رحاب عصام الياور
في كل شر هنالك خير
من قائل هذهِ العبارة؟ وما قِصّتَه؟
قالها أرطغرل بن سليمان شاه الذي وُلِد عام (1191-1281) وهو مؤسِسِ دولة الخلافة العثمانية وسيد قبيلة القاي ... من أتراكِ اﻷوغوز الذي تولى قيادَتها عام (1227م) كان رجﻻ شجاعًا ﻻيخاف في الله لومة لائم ... حريصاً على نشرِ مبادئ الاسلام والتعامل بها ..
وله نحو 430 رجلا من جنسهِ عملوا في خدمةِ السلطان (علاء الدين كيقباد) فأُعجِبَ به لشجاعتهِ وقربَهُ إليه وزادَ في عطائه بعد أن فتحت على يديه الكثير من البلاد ...
وسبب محبة السلطان له هو ... عندما كان أرطغرل يسيرُ بقبيلته في 400 خيمة باحثين عن مكان يقيموا فيه قادمين من وَسط آسيا بسبب الزحف المغولي على العالم اﻹسلامي آنذاك وفي أَثناءِ ذلك إذا به يسمع عن بعد جَلبَة وضوضاء وأصوات قتال بين جيشين أَحدهما (وكما يظهر من الزي العسكري ) من المسلمين واﻵخرَ البيزنطيين وكانت جهة المسلمين الخاسرة فما كان منهُ إﻻ أن أَمر فُرسانَه ال400 بكل ثباتٍ وحماسٍ أن يتَجهزوا ليَنصروا إخوانَهم دون أن يَعرِفوا حتى من هم !
وفي خضم المعركة وإذا بالجنود يرونَ فرساناً ﻻيشق لهم غبار ولكنهم ﻻيعرفوهم وﻻيدرون هل هَبطوا من السماء أم خرجوا من باطن اﻷرض وانقضوا كالعاصفة على العدو فأَوقعوا فيهم الخسارة بعد أن كانت الغلبة لهم ،، وانتصرَ الجيشُ السلجوقي الذي كان بقيادة السلطان علاء الدين وقدّرَ لهم موقِفَهم وأجزَلَ له العطاء ...
ظلَ أرطغرل في خدمة السلطان وخاض أشرس المعاركَ ضِدَ المغول والبيزنطيين والروم حتى وفاة علاء الدين ،،، وبعد وفاته تم تنصيب إبنه عثمان أميراً ... ومن هذه القطعة الصغيرة التي أقتطعها لهم السلطان علاء الدين تأسست أقوى دول العالم (الدولة العثمانية ومن سلالة هذا الأمير الفارس حكم أقوى سلاطين اﻷرض وحملوا دين اﻻسلام ﻷكثر من 600 عام)
ما أحوجَنا اليوم لارطغرل جديد ينصف المظلوم وﻻيخاف في الله لومة ﻻئم ..