في الصميم
الى من يهمه الأمر
علي الزبيدي
عنوان مقالي لهذا اليوم ليس بالجديد ولا بالغريب فقد قرأناه وسمعناه مئات بل الاف المرات فهو يخاطب كل مسؤول من موقعة في الدولة والمجتمع بمختلف العناوين ساسة ومسؤولين ورجال دين وشخصيات اجتماعية واعتبارية في مجتمعنا العراقي الذي بات يعاني من كثرة الامراض الاجتماعية والنفسية . ولان الله سبحانه وتعالى قال في محكم كتابه الكريم (وقفوهم فأنهم مسؤولون ) فكلنا إذا مسؤولون ولهذا فإني أخاطب في هذا المقال كل من لديه انتماء للعراق لأنه الهوية الوطنية الجامعة والعابرة للطائفية والاثنية والمذهبية وأخاطب كل حريص على بناء الانسان وتقويم حالة الخلل التي لحقت به .
لقد انتشر الجهل والجهال والدجل والدجالون وباتت عملية تجهيل البسطاء من الناس في المجتمع وسيلة للارتزاق والحصول على منافع ومغانم مستغلين المناسبات الدينية فظهرت نماذج تسوق نفسها بشتى وسائل الترويج الرخيصة وكما نراه من الظواهر المخجلة مثل ظاهرة (أم مظفر)المرأة التي أعتقد إنها لم تظهر فجأة وإنما هناك من مهد وروج لظهورها في مناسبة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام فما نراه في مقاطع الفديو ينذر بكارثة كبيرة على مستوى الوعي الاجتماعي والثقافي والانساني وأعتقد جازما إن مثل حالة أم مظفر هذه ستخرج علينا بعدها حالات أخرى فهل يعقل إن العراق صاحب الحضارة الاولى في الوجود والعراق الذي أعطى للعرب والانسانية نماذج من الرقي الانساني والثقافي للمرأة يعطي في العام ٢٠٢٣ نموذج أم مظفر أو غيرها من نماذج سوقها الدجالون على البسطاء من الناس ؟ وهل يعقل بعد أن أعطى العراق أول أمرأة تقود طائرة مدنية في الوطن العربي هي السيدة جوزفين سمعان حداد في كانون الاول من العام ١٩٤٩ وهل يعقل بعد ان كانت الدكتورة نزيهة الدليمي أول أمرأة في الوطن العربي تتبوأ منصب وزيرة العمل والشؤون الاجتماعية في العام ١٩٥٩ وهل هو العراق ذاته الذي أعطى زها حديد و نازك الملائكة رائدة الشعر الحر والدكتورة عاتكة وهبي الخزرجي ولميعة عباس عمارة والاف السيدات ممن نلن الشهادات الأكاديمية العليا من الجامعات العراقية والاوربية الرصينة في مختلف العلوم وساهمن في بناء العراق ونهضته هو نفسه عراق أم مظفر ومن هن على شاكلتها .؟
لقد قالها أبو العلاء المعري سابقا
(ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا تجاهلت حتى ظن أني جاهل )!!
وأخشى أن يرددها العراقيون اليوم وغدا لان السكوت على هذه الظاهرة وعدم إدانتها ومعالجة أسبابها يشكل خللا كبيرا في بنية المجتمع ويفقدنا نصفه المسؤول عن تربية و تنشئة الاجيال القادمة
اللهم إني قد بلغت اللهم فأشهد.