د. حسنين جابر الحلو
تسارع الأحداث في الربيع العربي بالاطاحة برموز السلطة التي جثمت على قلوب وعقول المجتمع بطريقة تسلطية لم تراعي حقا لاحد كان غاية الناس وامنياتهم ، فبعد هدوء حذر استمر لأعوام بين منواشات في اليمن وأخرى بالبحرين وثالثة في ليبيا و بين هدوء وتصعيد ، نجد عاصفة أخرى لاحت في الأفق إفريقية الهوى أيضا حيث الجزائر والسلطة الرابعة والانتهاء بالاستقالة ، واليوم تشهد السودان تصعيدا سريعا بعد ثورة الخبز التي نادت بخبز وانتهت باطاحة بدء الشعب مناديا لتغيير حاله ولكن البشير كبقية الرؤساء لايسمع الا صوت الحزب والعسكر والتسلط ، و على الرغم من التغيرات التي أجراها البشير إلا أنها لم تفلح هذه المرة والسبب هو إرادة الشعب المنتفض لأنها خلقت حراكا سياسيا واسع النطاق بين أوساط الجامعات والجماهير وكان التفاهم واضح بين قطاعات المجتمع على الرغم من الاختلافات بين المؤيد والرافض وتصاعد حالة الفورة الجماهيرية الى مستويات متقدمة ، مما أدى إلى فرض حالة الطوارىء في بعض المدن التي شهدت إضراب عن العمل واتهم البشير خلالها أن هناك جماعات تخريبية وراء هذه الاحتجاجات ، وبدأت بعدها التحركات الخارجية من مصر والمحيط العربي والعالمي ، ولكن الأمر كما شهدناه في شاشات التلفاز أخذا بالتطور الملحوظ مما سبب حالة من التراجع والانهيار وصل إلى الانشقاق في صفوف الجيش ، ومما لاشك فيه أن الجماهير المحتشدة استطاعت أن تغير الرأي العام لصالحها مما أعطى مجال التراجع عند البشير واضحا مقدما الحلول وجلسات الحوار ، ولكن ووجهت بالفشل ، فكما جاء البشير بانقلاب سنة 1989م ، نلحظ أن وزير دفاعه عوض بن عوف على الخطى نفسها ، بانقلاب على البشير وبدء فترة انتقالية لعامين ، ولكن سرعان مااختلط الفرح بالخيية ، لأنهم يدركون بأن القضية ستعاد بسيناريو آخر ، حتى إن عوض بن عوف المطيع المنقلب فهم اللعبة استلم المجلس العسكري الانتقالي أقل من 24ساعة ثم تنازل إلى عبد الفتاح البرهان لتشهد السودان مرحلة حرجة ستغير كثيرا من مشاهدها السياسية ، وعلى الشعب السوداني أن يكون أكثر حيطة وحذر من سابقيه في الربيع العربي حتى لا يدخل الطامع والشامت والمشتت ليغير حالهم وبعد حين يجدون أن القادم اسوء .