( زيارة السوداني الى تركيا ،، البككه مقابل المياه )
د. خالد النعيمي
خلال الزياره التي قام بها رئيس الحكومه العراقيه محمد شياع السوداني الى تركيا الاسبوع الماضي تم التطرق الى مواضيع عديده ومهمه خلال المباحثات ولكن الموضوع الابرز كان هو موضوعي نقص المياه وحالة الجفاف التي اصابت نهري دجله والفرات نتيجة السدود التي اقامها الجانب التركي ظمن مشروع الكاب في جنوب شرق الاناظول وحاجة العراق القصوى لقيام تركيا بزيادة اطلاقات المياه الى العراق لانه سيواجهه كارثه حقيقيه خلال فصل الصيف ، هنا التقط الجانب التركي نقطة الضعف لدى الجانب العراقي وطرح مقابلها قضية التواجد المسلح لحزب العمال الكردستاني pkk في شمال العراق وتنامي نشاطاته خارج معاقله التقليديه الرئيسيه مثل جبل قنديل وسوران وسيدكان في المناطق الحدوديه داخل الاراضي العراقيه في قاطعي السليمانيه واربيل والتمدد وصولا الى كركوك في مناطق وقرى محاذيه وقريبه من حدود محافظة اربيل مثل التون كبري والدبس وليلان وهنجير اضافة الى دهوك وسنجار واصبح لديه مكاتب ومقرات وان كانت بمسميات اخرى من خلال قدرته على تنظيم وتجنيد مواطنيين اكراد عراقيين او من الايزيدين كما هو حاصل في سنجار حيث استطاع حزب العمال انشاء قوه مسلحه اطلق عليها وحدة حماية سنجار ( اليبشه ) وهم الايزيدين اللذين استطاعو فرض سيطرتهم على سنجار وبعض القرى التابعه لها بحجة حماية الايزيدين اللذين تعرضوا لانتهاكات ومجازر من قبل تنظيم داعش في العام ٢٠١٤ بعد ان هربت القوات الحكوميه والبيشمركه التابعه لمسعود البرزاني بينما وجد هؤولاء الايزيدين في عناصر حزب العمال حليف قام بمساعدتهم والدفاع عنهم ، لقد عجزت الحكومه العراقيه من تنفيذ الاتفاق الذي تم توقيعه مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وبرعاية الامم المتحده بقيام الشرطه الاتحاديه وقوات البيشمركه بفرض الامن على سنجار ومحيطها وحدثت صدامات مسلحه بين قطعات من الجيش العراقي ومقاتلين من عناصر ( اليبشه ) داخل سنجار . ان فصائل الحشد الشعبي المتواجده في هذا القاطع ترى بان هذا الاتفاق سيحرمها من موقع ستراتيجي وبوابه للتواصل مع جماعتهم في سوريا لذلك حالت دون تنفيذه وتقوم بتوفير الدعم والمسانده لحزب العمال pkk في هذا القاطع وفي اماكن اخرى في كركوك وحتى السليمانيه من خلال الحرس الثوري الايراني الذي يرى ان له مصلحه بتقوية علاقته مع حزب العمال كورقه مهمه يلعبها مع الاتراك والامريكان ،
لقد كشف سقوط طائرتي هلكوبتر خلال الاسبوع الماضي في قاطع دهوك وكانت تحمل عناصر من البككه وقسد عن عمق التداخل والتشابك الاقليمي والدولي في هذه القضيه حيث حملت حكومة اقليم كردستان حزب الاتحاد وزعيمه بافل الطالباني مسؤولية هذا الخرق الكبير .
بضوء ماورد اعلاه هل ان حكومة السوداني قادره فعلا على انهاء تواجد حزب العمال داخل الاراضي العراقيه حتى وان اعلنت عنه كتنظيم ارهابي كما طلب منه الاتراك ام سيكتفي بتنسيق استخباري وتبادل المعلومات التي تساعد الجانب التركي للقيام بعمليات استهداف او تعرض محدود لبعض الاهداف ،، اشخاص او مقرات ، في تقديرنا بان انهاء تواجد البككه داخل الاراضي العراقيه اذا صدقت النوايا يحتاج الى عمليه عسكريه كبرى تشارك فيها القوات العراقيه والبيشمركه الكرديه مع قوات تركيه منتخبه ودعم لوجستي .
، كاتب وباحث في الشأن الامني والسياسي