د. حسنين جابر الحلو .
يُعد التعامل في الحياة بين المجتمعات وسيلة للتواصل بين الافراد ، فكُل شخص ٍ يقدم ما لديه من عمل في المستوى العضلي ، ومعرفة في المستوى الذهني ، حتى يخلق قوالب علمية عملية يفاد من تجاربها في مختبر الحياة لان في المختبر يتم الفحص عن مدى صلاحية شخص في ان يبقى خطابه فعال من جهة ، وصلاحية مادة ومدى بقائها من جهة ثانية ، وكما هو معلوم ان كل شيء في الحياة له اجل أي وقت ابتداء ووقت انتهاء هذا على مستوى البشر ( ويؤخركم الى اجل مسمى ) ، وكذلك المادة لابد لها من متابعة حتى نعرف مدى صلاحيتها وبقائها لان المعادن والاخشاب لها وقت وتبدأ بالتأكل ولاسيما اذا تعرضت الى عوامل التجوية والتعرية ، فانها بكل تأكيد ستتعرض الى انتهاء في وقت اسرع ، ما تستخدمه الدول المتطورة هو الصيانة الدورية حتى تحافظ على سلامة مواطنيها ، وحتى على مستوى البيت نشاهد رب البيت وهو يعمل على صيانة دورية في بيته للحفاظ على سلامة الممتلكات والارواح ، وهنا مما لاشك فيه الظروف التي مر بها العراق حولت المشكلة الى مشكلات من خلال عدة أمور واحدة منها التراجع الحاصل في مستوى الخدمات مما اضطر بعضا منهم الى العمل ضمن اطار الممكن ، ثانيا عدم وجود مصانع عملاقة لصناعة ما نحتاجه أدى الى الركون للاستيراد والمشكل الأساس هو في استيراد مواد ذات كلفة واطئة مما سبب حالة الضعف في المستوى التقاني ، والمواطن شجع على اقتناء السلعة القليلة الجودة وسعر قليل إزاء السلعة الجيدة ، وعدم وجود مفردة المسؤولية حاضرة أدى الى ان يتكل كل شخص على شخص اخر ، مما سبب حالة الارباك في العمل الوظيفي للقطاعين العام والخاص ، لان العمل في بعض منها قائم على طروحات شخصية لاوجود للدراسات الفعلية وخطط العمل ودراسات الجدوى ، بالإضافة الى غياب العامل الرقابي وضعف عمل النقابات الساندة للعمل الوظيفي ، أدى الى تطور الإهمال في القطاعات كافة ، مما سبب زعزعة الثقة في المنتج المحلي وظهور بوادر لعمل جهات دون أخرى ، وهنا على المسؤول ان يوظف كل طاقات المؤسسة لخدمة الصالح العام ، وحتى في القطاع الخاص لنصل بالضرورة الى نقطة التقاء لخدمة الإنسانية ، وهنا لابد لنا من وضع خطة قريبة الأمد ، وأخرى بعيدة ، الأولى عملها إيجاد حلول سريعة وانية للمشكلات ذات الأهمية القصوى والتي لها تماس مباشر في حياة الناس كالقطاعات الصحية ودوائر المرور ، والنقل والمواصلات والكهرباء والدفاع المدني والبلدية لان هذه القطاعات بحاجة الى حلول سريعة في سبيل الحفاظ على أرواح الناس ، وهذه لا يتأتى من طرف الحكومة فقط بل لابد على الشعب بكله ان يتعاون من اجل تحقيق السلامة ، اما الثانية البعيدة الأمد فهي تتطلب منا جميعا دولة وشعب بناء مراكز أبحاث كبيرة وعميقة تعمل على إيجاد المشكلات والاهم من ذلك تشخيص الخلل والبحث عن حلول ، وهذا الهم دفين لدينا ولكن ما شاهدناه في خلال اليومين الماضيين من أجساد ضحايا العبّارة في الموصل لهو دليل على تطور الإهمال في قطاعات مختلفة وهنا نجد القطاع السياحي الذي اهمل تماما لأسباب وأسباب حتى يبقى العراق بعيدا عن الساحة العالمية ، فغرقى يوم نوروز اشعل في قلوب العراقيين الألم العتيق وواضح في الوقت نفسه تكاتف العراق من جنوبه الى شماله لأنه جسد واحد مهما أراد الاخرون تغيير الحقائق .