د. حسنين جابر الحلو
الواقع الملموس في الفترة الأخيرة ينبيء بالخطر بسبب ما شهدته البلاد من متغيرات في الصعيدين السياسي والاقتصادي ، ولاسيما عندما يكون الخطر داخلا من دول الجوار مرة يكون الأمر طبيعيا وان شكل خطر فهو أمر الله سبحانه وتعالى ، ولكن في الوقت نفسه ممكن أن تتدارك الدولة هذه الأمور أن كان لها استعداد في مواجهة الأزمات الطارئة والتي ممكن تجاوزها اذا أخذنا بعين الاعتبار سد الابواب والثغرات ، ومرة تكون اصطناعية ومصطنعة وهنا تكون القضية صعبة للغاية لان بعضا من الدولة تريد أن تنقل عثراتها وقضاياها وحتى سلبياتها في بلادنا فواحدة تصدر الإرهاب وأخرى تصدر الافكار لتغيير المسار وثالثة تقطع المعونة الطبيعية التي وهبها الله لنا وهي الماء (وجعلنا من الماء كل شيء حي ) ، ورحمة الله وسعت كل شيء فامطر السماء وسقى الارض ، وحتى إن بعضا من الدول قد وصلت بها الأمور إلى الفيضانات والسيول فالمملكة السعودية شهدت سيول وفيضانات أدت إلى أضرار في الأرواح والممتلكات والحال نفسه في تركيا والأشد كانت في ايران حيث تأثرت المدن تأثرا كبيرا في بناها التحتية وغيرت من مسارات جريان الماء وغطت البيوت والمزارع ، وهاهي تصل اليوم إلى العراق وغرق الكثير من مناطقنا وشملت أيضا البيوت والمزارع ، نعم إن الإهمال المتطور في البنى التحتية كان سببا واضحا في عدم لملمة الأزمة ، لانها اقل بكثير مما حدث في ايران وغيرها من الدول ، ولعل بعضا من الباحثين يقول لانستطيع أن نحمي الحدود من الماء وأقول إن المشكلة ليست هنا ، بل إن الماء لايريد جواز عبور بقدر ما للأشخاص الذين يحتاجون إلى جواز عبور ففي السنوات السابقة شهدنا انفلاتا واضحا في هذه المسألة والمشكلة الأكبر انها كانت محمية ، مما جعل داعش واخواتها تدخل الى اراضينا في جو منفلت محمي من قبل بعض من المستفيدين من دخولهم ، إلا أن القوات الأمنية والحشد الشعبي وجهود الخيرين من أبناء هذه الأرض وحدوا الجهود من أجل تغيير مسار التفكير ، ولعل معاول الهدم كانت بايادي معروفة تصدر لنا النوعي لتشكل غزوا ثقافيا ، وكمي لتشكل غزوا عسكريا ، وفي المقابل اقول هناك الوطني الذي يشكل ثقلا إجتماعيا ليغلق الباب أمام الرياح الموسمية التي تجلب لنا ذرات الآخر لتزرعها في اراضينا ، ولكن اليوم هذه المعاول بايادي غير معروفة مما يتطلب منا الحذر بصورة أكبر، وفهم الأمور بصورة أوضح.