موفق الخطاب
ما زال المواطن العربي كحالي يتسأل ومع حلول شهر رمضان من كل عام عمن يقف وراء تمويل وإنتاج و عرض المسلسلات في هذا الشهر الفضيل شهر التعبد والتقرب الى الله بصالح الأعمال وما تحويه اغلبها من تفاهة ومستوى هابط وتطاول ،واخرى تتناول أحداث تاريخية مزورة ومحرفة وبعضها يتناول سيرة شخصيات عظيمة ورموز دينية بطريقة مشوهة وثالثة تسعى لبث الكراهية وتمزيق العلاقات الأسرية واخطرها تلك التي تنال من كرامة الإنسان وتحط من قدره، وكذلك تلك التي تثير من حفيظة المجتمع بإتنتقاصها من المذاهب والطوائف و القوميات لإثارة الفتنة.
ما يعرض اليوم من على الفضائيات
يستهدف قيمنا واخلاقياتنا وعقيدتنا ويجب أن يكون هنالك وقفة استنكار وتشريع وتعاون بين جميع السلطات في الدول العربية والإسلامية قبل أن تستفحل هذه الظاهرة لهدم ما تبقى من قيم في المجتمع.
نعلم يقينا أن اغلب القنوات الفضائية العربية هي خارج سيطرة وزارات الثقافة و الإعلام العربية وتدار من قبل أصحاب النفوذ ورؤوس الاموال ، وللأسف الشديد فإن أغلب انظمتنا العربية تضع رقابة صارمة على قنوات الاخبار وتتابع ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي وتلاحق كل تغريدة تنتقد الانحراف والفساد لطبقة الحكام وبطانتهم وتراقب كل مايبث وينشر عن الجانب السياسي والأمني لكنها تركت الحبل على الغارب لباقي القنوات لتعيث في الأرض فسادا وتمزق عرى المجتمع!
لماذا يتم استهدافنا في رمضان؟
يعلم يقينا هولاء المردة من ابالسة الإنس أن من ميزة هذا الشهر الفضيل هو تجمع العوائل على مائدة الإفطار حتى لمن كان لديه عذرا ،واغلبنا يتخلى عن هاتفه المحمول وعن جميع التزاماته ليجتمع مع العائلة عند الإفطار ويبحث بعدها في القنوات عن أي برنامج او مسلسل هادف فإذا به يتفاجئ سنويا بكم هائل من المستوى الهابط والتفاهة يتسيدهم كالعادة رامز و فوازيره السخيفة و التي تستهدف وتستهوي شريحة المراهقين والشباب .
ومن جانب اخر يكفي لك ان تشاهد المقدمة لمسلسل (دهن حر) العراقي على سبيل المثال لا الحصر لتتطلع على السقوط الاخلاقي في الشهر الفضيل وحجم الاستهتار بالقيم المجتمعية .
اما ما تبثه قناة ال MBC وبعض القنوات من حلقات المسلسل (دفعة لندن) للكاتبة الكويتية هبة المشاري والذي آثار حفيظة العراقيين والعرب على نطاق واسع وذلك بتعمد الكاتبة بالانتقاص من شخصية المرأة العراقية بطريقة مهينة ،ولا ادري هل أن الكاتبة تداري عقدة نقص أو إذلال مرت بها في مرحلة من مراحل حياتها ام انها مدفوعة الثمن من جهات لا تريد التقارب بين الشعبين الشقيقين؟؟
في وقت فتح الشعب العراقي ابوابه واحتضن الجميع في اعظم عرس عربي شهدته المنطقة في خليجي 25 واثبت للعالم انه شعب عربي اصيل لا علاقة له من قريب ولا من بعيد بالمزاجات والتقلبات السياسية ؟
وهنا يأتي دور العقلاء من الجانبين و الحكومة الكويتية على وجه الخصوص لوأد هذه الفتنة بالإيعاز في إيقاف عرض هذا المسلسل فورا ومقاضاة من يقف وراءه .
لماذا لا يكون الترفيه هادفا ؟
نتذكر جميعا برنامج
(خواطر) السعودي لمقدمه أحمد الشقيري، ذلك الاعلامي المتميز باسلوبه الشيق فقد قدم ولعدة اعوام محتوى تثقيفي كان اكثر من رائع ..
ويحق لنا ان نشيد به ونسجل شديد اعجابنا وامتناننا بظهوره مرة اخرى في برنامج رمضاني جميل لهذا العام بعنوان (سين 2).
خلاصة القول: يجب أن يكون هنالك دور فعال للحكومات العربية وبرلماناتها وقضائها بملاحقة وتجريم كل كاتب ومنتج وممول وغلق وحجب كل فضائية تتجاوز على قيمنا واخلاقياتنا وتبث الفتنة والكراهية والتركيز على ما يبث على مدار السنة وخاصة في شهر رمضان من كل عام ..
رمضان كريم وكل عام وانتم بخير