذي حققه الفن في سيد الخواتم للكاتب (لجيه آر آر تولكن ) مع ذلك كانت تلك الأدوار تعرض على كيفية الظهور بتفسير خيالي يوحي للمشاهد الحقيقة المغلفة بتلك الأدوار الوهمية والتي تشكلت في أوسع معانيها كأعمال الكاتب الروائي والمنتج والمخرج .
الكل يعول ان التصرفات المجتمعية اليوم هي مقترنة بكل ما يسمع ويرى ويشاهد وأحيانا يقوم بتقليد الارادي واللاإرادي في الوقت ذاته "
لذلك نجد اليوم شاشة الاعلام سواء كانت مرئية ام مسموعه او مقروءة قد تكون بعيدة عن الواقع لكن خيالية وتستطيع تصديقها كما في الافلام والروايات والترتيب التسلسلي للأحداث وإتقان الاخراج حتى تصل إلى عرض صورة حقيقية في فيديوهات تنتشر بمشاهد الاخبار السياسية و تدخل ايضا في النشرات الإخبارية وتوثيق الحدث والمصداقية المهنية التي يشوبها مزيج من التفخيم وتقبل الحدث لكن بعظمة والخروج عن النص المألوف المفبرك كما يقال في وصف السيناريو ، للوصول الى الغاية المنشودة لدى بعض السياسيين واحياناً يتم نسجه من قبل مختصين لكي يتم نشرهُ وتحقيق مبتغى المسؤولين في رصد الاعلام المؤثر والمعلن لدى السياسيين ،
وفي كثير من الاحيان نجد عبارة الفنتازيا ليست فقط في الاعلام وانما في السلوك المجتمعي يطبق ، ويستخدم حتى وصلت اليه اليوم بقرارات وتغريدات صادقة كانت ام كاذبة تُطرح عن طريق سوشيال ميديا في حين يبقى المتلقي في عقله يرسم خطوط تلك الحالة الفنتازية كلٌ بحسب نظرته ومخيلتهِ التي يعتمد عليها ,مثقف كان أم على قدرٍ قليل من العلم الذي يحملهُ من صورةٍ خيالية يعتقد أنها ستكون التالية فيما بعد لدى السياسي ، تحمل الكثير من المفاجآة والتطورات المتوقعة ،
وبسبب زيادة هذه الحالة اصبح وجود عدم الثقة في المجتمع والمشاهد او حتى عقلية المواطن في تقبل انجازات السياسي واعماله الآنية الموجودة في الصورة الحقيقية الوهمية ،،
ومخرجات فنتازيا الاعلام اليوم هي تعكس المبالغة ورصد كل ما يوهم المتلقي لشيء بعيد قد يظنه هو الصحيح اللافت للنظر وينتدرج ضمن مايسمى
(الواقعية السحرية بافعاله السياسية واحاديثهِ وانجازاته ترسم صورة قابلة للعرض لتحقيق الرواج الكبير الشيء الواضح وضياع الغاية الحقيقة عند طرح تلك الصورة الواهية في عيون الصحافة والاعلام نجدها أيضا تدخل في الحوارات والبرامج التلفازية ونوعيتها واطلاق سراح الخيال على ان يكون متناسقاً بالداخل ومعبر عن تلك الحاله ،،،خاصة مايجري الآن في بعض الاخبار وصحتها من ارتفاع سعر صرف الدولار والحرب الاوكرانية لو ذكرت في السابق لكانت هي مخيلة صعب تحقيقها لكن اليوم باتت واقع حال ……
