نزار العوصجي
في المنظور العام المتعارف عليه في العالم المتحضر، ان الدولة والحكومة ووزاراتها ومؤسساتها وجدت لحماية ورعاية وتنظيم شؤون المواطنين وضمان تحقيق الرفاهية والعدل لعموم الشعب وتطوير مجتمعاته بمختلف شرائحها دون تميز ...
كما وجدت البرلمانات ( مجالس النواب ) لتمثيل عامّة الشعب ورقابة أداء الدولة والحكومة باعتبارها سلطة رقابية، وتشريع القوانين التي تكفل حفظ وتوازن المسارات كافة، الأمنيّة والسياسيّة والإقتصاديّة والماليّة والإجتماعيّة ...
وقد وجدت التنظيمات والأحزاب السياسة كآليّات تنظيميّة تتمتع برؤية عصرية متطورة، تنعكس في برامج وخطط مدروسة، تلبي احتياجات الشعب، يختار لها أفضل من يمثل وأفضل من ينفذ، كشخصيات لها حضورها في المجتمع، وتحضى باحترامه ...
وان المرتكز الأساس في تنظيمات هرم الدولة، الإنتماء والولاء للوطن، وعدم المساومة على ذلك مهما كانت الضررف، والتمتع بالأخلاق العالية كموروث مجتمعي، ليعكس من خلالها التربية البيتية والوطنية التي نشئ عليها ...
فبدون مرتكزات ومباديء الإنتماء والولاء والإلتزام بالأخلاق، بكل معاييرها الصارمة في نظر الكثيرين، تصبح الدولة والحكومة والبرلمان والسياسيّين لا قيمة لهم في اوساط المجتمع، كما لا قيمة لوجودهم على الاطلاق !!!
وفي ظل غياب المعايير التي اشرنا اليها، وفي ظل وضاعة ممتهني السياسة، من سياسيي الصدفة، وفي ظل العمالة المطلقة لاعداء الوطن والامة، يصبح الوطن اشبه بمغارة يجتمع فيها القتلة والصوص ويتقاسمون الغنائم التي استحوذوا عليها، كما هو الحال في العراق ...
الحاكمين في العراق اليوم لا أخلاق لهم، ولا دين ولا إنتماء، ولا ولاء ولا أعراف، وليس عندهم حرمةٍ لوطن ولا رحمةً لأحد، يستبحون المحرمات، ويحللون كل فعل فاحش، ويجيزرن لانفسهم ارتكاب المعاصي على اختلاف انواعها واشكالها ...
السياسيّون الحاليّون في العراق، قراصنة في النهار ، ولصوص في الليل، يتسترون بعبائة الدين والدين منهم براء، ويحتمون بكاهن عظيم يعيش في مغارةٍ لا تعرف معنىً للشمس ولا للنجوم، يجد لهم الفتوى التي تمنحهم الشرعية الزائفة، التي تتيح لهم الاستمرار في غيهم !!!
لله درك ياعراق الشرفاء ...