ذاكرة طازجة

بقلم شكر حاجم الصالحي كانون2/يناير 31, 2023 83

ذاكرة طازجة

 

شكر حاجم الصالحي

 

لم اكن في حياتي أحد (لاعبيها) ,ولم ألمس تلك المدورة التي كان يصنعها أقراني من الخرق البالية ,ولكني شغفت بفرق مدينتي الصغيرة التي كانت تتنافس على الفوز في لقاءاتها المحلية ، فكنت مشجعاً مثابراً على الحضور وافتراش أرضية الملعب الترابي الذي يقع وسط بساتين الحبيبة سدة الهندية ، وكنت أرى بعينيَّ عشرات المشجعين من كبار السن والكهول مندمجين مع هجمات اللاعبين ,مشجعين هذا الفريق ضد خصمه الفريق المحلي ، والصيحات تتعالى تشق عنان سماء الملعب ، وكان اكثر المشجعين انفعالاً وحماسة العم عيسى محمد ورشيد حمزه والحاج جمعة أدريس ، وكانت المدينة على صغر حجمها وقلة نفوس ساكنيها ، تهبُّ بكامل أناقتها، لحضور المباريات أية مباريات ، المهم تشجيع اللعب النظيف ,ورغم بلوغي السادسة والسبعين الان ، فما زلت أتذكر فرق سدة الهندية الشعبية ,المنار ,النجوم، الهواة ، الزلزلة ، و… و.. وأتذكر لاعبيها المميزين : هادي علي السداوي ، سعيد جراد ، عاشور نعمه ’ عباس حمزاوي ، وياسين طه وعشرات آخرين من اللاعبين المهرة ، هكذا كان شغفي بهذه اللعبة الساحرة ، التي قدمت لمنتخباتنا الوطنية حارس المرمى ، ياسين ياس والصخرة حسام نعمه ، وما زال ابناء مدينتي الحبيبة يستذكرون بحب وأعجاب ما أنجبته هذه المدينة من طاقات رياضية فذة ، وكانت المدينة بمثابة ملعب شعبي لا يخلو بيت فيها من لاعب كرة قدم مميز ، وكما إشتهرت سدة الهندية بسمكها السداوي وقيمرها اللذيذ ، كانت الكرة من علامات تميزها وبياض تأريخها ..

عادت بي الذاكرة الى تلك الأيام من ستينات القرن الماضي المنصرم ، خلال متابعتي لبعض مباريات خليجي  25 التي برهنت على وحدة شعبنا وحبّه الذي لا يتقطع لمباهج الحياة ، وتمنيت وأنا الشيخ العجوز المصاب بشتى الأمراض المزمنة ، أن يمنّ الله على وطننا بالأمان وعلى شعبنا الصابر بالرفاهية التي تليق به ، وان تبذل الجهات المسؤولة عن الرياضة المزيد من الجهود لرعاية صنّاع الفرح وموحدي صفوف العراقيين ، ويكفينا احتراباً وتشتتاً بعد هذه السنوات العجاف ..

شكراً لأسود الرافدين الذي حصدوا محبة العراقيين والعرب ، وكانوا بحق ابطالاً في جذع النخلة ورحم الله المهندس الاستشاري عبدالله عويز الذي أبدع لنا هذا الصرح الكبير … وشكراً لذاكرتي الطازجة التي اعادتني الى ملاعب كرة القدم وجعلتني شاباً أتابع اللعبة الجماهيرية المحببة .. شكراً يا عراق.

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه