عبدالجبار الجبوري
أتعبني البَّوحُ ..
عن تلك التي أتعبتني..
ورحت أسال البحرَ عن عينيها...
في دوامة الليل..
وعِيلَ صَبري .
لم أجدْ...
غير ذكرى ...
وقصيدة بائتة ...،
وقلم حزين...
كنتُ...
أتكيءُ على كتف أنوثتها..
وأبلّلُ...
شفتي بحبر طفولتِها .
وأغنّي..
تحت نافذتها..
(شايف البحر شو كبير كبر البحر بحبك)...
ولا صدى..
فالبحرُ هاجر الى سماءٍ أخرى...
غير سمائي..
وهواءٍ ..
غير هوائي..
وبقيّتُ أبحثُ عن ظلِّ إلهٍ يعصمُني من الغرق...
لم أجد ..
غير نخلة ميتة بلا ثمر ..
هي روحي.....
قلت للقلب يوماً...
أعرّني صبرك أيها القلب الجريح...
لم يلتفت ...
كانت نجوم الكون كلها في راحتي...
تضيءُ لي.
قصيدةً أهملتها ..
ودمعةً أنزلتها على خد الزمان..
فلم يسعني البحر ..
حين ناى البحرُ...
وترك الموجة المعذّبة ..
في حضن الأسى ...
مركونةً في الظلام...
مرةً...
كنت أحتضن صورتها المعلقة على جدار قلبي ...
فضحك الليل...
وخجلتْ نجمةٌ على المدى ..
وعافتِ الكلامْ...
وحينما إشتبكت شفاهنا ذات ليلة يضيئها القمر...
تناءت الأماني...
وصاحت -يامرحباّ- تلك العيون...
إرتبك الليلُ...
وضجت الأيام بالأغاني...
أنا ...
لم أسأل الليل عن إسمه...
ولا البحر عن لونه...
كلُّ هذا خبأته تحت لساني....
وجئتُ بالنبأ العظيم.. ،
وباليقين زماني....
أشهدُ أنكِ...
كلما حاصرني الليل...
كنت أمامي...
وكنت خطيئتي الكبرى..
وأنتِ كياني...
هذا الوجع المنقوش على جبهة أيامي ..
وعلى حائط قصيدتي..
وأنين عظامي...
واشهدُ .....
أنكِ فاكهةُ يومي..،
وشهقةُ يومي،
وروعةُ أحلامي.. .
ذَبُلتْ...
بعدكِ أغصان روحي...
وتيتّم قلبي ..
ناحَ على البُعد هواهُ..
وسكتَ من فرط ألحزن كلامي..
فمتى تستريحُ...!
أعرّني صبرَك....
أيها القلبُ الجريحُ...
الموصل طبعاً...