ألآء الصوفي
لا تَقل لي لا تعرفُ ما هو الإِنحطاط ، فكل شيء يؤدي بك إلى الأسفل ويسوقك للإنحلال الأخلاقي وعدم الالتزام يتم من خلاله تعطيل أمر الذات كما تعلم الانحطاط متنوع في هذا العصر لا يعد ولا يحصى، ومنه تسرب الأفكار الغربية أي الغوغائية المنحلة إلى المجتمعات الشرقية، فما هو السبب الذي حقن الجسد بفيروس الغش والكذب؟!
توضع الأيدي في جيبك لا لتدفئتها وإنما لسرقة آخر فلسٍ فيها.
يُشير الفلاسفة إلى أن الرجوع بالشعوب إلى الوراء هو الخطر الكبير والمرض العُضال الذي يلحق بها ويستعصي علاجه.
وهذا إن دل فيدل على وجود عقول متخلفة لاتملك وعياً كافياً تتحكم بمصائر الشعوب وتقودها نحو الهلاك، ونجد في اللغة العربية كلمات(نزل، هبط، رخص) تعطينا وجهين خيّر وشر… فالشر ينبع من تسيير هذه الأفعال لمعاني عدة ومنها:
"نَزل" التي قد يراد بها احياناً النزول بقيمة البشر إلى مستوى النباح والعواء والتقيد بسلاسل حديدية ، مقابل النقود،
"هبطَ" أي استبدال النجاح والعقول الطموحة بالفشل وأهله، والنجاح يغّير معناه ليصبح (الصعود على أكتاف الآخرين ودفع مبالغ للوصول إلى مبتغيات غير منطقية) ألا تجد أن هناك بشر يتشبهون بالكلاب للحصول على منافع شخصية ،
أما الكلمة الاخيرة فهي أدهى وأَمر ف "رَخُصَ" التي أُستخدمت مؤخراً لترخيص أعراض الناس وبيعها وكأن سوق النخاسة قد عاد بنسخته العصرية الحديثة.
فالاندماج والانفتاح والتحضر يا عزيزي في هذا العصر يقود إلى الانخراط وتعدد العلاقات العابرة والتجرد من فكرة الحلال والحرام والالتزام وإلا البسوك ثوب التخلف وعدم التحضر.
الرخص والانفلات أصبح مطلوب في هذا العصر، وإن كنت عكس ذلك فلا تأمن على نفسك في أي ساعةٍ تُغتال أو يتم تطبيق كلمة القضاء والقدر عليك بصورة أخرى اي بفاجعة مفبركة ومرتب لها ترتيباً مسبقاً وظريفاً مضحكاً، ويرد ذكرك عند أُحجية منجم تَعلمَ فنون التنجيم على أيدي خبراء واستخبارات غربية مسوقة ، وقد يرد ذكرك في خواطر عملاء لجهات معينة ترمي للإيقاع بك ، وللحديث عن الشق الثاني من العنوان البطاط، عفواً سقطت ( السين )من البطاطس وزمنها، زمن التخمة والاعتياد على تناول اللقمة الحرام والانجرار وراء اسيادها الذي يُعد القتم في قاموسهم أسهل من رفة العين…
لذلك لا تكن سيئ الظن بهم يا هذا، فالسلوك المنحرف أو الغير معتاد لم يعد شيء غريب في عصرنا فكما قال الكاتب البريطاني ماثيو سيد أن سوء الظن المستفحل هو إنعدام الثقة لدى عامة الناس!!
اصبحنا في زمن السم ، سمٌ يحط من قدراتنا على التعاون والازدهار ، وبحسب القراءة هذه ما يحصل هو نتيجة الإفساد الفعلي والتطبيقي (التطبيعي) لطمس هوية المسلم العربي وزجه في بيئات مشحونة ملغمة بالانحلال الخلقي والأخلاقي ،فمن يأكل مكونات صُناع البطاط سيصاب بالرذيلة الخلقية والعدوى المؤكدة من تقديم الجسد على كل اللغات، وللإعادة نتذكر عندما جاء في نشر البيان الشيوعي الذي أصدره معلم الشيوعية الأول كارل ماركس ورفيقه انجلز حين قال: إن القوانين والقواعد الاخلاقية والأديان أوهام تتستر خلفها مصالح بورجوازية…
نعم هم يحاولون إقناعنا بأن الأديان والقوانين كذبة ليجعلونا نتساوى مع الحيوان والهبوط بمستوى عقولنا.
فالكثير من الفلاسفة والمفكرين الغرب مثل دارون ونيتشه وغيرهم بدأوا بتغيير الفكر الاممي ويقودوه نحو الانحراف وترك العفة و الفضيلة والتخطيط القديم ذي -النفس الطويل- لهذه المرحلة التي ظهرت بصور مختلفة وأصبحت أَمر واقع تتعدد صوره من سرقة، ومكر، وخديعة وسلب الأمان وعدم الائتمان على العرض والنسب ، هي هاوية وانهيار للإنسانية عندما تُستبدل القوانين والأديان بالحيونة التصرف والتعامل الردئ الذي يمارس في المهرجانات كافة…….