د. حسنين جابر الحلو
شهد العراق في السنوات السابقة أزمة ملحوظة ولاسيما بعد دخول داعش الى الأراضي العراقية ووجود أيادي خفية عربية وأجنبية لبقاء العراق ساحة صراع وتاجيج الموقف دوما حتى يكون عدم الاستقرار السمة المرتسمة فيه ، وقطعا ما خسره العراق من انفس عزيزة ودماء غالية وبنى تحتية أثرت في عجلة التقدم مقارنة مع الجوار فجدلية التقدم والتأخر أخذت مدياتها وبصور مختلفة وغيرت الحالة ، ولكن الجهود الحثيثة في إرجاع البلد للواجهة كانت حاضرة من قبل الجماهير قبل الدولة ، وهذا مؤشر صحي وان كان مستوى الطموح في إنهاء الأزمة خجول حينا ومربك أخر إلا أنه تجاوز كثيرا من الصعاب على الرغم من شدتها وفي حالة واحدة ممكن أن تنتهي ألا وهي قراءة تصاعدية بمعنى البدء من تحسين الداخل لاستقبال الخارج ، وان كان هناك تحسن ملحوظ وبطيء في الوقت ذاته إلا أنه بات بطيئا ايضا ، والاكثر أهمية ماتشهده المنطقة اليوم من حراك سياسي واضح المعالم ولاسيما في العراق بالوقوف على التحديات الصعبة وتمرير الأزمات والوقوف على الحلول من أجل فك الالغاز ، وكقراءة جيوسياسية نجد أن هناك إقبال على العراق بعده قبلة سياسية فاعلة بالحفاظ على علاقات حسن الجوار من جهة بعدما وصلت إلى القطيعة في الأنظمة السابقة ، والى علاقات تجارية مهمة في قطاعات مختلفة بعدما أصيبت بانتكاسات متكررة لاسباب سياسية ، فنجد المشهد السياسي متكرر في الدول إلا أن في بعضها مكشوف والآخر ضبابي ومعتم ، ولعل وضع النقاط على الحروف وفهم الحيوية السياسيةبين دول الجوار والميل نحو التسوية لبعض الدول والابتعاد عن الصراع والصدام ، للحصول على اجتماع توافقي يقود إلى دعم عملية البناء و الاعمار والتنمية ، ومخرجات الحالة أن هناك رؤية مشتركة و القاءلة بأن تحرير العراق من داعش هو تحرير لكل العرب ، وضرورة إعادة إعمار العراق ولاسيما المدن المتضررة والحفاظ على أمن واستقرار العراق هو حفظ لأمن واستقرار الدول العربية مقولة لها مدلولات قوية ولاسيما في اجتماع القمة البرلمانية ، واعتقد جازما أن هذا التغير في مسار الأحداث والاستقرار شوكة في أعين بعض الحاقدين ونأمل أن تكون مخرجات هذه القمة تصب في صالح الوطن وتنعكس إيجابيا نحو المواطن ، وهذه المؤشرات بدورها لابد أن تنقل مستوى التعامل الى الجمهور بما يحقق المكاسب العامة لا المصالح الخاصة ، والالتفات الى تبويب العمل للحصول على نتائج مرضية لأبناء الشعب وتحقيق مقولة إعطاء كل ذي حق حقه .