الامانة ليس لها دين أو لون أو عِرق
رعد اليوسف العبيدي
زارني في البيت اليوم، صديق في الغربة منذ سنوات طويلة .. وروى لي قصة واقعية حدثت معه قبل ايام في المانيا ، اذ كان ينوي شراء بعض المكائن من معرض يقام سنويا هناك ، يحتاج اليها في شركته الدنماركية ، وقبل الذهاب الى المعرض اتفق مع صديقه على تناول الفطور في المطعم القريب ، فوضع سيارته في المرآب العام ، وذهبا الى المطعم .
وعند العودة الى السيارة ، وجدا اثنان من الشرطة عندها ، وان السيارة قد تعرضت لحادث ، حيث تم كسر زجاجتها وسرقة الحقيبة التي فيها !
بعد السين والجيم والتأكد من ان صاحبي هو صاحب السيارة، سألته الشرطة ماذا كان في السيارة ؟ اجاب حقيبة بداخلها اوراق خاصة ..
وتكرر السؤال.. هل هذا فقط ؟
اجاب صاحبي ، نعم . وبالعربية قال له صديقه لماذا لا تبلغ عن النقود التي في السيارة ، اجابه لا داعي لذلك لانها اصبحت في خبر كان !
لم تكتف الشرطة بذلك ، اذ طلبت الشرطية التحدث مع صاحبي على انفراد ، وكررت عليه السؤال ، هل هناك شيء اخر فقدته .. قال لا.
فاخبرته : لكنا وجدنا مبلغا كبيرا في السيارة .. قال نعم جئت به لاشتري مكائن من المعرض الفلاني واظهر لها اوراق شركته.
سؤال اخير قالت له .. كم هو المبلغ ..
اجابها كذا .. قالت صحيح .. اعادته كاملا .. وتمنت له السلامة.
المبلغ اعزائي لم يضعه في الحقيبة صديقي ، انما وضعه تحت الكرسي .. مما دفع اللصوص التركيز على الحقيبة ، وانه لم يحدّث الشرطة عنه لتصوره انه اصبح في حوزة اللصوص . .
ولمن يريد ان يعرف المبلغ فهو ( 100 )الف يورو..
كان بإمكان الشرطيين تقاسم المبلغ دون اية ادانة لان صديقي اجاب انه لا شيء يفقده سوى حقيبة الاوراق ؟! ولا من شاف ولا من دري گولت الفاسدين !
لا الامانة رائعة.. الامانة لا دين لها او لون او عِرق !
تحية كبيرة لهذين الشرطيين الالمانيين ، ولكل من يحذو حذوهما في العالم .