"في ليلة العيد".

بقلم د. شاكر كتاب. نيسان/أبريل 19, 2023 152

 

"في ليلة العيد".

 

د. شاكركتاب.

 

لماذا قادة البلدان يدافعون عن أوطانهم حتى وإن كانوا دكتاتوريين؟ او فاشيين ؟ او نازيين؟ او ديمقراطيين او شيوعيين او اشتراكيين ؟ أو حتى صهاينة ؟ لماذا؟ لأنهم الى جانب عقائدهم الخاصة التي ينتمون إليها فإن لهم عقيدة أخرى. هي الوطن. لا أحد منهم يساوم على أراضي وطنه. ولا على كرامته ولا على خيراته او موارده الطبيعية. ويدافعون عن أوطانهم بشتى السبل بما في ذلك الحرب بشتى أنواعها ومساحاتها. يتهم زيلينسكي بالصهيونية لانه يهودي. لكن لاحظوا كيف يدافع عن بلاده. بوتين لم تتحدد هويته العقائدية بعد سوى انه كان من رجال المخابرات السوفيتية وقيل عنه ما قيل لكنه عندما استشعر بخطر الناتو يقترب من بلاده اقام القيامة على اوربا في أوكرانيا. المجرمون الصهاينة لم يكتفوا بالاستيلاء على أراضينا في فلسطين راحوا يحتلون بشتى السبل أراضٍ عربية أخرى دفاعًا كما يقولون عن أمن إسرائيل. أنظروا القادة الإيرانيين ماذا فعلوا ويفعلون بدول الجوار والإقليم لضمان سيطرة بلادهم على الآخرين. جمال عبد الناصر خاض حروبًا من اجل حماية مصر وأراضيها والسادات حرر سيناء بالحرب والمفاوضات التي دفع حياته ثمنا عنها من اجل تحرير أراضي مصر. أنظروا اخوتنا الكويتيين ماذا فعلوا عند دخول الجيش العراقي بلادهم وماذا يفعلون الآن كي تبقى الكويت سليمة وسالمة. ما الذي جاء بالجيوش الأميركية الجرارة غير أمن بلادها ودفاعًا عن إسرائيل التي تحكم أمريكا. هل نأخذ أمثلة من التاريخ ؟ ديكول ماذا فعل من اجل تحرير فرنسا من مخالب هتلر؟ ماذا فعل تشرشل من أجل بريطانيا؟ ماذا فعل ستالين حين دخل الجيش الألماني الى بلاده؟. ماذا فعل روزفلت حين تعرض ميناء امريكي لإعتداء الطيران الياباني؟. وهذا كاسترو وهذا أردوغان وهؤلاء البولون. لكن لننظر أيضًا الى ان كل هؤلاء إضافةً الى دفاعهم المستميت عن بلدانهم قادوا حملات البناء والإعمار في أوطانهم. وها هي بلدانهم تقف في صدارة دول العالم. أنظروا كيف يسوقون نفط بلدانهم وتجارتها ولا يستوردون ما ينافس المنتوج الوطني. أنظروا كيف يتعاملون مع الفاسدين والسراق في بلدانهم. بالسجن وقطع اليد واسترجاع كامل المال المسروق. وأنا حين اقلب هذه الأوراق أوراق هؤلاء القادة انظر الى "قادة" بلادنا العراق الحبيب وأقارنهم بمن تحدثت عنهم وأجد نفسي أظلم ولد العالم وأتجاوز عليهم بهذه المقارنة. لكن من حقي أن أحسد شعوبهم وبلدانهم على هذا الحظ اللي عود مثل حظنا.

قيم الموضوع
(1 تصويت)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه