تجربتان متشابهتان .. مختلفتان !!

بقلم طالب سعدون حزيران/يونيو 01, 2023 63

تجربتان متشابهتان .. مختلفتان !!

طالب سعدون

السفير منصب رفيع في الدبلوماسية والعلاقات الدولية يمثل بلاده في الخارج ، وتعكس شخصيته ومستواه الثقافي والمهني صورة بلاده ومدى قدرته ونجاحه في توثيق العلاقة بين دولتين والاستفادة المتبادلة من تجربتيهما .

ومن صفات السفير الناجح أن يكون ملما بقدر يناسب اهمية منصبه بتاريخ وجغرافية واثنيات الدولة التي يعمل فيها ومن بينهم من يتقن لغتها بما فيها حتى اللهجات المحلية .

ويمكن معرفة ذلك من خلال مقابلات اولئك السفراء في الفضائيات والمؤتمرات الصحفية واللقاءات الشخصية ومنها المقابلة التي اجرتها قناة الشرقية هذا الاسبوع مع السفير الياباني في العراق فوتوشي ماتسوموتو في برنامج لعبة الكراسي الذي قدمته ختام الغراوي ..

فهل ينطبق ذلك على سفرائنا والعرب والدول الاسلامية أم تجد من بينهم من لا يتقن حتى لغته الاصلية بجدارة ناهيك عن عدم اتقان لغة البلاد الاجنبية التي يعمل فيها او في ركاكة واضحة ان كان على اطلاع عليها ..

ليس منصب السفير ولا العلاقات الدبلوماسية والدولية موضوعي بل هذا استهلال لموضوع اثرته كثيرا منذ زمن طويل في صحيفة الزمان وغيرها عن التعليم وصناعة الانسان والتجربة اليابانية في هذا المجال الذي يعد قاطرة التقدم ..

ظهر السفير الياباني ما تسوموتو

وهو يتحدث باللغة العربية و يستعرض صورة بلاده وتجربتها وعلاقتها التاريخية وكان على المام كبير بالوضع

السياسي .. ومما اثار انتباهي هو جوابه عن التجربة اليابانية وكيف تطورت بشكل سريع جدا بعد انتهاء الحرب خلال عشرين عاما ومن المفارقات انها نفس المدة التي مضت من احتلال العراق والى اليوم ، واشار الى العلاقة بين النمو الانساني والتعليم ودور السياسيين في تشخيص الحالة بشكل دقيق ودور التعليم في تزويد الشركات اليابانية بما كانت تحتاجه من عمال مؤهلين وخبراء على مستوى عال .. ان هذا العمل الكبير يحتاج موازنة خاصة بالتربية والتعليم ..

فاين نحن من هذه التجربة التي استطاعت بها اليابان ليس تجاوز الهزيمة في الحرب فقط وانما في ان تكون من الدول المتقدمة لانها جعلت التعليم يواكب المرحلة الجديدة التي تخطط للوصول اليها ، وتجاوز كل المفاهيم القديمة ، بتأسيس نظام تعليمي متطور في المناهج والطرق التعليمية على مختلف المراحل..

وكان لليابان ما أرادت من تقدم وتطور شامل ، بإنسان ارتقى بها الى مصاف الدول المتقدمة .

فهل وضعت الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم للسنوات 2022 – 2030 التي اعلن عنها قبل ايام في العراق التجربة اليابانية على سبيل المثال في حسابها في المقارنة والمقاربة او غيرها من التجارب المتميزة كأن تخصص موازنة خاصة للتعليم كما فعلت اليابان لكي تنجح في هدفها ويكون للعراق موقعه المناسب وتصنيفه المتميز في معايير جودة التعليم العالمي التي خرج منها .. وهو ليس بالامر العسير على العراق البلد الذي انطلق منه الحرف الاول للكتابة الى كل بقاع الارض وموطن الحضارة الاولى … وعندها تكون قد اتت اكلها ..

التعليم مهمة وطنية .. له فلسفة خاصة مهمتها ( صناعة إنسان ) سيكون عماد كل هذه الحياة ، ولذلك فهو مهمة لا ترتبط بوجود هذا الوزير، أو ذاك ، لسنوات معدودة ترتبط بالانتخابات ، أو حصة مكون ما فيها … ولا يتطور الى ما نريد بموازنة بهذا المستوى من التأخير والاختلافات بين الاحزاب وهي عملية كبيرة ومعقدة مرتبطة بمناهج وفصول دراسية لا تحتمل المساومة والتأخير والتقتير..

وعليه يفترض أن تكون لهذه المهمة الوطنية العليا موازنة خاصة ضمن الموازنة العامة ، لا يمكن التلاعب بها تحت كل الظروف ( الطبيعية والاستثنائية ) ، لانها تتعلق بصناعة إنسان هو اساس التطور في الحياة ، وبحق دستوري وواجب وطني …

وهذه المهمة تتطلب توفير مستلزمات المدرسة بدءا من البناية النموذجية والاجواء المناسبة للدراسة والمختبرات والرياضة والفن مثلا، ورعاية مواهب الطلبة ، والنشاطات ( اللاصفية ) التي اصبحت اليوم ( كمالية) في المدارس..

أن مهمة ( صناعة الانسان ) تبدأ من التربية .. وهذه مهمة لا تتحملها وزارتا التربية والتعليم العالي لوحدهما بالتأكيد بل هناك جهات ساندة لهما…

فاين موقعنا اليوم في هذه الصناعة الراقية التي اصبحت من علامات تقدم الدول ومنها اليابان ؟

الواقع يجيب ..

كلام مفيد :
في المدرسة يعلمونك الدرس ثم يختبرونك، أما الحياة فتختبرك ثم تعلمك الدرس. (ألبيرت أينشتاين 1879 – 1955).. عالم فيزياء الماني المولد ويحمل الجنسيتين السويسرية والامريكية …. واشتهر بالنظرية النسبية وهي اشهر النظريات الفيزياوية في الجاذبية والحركة والضوء .
في الحياة كل شيء نسبي .. اي كل ما يقع ضمن حدود ادراك البشر نسبي .. ولهذا ليس هناك اجماع على شيء واحد … الوحيـــــد غير النـــسبي هو سرعة الضوء ..

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه