التنمّر الإجتماعي العشائري

بقلم جبار فريح شريدة آذار/مارس 30, 2023 103

التنمّر الإجتماعي العشائري

 

جبار فريح شريدة

ابتدأ بقصة نبي يوسف عندما تنمر عليه اخوته مخافتاً من ان يكون افضل منهم بالمستقبل البعيد عندما اشار الية ابية بأن يكون خليفته بالنبوة ، اين رابطة الدم ؟اين الاخوة؟ لكن الغيرة لعبت دور كبير في اقصاء نبي يوسف (ع) والدور المخفي في القضية لم لم يذكر في القضية هي النساء ودورهن في التحريض ، والكل يعلم اليوم في حياتنا الاجتماعية ما للنساء من اثارة الفتن بين الاخوة والاقارب ، ونحن العرب لنا نتذكر فتنة واقعة حرب البسوس التي اثارتها امرأة واستمرت اربعون سنة .

القضية الاخرة هي حقد قريش ضد النبي محمد وال بيته ، هو عبارة عن منافسة وحسد عن الجاه الذي كانت تتمتع به قريش ، وعندما تحول هذا الجاه الى النبي محمد عندما اختارة الله نبي لهذه الامة ، لكن حقد قريش جعل النار مشتعلة وتوارثتها الاجيال لمئات السنين ، كذلك اخفى التاريخ دور النساء في هذه الفتنة ، والمعروف ان الغيرة والتنافس يزداد عند النساء .

هذه هي حياة العرب بسبب صلة القرابة والتكوين الاجتماعي بينهم الذي يفضي بان يكشف كل خير بينهم فيزداد الحسد عندما تتناقل الاخبار اسرارهم كلمح البصر ، والطبيعي ان النساء اكــــثر من ينقل الاسرار واثارتها . العرب يتميزون بالقبلية الزائدة التي تتميز بالتنافس على اساس القوة بينهم ، والقوة عبارة ان كثرة المال والاولاد ، عندما لم يرزق النبي الاولاد كثرة الشماته قريش بالنبي الى ان ذكرة الله بجواب رداً بشماته قريش كما في قوله تعالى ( انا اعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر ان شائنك هو الابتر)

البحث ان المشيخة بين الاخوة والاقارب سبب الكثير من المشاكل والخلافات والنزاعات التي تتميز بالقبلية المفرطة ، فلا مكان لرجل الدين بينهم ولا للعالم ولا الفبلسوف وان زادت مولفاته المئات .

والقصة التي وقعت في زمن نبي داود عليه الصلاة والسلام، وهو أحد الأنبياء الكرام، أحد أنبياء بني إسرائيل، ابتدأه الله بقوله: (وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب) إذ دخلوا عليه -على داود- ففزع منهم. فقوله تعالى: هل أتاك نبأ الخصم? هو استفهام بمعنى التشويق إلى هذه القصة ليعتبر الإنسان بما فيها؛ هؤلاء الخصم تسورا المحراب، والمحراب مكان صلاته عليه الصلاة والسلام؛ أي: مكان صلاة داود. فتسوروه؛ أي: قفزوا من السور حتى دخلوا على داود.

قوة البيان

ولما كان دخولهم هذا غير معتاد فزع منهم فقالوا: (لا تخف خصمان) يعني نحن متخاصمان (بغى بعضنا على بعض) فاعتدى عليه، (فاحكم بينا بالحق ولا تشطط) لا تشق علينا (واهدنا إلى سواء السراط). ثم ذكر القصة، فقال أحدهما: (إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة) والنعجة هي الشاة من الضأن (ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب) أي: غلبني في الخطاب لقوة بيانه وأسلوبه، وأراد منه هذا أن يضم نعجته الواحدة إلى نعجاته التسع والتسعين، فقال له داود عليه الصلاة والسلام دون أن ينظر في قول خصمه (لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه) ثم قال الله تعالى: (وإن كثيراً من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود إنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب فغفرنا له ذلك). هذه قصة كان فيها شيء يحتاج إلى استغفار وإنابة إلى الله عز وجل؛ لأن فيها اختباراً لداود الذي جعله الله نبياً حكماً بين العباد، حيث اقتصر في محرابه على العبادة خاصة دون أن يبقى يحكم بين الناس؛ ولهذا جاء هؤلاء الخصوم فلم يجدوا داود عليه الصلاة والسلام، وكان مكان صلاته مغلقاً فتسورا عليه تسوراً. ثم إنه عليه الصلاة والسلام قال: (لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه). فحكم عليه بأنه ظالم له. وظاهر القصة أنه لم يسأل المدعى عليه هل كانت دعوى صاحبه على وجه الصواب أم ليست على وجه الصواب. ومن أجل هذين الأمرين ظن عليه الصلاة والسلام أن الله سبحانه وتعالى اختبره في هذه القصة، (فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب) قال الله تعالى: (فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب).

هذه القصص التي ذكرها القرىن الكريم ، لكن في حياتنا العامة نلاحظ المئات من القصص التي تقع بين الاخوة والاقارب احيانا تصل الى القتل كل ذالك بسبب الحسد والغيرة التي تصاب البعض .

ونلاحظ الحسد من الاخوة لا يتمنى اخية الاصغر سنا ان يكون وجيها او ذات مال وسعه ، فحب التملك يحاول ان يستحوذ على النفوس فيزيد الخلاف والخصومة ، كما في قول المقنع الكندي

وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي

وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفُ جِدّا

أَراهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن هُمُ

دَعَوني إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدّا

فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم

وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا

وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم

وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه