"لا للبروباغندا وسياسة التأطير "

بقلم الكاتب والباحث د.حسن السراي تشرين1/أكتوير 23, 2023 62

الكاتب والباحث
د.حسن السراي

سبق وأن كتبت عن سياسة التأطير والبروباغندا الإعلامية المدمرة للشعوب ، وأن من يقوم بهما يهدف لمغانم خفية خاصة ، تخفي خلفها مغزى وغايات إستبدادية تدميرية وفق مناهج تنشد الهيمنة على الشعوب المغلوب على أمرها . البروباغندا توجه الآلة الإعلامية لتصب في إتجاهين الأول طمس وتغييب مطامح الشعوب، والثاني الترويج بقوة وبمختلف القنوات لأهداف وغايات خاصة معادية. والتأطير هو أسلوب للخنوع والرضا وتقبل الواقع المفروض لا إختياريا ، كأن يضعك المتسلط أمام خيارين أحلاهما مرا لتستسلم لما هو مبيت ومخطط له . لا نحبذ المنهج الآتي من رحم الإستراتيجيات الكبرى لانه في هذه الحالة يصير مجرد مطية للوصول لاهداف آثمة في حق الحقيقة العلمية الوقتية ، وان التاسيس العلمي لكثير من الدجل في مباحث التاريخ مرده لعوامل التاثيرات الاثنية والثقافية الطامحة للسيطرة لخلق المجالات الحيوية الدائمة لثقافة مسيطرة، وصهر المحليات الثقافية وقتلها في ظل الاستبداد الثقاحضاري ورغبات الهيمنة التي تدفع الزمن أماما بالتزامن مع قتل الرغبة في التنوع والتحرر ومحاصرة حرية الارادة وتبئيسها، والتاسيس على مهل للمجتمعات التنضيدية القطيعية، بما يسهل إقتيادها وتعفين هوياتها، إستعدادا لقبرها ضمن القرى والمدن المعرفية المنتشرة في العالم. ويتم استعمال المعاول المذهبية والعرقية في الاصقاع الثقاحضارية المتمردة والتزييف العلمي لصيرورتها التاريخية كمجتمعات.مع الكثير من عوامل التقنية الاخرى، وعليه وعلى ذاتية الكتابة والمبحث. فان الامم مدعوة بقوة لكتابة تاريخها والالحاح عليه بقوة. امام تعويم العالم وتوتير العقل وتخبيل الانسان. وقد صدق فوكو القائل (ان لم ننتبه فسنجن حد التهجين). لانه ان هجنت مجتمعاتنا يصير الموت ارحم من تنضيدنا ومصادرة حياتنا. وها اننا بدأنا نستشعر ان الحياة تنحو ان تكون ابارتايدا(apartheid) فاخرا بشظف، وعاتيا بنعومة ، وقاتلا بصمت.إنتبهوا الى معاول تغرس في الظهور، فما ظهر سياسي كأنه بغي انما هو حواصل طبيعية للطريق الذي نذهب فيه بلا ارادة وبسكر عقلي وفكري. أن اوجاعنا المزمنة اغرقت الكل بنزفها الهادر ، ذاب طينها ولم يبق ما تكبس به على خصرها إلا الكرامة والاباء ، ولها من شموس الضياء ما يؤبد شجاعتها وقيمها المنخولة من الحياة. فلا مجال ايها الساسة الجبناء ان تركبوا السفينة ثانيا وترقصوا على جراحنا، ولامجال لبيوت الدعارة الاعلامية ان تمر لتكذب وتدجن بروباغنديا فالدرس حفظناه ، والعراق لن يتشضى ولن تمروا على اوجاعنا لنتفتت، ولن نسمح لمن يغرف من آلامنا ليسكرنا الهوان ، هذه اصقاعنا وجغرافيتنا ، وهذه اقدارنا في الحياة، أبحثوا لكم عن عواد في ثغور اخرى ، هاهنا نحن ولا مرور بيننا. وفي نفس الوقت لن ننسى تعاطي الغربيون السابقين مع بروباغندا معادية لديننا الإسلامي الحنيف ولنبينا العظيم محمد (ص) ، لا ننسى طروحات الأوائل منهم أمثال؛ فولتير ، وبرنارد شو ، وتشرشل. حيث ان فولتير هو من كتب خالصا بصفاقة اننا اصحاب دين متوحش ، وتشرشل الذي شتم مجتمعاتنا العربية المسلمة واصفا إياها بالمتكاسلة ذات الدين الوحشي.نحن لا ننتظر الحق يأتي منهم، بل الحق منا وفينا. فلنقدم ديننا اليهم ان ارادوا بصدق وعمق وسلوك. وأن نثق بالله وفي امتنا ولن نثق في من ظلم ويظلم . ويجب أن نميز ونحن رأينا اكوام الكذب العتيد وعشنا ونعيش الزمن الحربائي الجديد الذي صفا من ذاكرة اللؤم عندنا .علينا أن لا نصمت لأن سكوتنا على تلك الأوجاع وما لحقها صار إثما علينا . لقد عمل الأعداء على جعل وطننا يجمع القواد والعاهر ، والمريض والخائن جهرا وسرا أن يصبحون هم القاعدة في مسيرة الحياة ، مستخدمين البروباغندا وسياسة التأطير دون أن نعي ماذا صنعنا بانفسنا حتى يغرقنا السيل والمستنقع، وماذا فعلنا بانفسنا حتى يتجرأ الكلاب علينا.حقا أنها مصيبة المصائب. هل توقفت الشمس عن الشروق من مشارقها؟؟ وهل غيرت المغارب إتجاهها؟؟ هل تخلى البياض عن سره وكنهه لما صار السواد علنا؟؟ بل تجاوز وقاحة العلن ليعلن عن نفسه اتجاها اغلبيا في الحياة!! هل بدأنا المشي على رؤوسنا؟؟ إهدأوا وصابروا وتجلدوا فدولة البغي ساعة لأن الباطل يزول ، ودولة الحق دهرا تدوم .

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه