محمود حكمت حميدوش
كَشطرينِ من الشعر نحنُ..
نشترك في القصيدة، نختلف في الكتاب، نختلف في البحر
أحدنا على بحر الحبّ وآخر موزون على بحر البُعدْ
أمّا عن كلماتي.. فقد نَظمتُها على بحر الموت البطيء،
وكما أشاء أكتب اللُّغة بِضمّ، بكسر بسكون كيفما أشاء، إلاّ ال"أنتي" أكتبها بياء لا بكسر، فلا عشت إن فعلتُ كما فعلتِ
لا قواعد على حروف عشقك فأنا وإن كنت المبتدأ، مُحركٌ بالكسر وأنتِ وإن كنتِ بعد الجر فلا علامة سوى الضّم على صدري
في غرفة دائرية مظلمة، يشع النور من جوانبها الخمسة، عِشتُ ما تخافون.. تعرّفت على ذاك الذي يأتي مختبئاً، صافحته فبكى.
الموت يبكي، تبّاً!
الآن يجب أن يحيا قليلاً ..فيموت الموت على حالتي للمرة الثالثة والسبعين.
ثلاثة وسبعون صفحة، ثلاثة أسطر، ست كلمات، أربعة حروف وفاصلةٌ واحدة،
فاصلة، جاءت في المنتصف، فرّقتْ وقتلتْ ومزقتْ وهدّمتْ وكانت الثقب المسدود من طرفيه.
فرّقت الحروف، قتلت الطفلة في داخلي، مزقت نياط القلب،هدمت عنوان العشق وثقبتْ صدري من طرفيه بحرفَين "لام وألف"
لا ،لا ولا
أريدكِ، فقالت لا
قلتُ:
تعالي نتكلم بلغة الحروف مرّةً أُخرىٰ
لامٌ وألف..
يستحيل أن تكوني إلاّ البداية لأيّ شي ..
لفرح، ل واقع ،للغة الأبجديّةِ ولبعض الكلام..
ك احبك أكون و انا وأتبعكِ بثلاث وعشرين خطوة، أجدكِ ف امسك يدكِ
بحرفَينا أصبحت "لا" البعد ذاتها "لا" اللقاء
أكتب دوماً لها وهي تكتبها بلا هاء
هي تقول لا للرفض
فهل أخبرها أحدٌ بأنني لولا تلك ال "لا" لكنتُ نبي الحب
هل أخبرها أحدٌ بأنني لولا تلك ال "لا" لكانت آلهة الجمال في الأرض..
ألف نقدٍ في تلك اللّوحةِ المتناقضة..
فكم من نقيض يعاكس الأول..ويختلف النّقّادُ حولها..
أسود وأبيض، يمين وشمال، خير وشر، موت وموت
إلا نقيضي أنا... "هي"
هي...،
ب "زاي" زهرة التوليب المعطرة بأقحوانةٍ نائمة أحببتها
ب"ياء" المنادى ناديت ربي أريدها، لِمَ جعلت النداء تمني؟؟
و"نون" النحت الفرعوني في معبد تمثال شفتيكِ
و"ألفٌ"، آه على بدايات تبدأ من نهاية اسمكِ...
نهاية لم تكن كتلك النهايات، مغلقة ملفوفة كحبلِ إعدام،
أطلقت عاشقة حرة
بنهاية أحببتها
أدمنتُها
أسكنُها
أحضنُها
أختصر الدنيا بها،
ألفٌ أعاثتْ فيَّ خراباً..
فرّقتْ الكلمات وقتلت الحروف..
لِمَ بعثرتِ الكلمات؟
أتعلمين!
أرى في كلّ سطرٍ قصيدة، في كل حرف رواية، أراكِ تنعكسينَ على حروفي
لو أنكِ جمعتها لكتبتِ ذاتك
فرقتِ الحروف يا عزيزتي
تباً!
من أخبرك بقصيدة قلبي؟
أيتها الغائبة الحاضرة
كنتُ أكتبكِ شوقاً، والآن أكتبكِ شوكاً