«طوفان الأقصى» .. مرّغ أنفَ إسرائيل بالتراب

بقلم الكاتب يحيى الزيدي تشرين1/أكتوير 12, 2023 107

«طوفان الأقصى» .. مرّغ أنفَ إسرائيل بالتراب

 

الكاتب يحيى الزيدي

 

«طوفان الأقصى» اسم تمّ إطلاقه على عمليةٍ عسكريةٍ فلسطينيةٍ برية وبحرية وجوية «غير مسبوقة»، تستهدف بالأساس العدو الإسرائيليّ لنصرة «المسجد الأقصى».
«طوفان الأقصى».. بزوغُ شمس يوم السابع من تشرين الأول عام 2023.. هذا اليوم الذي مُرغ فيه أنف إسرائيل في التراب، وفي عقر دارها، وتحطمت أسطورةُ الجيش الذي لا يقهر.
أقول.. ليس غريبا على فصائل المقاومة الفلسطينيّة هذه الانتصارات المُبهرة ضد قوات الاحتلال الصهيوني التي تلقت ضربات قاسيةً ودروساً لن تنساها أبداً.. كسرت هيبتها ومرغت أنفها في التراب، فيما بدت المقاومةُ هي صاحبة اليد الطولى، والمتفوقة على الكيان الصهيوني الذي يمتلك منظومةَ القبة الحديديّة والسلاح والتكنولوجيا والدعم الخارجي.
نعم.. سقطت عباراتُ إسرائيل بسحق حماس وتدمير غزة للأبد.. وموازين القوى في المعركةِ تغيرت كثيراً، والعار الذي لحقَ بالجيش الذي لا يقهر سيسجله التأريخُ والاسرائيليون ويحفظونه جيداً، وردة فعل واشنطن حتى الآن لا تقدم ولا تؤخر، بل هي لا تغدو مجردَ تطمين للإسرائيليين بأن الولايات المتحدة معهم وخلفهم وأمامهم، وما يحق لإسرائيل لا يحق لأحد.
المُقاومة الفلسطينيّة قتلت أكثر من 1000 إسرائيلي وأصابت نحو 3000 آخرين وأسَرت العشراتَ منهم، واحتفظت بهم في أماكن آمنةٍ لاستِخدامهم كورقةٍ قويةٍ للتفاوض عليها!!
شاهد العالمُ أجمع مفخرةَ المقاومة الفلسطينية في مُستوطنات غِلاف غزة من إبداع وتميز في الميدان الإعلامي، ونقل الحقائق بشكلٍ دقيقٍ ومستمر، من دون كللٍ أو مللٍ.
كما شاهدنا كيف أصبحت مفخرة إسرائيل دبابة «ميركافا» مدمرةً وذليلةً ومهانة، وعاجزةً عن حمايةِ مستوطنيها.. مجدوعة الأنف (المدفع)، ومبقورة الباطن بفعل صواريخ وضربات رجال المقاومة الذين يجرّون جِنرالاتها وجُنودها على الأرض يتوسّلون الرّحمة!!
أما صعودُ أبطال المقاومة على ظهر الدبابات الإسرائيليّة وهي محطمة، والاستيلاء علىها وعلى الأسلحة والآليات، فكان منظراً أثلج صدورنا جميعا.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: « وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ» .
آيةُ تهديد ووعيد، ولكن ما أعظم ما فيها من شفاءٍ لقلوب المظلومين، وتسلية لخواطر المكلومين، فكم ترتاح نفسُ المظلوم ويهدأ خاطره حينما يسمع هذه الآيةَ، ويعلم علمَ اليقين أن حقه لن يضيع، وأنه سوف يقتصُ له ممن ظلمه ولو بعد حين، وإنه مهما أفلت الظالمُ من العقوبة في الدنيا، فإن جرائمه مسجلة عند مَن لا تخفى عليه خافية ولا يغفل عن شيء.
والموعد يوم الجزاء والحساب، يوم العدالة، يوم يؤخذ للمظلوم من الظالم، ويقتص للمقتول من القاتل.
نعم.. ما أعظم بلاغة القرآن الكريم، وما أروع تصويره للمواقف حتى كأنك ترى المشهدَ ماثلاً أمامك.
دعونا نتخيلُ ونحن نقرأ هذه الآية مصيرَ الطغاة الظلمة الصهاينة ممن انتهكوا أعراضَ المسلمات، وسفكوا دماءَ الأبرياء، وقتلوا الأطفال، وشردوا النساء، وهدموا المساجدَ والمنازل، نتذكر كلَ الطغاة الذين يحاربون دين الله ويحاربون أهل الدين، ويسومونهم سوء العذاب من أجل أنهم قالوا ربنا الله.. تذكر أن الله فوقهم، وإنه سوف يقتص منهم، وسيرينا فيهم ما يثلج صدورنا إن شاء الله.
وفي الختام أقول.. مبارك لأهلينا في فلسطين الصمود والكبرياء، والرحمة والغفران لشهدائهم، والشفاء العاجل لجرحاهم.

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه