ألم أقل لك إنّه فخ!

محمد السيد محسن 
 
قبل شهر من الان قلت ان تكليف السيد عادل عبد المهدي لتقديم كابينة وزارية بأنه فخ ، وكنت اقرأ بعض ملامح المشهد من خلال بداياته المتعثرة والاستثنائية .
حيث تواجدت كتل سياسية تعد نفسها ناجحة بانتخابات شهدت مقاطعة وتزويراً وتشهيراً وحرق مكاتب وتحقيقات خجولة لم تعط نتائج ، وإلغاء للجهة الرسمية لمتابعة وتنظيم الانتخابات بعد اتهامها بالتزوير وتكليف جهات قضائية باكمال إجراءات الانتخابات ، ومطالبات جادة بتغيير حقيقي بتكليف رجل لم يدخل العملية السياسية من قبل ، وتحديد صفاته بانه حازم وشجاع ومسؤول عن كابينته الوزارية ... وما الى ذلك ، فتمخض الوضع بكل إشكالاته بتكليف عادل عبد المهدي الخارج محتجاً من بغداد ومعتكفاً في باريس .
انه فخ ، اجل انه كذلك ، ساقول لك كيف انه فخ أيها المنتفكي.
بوجودك المفاجئ تميعت الكتلة الأكبر وكل الكتل باتت تدّعي الأبوة لك وعاد البرلمان العراقي دون كتلة معارضة ، وهذا لا يتناسب مع التجديد والتغيير التي حلم به العراقيون.
أوهمتنا بإطلاق حريتك وتبين ان بعض مرشحيك لشغل بعض الوزارات غيرتهم في اللحظة الأخيرة بآخرين ليسوا أفضل ممن أبلغتهم انهم سيكونون وزراء ، وهذه إشارة انك كنت مرتهناً للمال وليس بإرادتك في اختيار "بعض" الوزراء.
سلمت وزارة العدل في هذا الظرف العصيب الذي يحتاج فيه العراقيون تعديل الكثير من تشريعاتهم ،سلمتها بيد شابة لم تعمل من قبل في أي منصب حكومي يتصل بتشريع القوانين 
سلمت وزارة التربية لسيدة متخصصة بالأسمدة وكأنك تحاول ان تزرع جيلاً عراقياً جديدا ناضجاً بالسماد 
سلمت وزارة الاعمار لشخص أنهى البكالوريوس في ان واحد بجامعتين ،فإما هو يدعي كذباً أو انك لم تطّلع على سيرته الذاتية .
سلمت وزارة الثقافة لرجل لم يعرف عنه مثقفو العراق أي شيء ولم يسمعوا عنه لا من قريب ولا من بعيد 
سلمت وزارة المالية لرجل قضى كل حياته يعمل مترجما للغة الإنكليزية وحين تطور عمل سكرتيراً ولم يفقه أي شيء عن الاقتصاد والتعاملات المالية من قبل  
وأخيراً وليس آخراً ...برنامجك الحكومي عبارة عن أحلام ولا يمت للواقع بصلة ،ودعني أبلغك يابن المنتفكي ان المصوتين عليه لم يتجاوزوا العدد المطلوب ومع ذلك تم تمريره بقدرة قادر 
انه فخ يابن المنتفكي
 
قيم الموضوع
(3 أصوات)
محمد السيد محسن

كاتب واعلامي عراقي

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه