"أحلف بسماها وترابها"

بقلم علي قاسم تشرين1/أكتوير 20, 2023 80

"أحلف بسماها وترابها"

 


مع ما يحدث اليوم في غزة من جرائم قتل جماعية تستهدف المدنيين، من أين نأتي بالخبر الطريف.

..إلى أن يتحقق النصر
الحياة “ضحك ولعب وجد وحب” كما تقول كلمات أغنية للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ من تأليف مرسي جميل عزيز وألحان منير مراد، غناها عبدالحليم في فيلم “يوم من عمري” من إنتاج عام1961، أي قبل نكسة 67 بست سنوات.

تمضي كلمات الأغنية تنصحنا بأن نقبل على الحياة ونعيش أيامنا وليالينا بالروح والعين والقلب:

افرح ارقص غني قد ما تقدر عيش

اللحظة اللي تعدي بتروح ما تجيش

لم تكن رحلة العندليب مع الفن ضحكا ولعبا ورومانسية فقط، كانت جدا بدأ بأغنية “إحنا الشعب” وهي أول أغنية أهداها للرئيس جمال عبدالناصر، بعد اختياره “شعبيًا” ليكون رئيساً للجمهورية سنة 1956.

وفي نفس العام وقع العدوان الثلاثي على مصر، وأرّخ عبدالحليم للانتصار بأغنية “الله يا بلدنا الله على جيشك

والشعب معاه”، وهي من كلمات صلاح جاهين وألحان محمد عبدالوهاب.

ومن وقت إلى آخر كان عبدالحليم يقدم أغنيات تستثير المشاعر الوطنية مثل “ابنك يقولك يا بطل” كلمات عبدالرحمن الأبنودي وألحان كمال الطويل، ونشيد “الوطن الأكبر” من كلمات أحمد شفيق كامل، وألحان محمد عبدالوهاب.

وتتالت الأحداث.. في عام 1960 وضعت مصر حجر الأساس لإقامة السد العالي، وكانت أغنية “حكاية شعب”. وبعد عامين نال الجزائريون استقلالهم عن فرنسا، وكانت أغنية “الجزائر” هدية العندليب لهم.

لم تكن الأحداث جميعها إيجابية، في عام 1967 أثناء الحرب كان عبدالحليم في مبنى الإذاعة المصرية يقدم مجموعة من الأغاني من كلمات عبدالرحمن الأبنودي، وألحان كمال الطويل منها “ابنك يقولك يا بطل”، و”اضرب.. اضرب”، و”راية العرب”، وكلها أغان تهدف إلى شحذ الهمم.

يصاب عبدالحليم كمعظم المصريين والعرب بصدمة كبيرة عندما يعلم نتيجة الحرب التي منيت فيها الجيوش العربية بهزيمة مذلة، ومما عمق هذه الصدمة أن البيانات الرسمية من الإذاعة المصرية كانت تعطي معلومات عن المعركة منافية للحقيقة.

الأبنودي الذي كان برفقة عبدالحليم شرع بتأليف أغنية من وحي اللحظة، مستهلا كلماتها بعبارة “عدى النهار”.. واتضحت الحقيقة المرّة.

وما أن خف طعم الهزيمة حتى شرع الثلاثي، حافظ والأبنودي والطويل، بالعمل على أغنية “أحلف بسماها وترابها” وأخذ عبدالحليم على نفسه وعدا أن يغني الأغنية في كل حفلاته إلى أن تتحرر الأرض العربية.

تقليديا كانت الصفحة الأخيرة في جميع الصحف خفيفة ومنوعة، مزيجا من الضحك واللعب والجد والحب، وكان العمود الذي يكتب فيها دائما يحمل الطرافة وروح النكتة. ولكن مع ما يحدث اليوم في غزة من جرائم قتل جماعية تستهدف المدنيين، من أين نأتي بالخبر الطريف.

أمامنا حل من اثنين، إما أن نحجب مقال الصفحة الأخيرة لفترة قد تطول أو تقصر، أو أن نتخلى عن القاعدة ونحول المساحة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد كلماتها 400 كلمة إلى ساحة قتال مرددين:

“أحلف بسماها وترابها

بأولادي بأيامي الجاية

ما تغيب الشمس العربية

طول ما أنا عايش فوق الدنيا”

وذلك إلى أن يتحقق النصر..

علي قاسم

كاتب سوري مقيم في تونس

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه