متى يعاد زمن سليم البصري؟
زيد الحلي
قبل نحو سنتين ، دعوتُ في هذا المكان ، الى إعادة الحياة الى التمثيلية التلفزيونية العراقية ، باعتبارها ارثا فنيا ، لازال عالقا في اهداب المجتمع ، فحين يتابع المرء ما يبثه موقع ( اليوتيوب ) فانه يجد الاقبال واضحا ، على مشاهدة التمثيليات التي عرضها التلفزيون خلال السنوات الخمسين المنصرمة ، وما بعدها ، ولاسيما الهزلية منها ، موشومة بأسماء احبها الجمهور مثل : سليم البصري ، خليل الرفاعي ، راسم الجميلي ، فخري الزبيدي ، ناجي الراوي ، محمد القيسي ، رضا الشاطئ وامل طه والقائمة تطول ..مثلما تطول اسماء برامج وتمثيليات مثل " تحت موس الحلاق " و" كهوة عزاوي " و" العرضحالجي " . لقد سعدتُ حينما ، جاء الرد على تلك الدعوة ، من الاخوة في شبكة الاعلام العراقي ، بأن الشبكة عازمة على الاخذ بالمقترح ، وستكون هناك سهرات بين اسبوع وآخر ، تتضمن تمثيلية سهرة ، ذات خواص مجتمعية ، بإطار فكه ، تتناول مختلف الجوانب الحياتية .. لقد مرت الايام والاشهر والسنين ، دون ان نرى تمثيلية تلفزيونية عراقية ، تعيد البهاء للمشاهد العراقي ، الذي اتعبته المسلسلات التي يعرضها التلفزيون ، ولم يعد يتابعها بسبب ظروف العمل او المتطلبات الاجتماعية ، فربما يشاهد حلقة ، ثم يشاهد الحلقة الرابعة ، وبهذا تضيع عليه الفكرة والتسلسل ، ما يدعوه الى تركها والبحث عن مادة أخرى في قناة اخرى! ان شهر رمضان يدق ابوابه علينا ، وما زال في الوقت متسع ، لذلك اعيد دعوتي من جديد .. فأيام الشهر الفضيل تستحق ان نشاهد فيها تمثيليات تلفزيونية ، تعيد لنا بهجة مفقودة في لياليه ، بدل الحوارات السياسية التي تطل علينا ، مثل رشاش ، لا يعرف اهداف رصاصاته ، فبات المواطن يشمئز منها ، لتكرار ضيوفها ، وصراخهم ، وخلو مضامينها ، وافتقارها الى حلول مرجوة . ادعو الى عقد اجتماع سريع بين كتاب الدراما ومسؤولين من الشبكة ، ونقابة الفنانين ، لبحث أليات الاسراع بإنتاج تمثيليات سهرة ، خفيفة الظل ، تضفي فرحاً، بات ضرورة ملحة ، وبهذا نحقق فرصة عمل لكثير من الفنانين والفنيين .. فهل يتحقق ما دعونا اليه ؟