محمود الجاف
عُذرًا لَكَ سَيدي لأني خَذلتَك
فَلَيسَ الأمر بِيَدي وَلا الذَنبُ ذَنبي
فَقَد شابَهتَكَ في الدِّين وَالغيرَة وَصِفات أُخرى كَثيرَة
وَلكِن في الإمكِانات ثَمَ فَرق كَبير . ولاتنسى أن زَماني غَير زَمانَك وَالجيلُ غَيرَ الجيل
فَأنتُم رُبيتُم عَلى قِيم الدين وَالرِجولَة وَالبِطولَة . وَهذا الجيل تَربى عَلى الفَضائِيات . وَهَجَروا الصَلَوات . وَتَمَسَكوا بِالنَوادي وَالساحات . وَاَلمال وَاَلبَنات ...
ولهذا سُبيت أَراضينا في وَضحِ النَهار . أمام الأنظار لِلأهل وَالفُجار مُسلِمين وَكُفار . حَتى بَيتَكَ دَخَلوه وَتُراثَك سَرقوه وَمَسجِدَك دَنَسوه . بَل خَرَبوا بابِل وَرَموها بِالقَنابِل . وَسَرَقوا المحتَوِيات مِن كُتُب وَمَخطوطات تُذَكِرُهُم بِالأَيام الماضِيات ...
عُذرا لِغَيرَتَكَ التي سَيَرَتكَ لِمُعتَقَلاتِهِم لِتُنقِذ امرَأَة مِن مَخالِب الذِئاب
لكِنَها صَرَخَت مَرة أُخرى بَعد أَن سَجَنوها وَعَذَبوها وَاِغتَصَبوها . لأنها ظَنَت إنك مازِلتَ مَوجود وَلِلرِجال تَقود . وَقَد سَرَى صَوتَها حَتى بَلَغَ الآفاق وَلكِن لا حَياةَ لِمَن تُنادي . وَمازالَت تَصرَخ وَسَتَبقى وَلَو نَفَختَ في النار لأضاءَت وَلكِن تَنفَخُ في رَمادِ وهي في أَرضَنا وَليسَت أَرضَ الأَعادي وَسِجنَها لَيسَ بَعيد يَصِلها صَوت المُنادي ...
وَلكِن مَن البادي ؟
عُذرا لَكِ لا تَصرَخي فَقَد سَمِعناكِ وَلكِن المُعتَصِم قَد رَحل وَالأمريكي قد وَصَل وَما حَصَل قَد حَصَل أَنا ابنِ المُعتَصِم لكِني أَنتَسِب إِليهِ فقط بِالاِسِم . فَلَم أَعُد أمتَلِك السَيف . يا حَيف . فَكَيفَ أُنقِذكَ كَيف
سَأُتابِع مُراد عَلَم دار عَسى أَتَعَلَم مِنهُ الأَسرار والرِجولَة وَمِن مِيماتي البطولَة
كُنتُم قَرَأتُم حَديثا لِسَيدِنا مُحَمَد أَلرَسولُ المُمَجَد صَلى عَلَيهِ الواحِد الأَوحَد قالَ فيهِ : سَتكونونَ مِثلَهُم في الفِكرِ وَاَلغايَة وَاَلسَعي وَالرايَة مِن البِدايَة لِلنِهايَة . وَها نَحنُ نَكون وَنُحسِنُ بِهِم اَلظُنون . وَالدين صارَ مِنَ التُراث وَعادَ يَومُ أغواث وأرماث . وَلكِنَ الهُرمُزان اِنتَصَر وَسَيفَنا قَد اِنكَسَر وَالنَهرُ اِنحَسَر عَن كَثير مِنَ اَلبَشَر ...
والناسُ جِياع ومِن ضَياع لِضَياع ...
وَالمَرأَة مَسجونَة مُهانَة مَذلولَة . مِن حُضن اِلى حُضن مَنقولَة . كانَت لِلرأسِ مَرفوعَة عَن اَللِصوص مَمنوعَة مُطاعَة مَسموعَة مُكرَمَة الجانِب . لا يَصِلُها مُشاغِب . وَاَلدُروبُ خاليَة وَالبُيوت خاويَة .
فإِذا أردتم أَن تَعودوا إلى مَجدِكُم المَعهود
فارجِعوا لربكم المَعبود