ابراهيم الدهش
أصبحت المملكة المغربية اليوم تشكل وجهة سياحيّة يقصدها ملايين السواح سنوياً حول العالم بل أنها اصبحت الوجهة التي يتقدم اليها السائحون اولاً عند قصدهم بلاد الشرق الاوسط وشمال إفريقيا للسياحة ، فقد أستطاع المغرب ان يحقق ذلك بفضل المواقع الأثرية والطبيعية المميزة التي يزخر بها واليوم نقدم لكم لائحة بأهم المعالم الحضارية المغربية..
أحاول من خلال هذا التقرير ان اقدم لكم اهم المعالم الأثرية والتاريخية للمملكة المغربية و على رأسها مسجد الحسن الثاني والذي يقع في ساحل مدينة الدار البيضاء المعروفة عند معظم الدول ب (كازابلانكا)، وهو أكبر مسجد في البلاد ، وثاني مسجد في إفريقيا ، والثالث عشر على مستوى العالم ، مئذنته أندلسية الطابع ترتفع 210 متر (689 قدم) وهي أعلى بناية دينية في العالم .
شرع في بنائه سنة 1987 م تم أكمل بنائه ليلة المولد النبوي يوم11 ربيع الأول 1414 هـ/30 أغسطس 1993، في فترة حكم ملك المغرب الحسن الثاني.
تتسع قاعة الصلاة بمساحتها الـ20,000 م² لـ 25,000 مُصل إضافة إلى 80,000 مصل في الباحة. يتوفر المسجد على تقنيات حديثة منها السطح التلقائي (يفتح ويغلق آليًا) وأشعة الليزر يصل مداها إلى 30 كلم في إتجاه مكة المكرمة.
ولا يمكننا المرور دون ذكر صومعة حسان والتي تعتبر من المباني التاريخية المتميزة بالعاصمة المغربية الرباط، والتي شيدت في عصر دولة الموحدين.
تم تأسيس «جامع حسان» بناءً على أمر يعقوب المنصور سنة 593 هـ(1197-1198 م)كما أضافت منظمة اليونسكو للتراث العالمي هذا الموقع لقائمة أولية بتاريخ1 يوليو 1995 في فئة الثقافة.
شيدت من طرف السلطان يعقوب المنصور الموحدي، وكان يعد من أكبر المساجد في عهده. لكن هذا المشروع الطموح توقف بعد وفاته سنة 1199، كما تعرض للاندثار بسبب الزلزال الذي ضربالرباط سنة 1755م. وتشهد آثاره على مدى ضخامة البناية الأصلية للمسجد، حيث يصل طوله 180 مترا وعرضه 140 مترا، كما تشهد الصومعة على وجود المسجد وضخامته.
ويرى مؤرخون أن اختيار هذا المسجد الذي تتجاوز مساحته 2550م2 بمدينة الرباط ليكون أكبر مساجد المغرب وليداني أكبر مساجد الشرق مساحة وفخامة، يدل على أن الموحدين كانوا يرغبون في أن يتخذوا من الرباط مدينة كبيرة تخلف في أهميتها مدينتي فاس ومراكش، وبالرغم من العناية التي بذلها كل من أبي يعقوب وأبي يوسف في إنشاء مدينة كبيرة بكل مرافقها لتخلد بذلك اسم الدولة الموحدية، فإن الرباط في الواقع لم تعمر بقدر ما كان يأمله منها أبو يوسف وخلفه. وهذا الأمر قد يكون من أهم الأسباب التي أوقفت حركة البناء في هذا الجامع بالإضافة إلى موت أبو يوسف المنصور قبل إكمال بنائه، كما أنه كان يستنفذ موارد الدولة مع المرافق الأخرى للرباط.
ولا يمكننا ان نمر الى الجهة الشرقية ولا نذكر وليلي التي كانت مدينة رومانية وهي الآن موقع أثري تم الكشف عنه جزئيا في المغرب تقع بالقرب من مدينة مكناس، وتعتبر عادة عاصمة قديمة لمملكة موريطينية الرومانية الأمازيغية. بنيت في منطقة زراعية خصبة، وتطورت من القرن 3 قبل الميلاد فصاعدا كمدينة فينيقية، ثم قرطاجية، قبل أن تصبح عاصمة مملكة موريطينية. نمت بسرعة تحت حكم الرومان من القرن الأول الميلادي فصاعدا وتوست لتشمل حوالي 42 هكتار وأحيطت ب 2.6 كم من الجدران. واكتسبت المدينة عددا من المباني العامة الرئيسية في القرن الثاني، بما في ذلك كنيسة ومعبد وقوس النصر. وقد أدى ازدهارها، الذي استمدته أساسا من زراعة الزيتون، إلى بناء العديد من البيوت الجميلة والأرضيات ذات الفسيفساء الكبيرة.
ظلت الأطلال سليمة إلى حد كبير حتى دمرها زلزال في منتصف القرن الثامن عشر، ثم نهبها الحكام المغربيون وأخدوا أحجارها لبناء مدينة مكناس. ولم يتم التعرف على الموقع بأنه مدينة وليلي القديمة حتى الجزء الأخير من القرن التاسع عشر. خلال وبعد فترة الحكم الفرنسي على المغرب، تم حفر حوالي نصف الموقع، وتم الكشف عن العديد من الفسيفساء الجميلة، وبعض المباني العامة الأكثر بروزا والمنازل عالية المستوى التي تم ترميمها أو إعادة بنائها. واليوم تعد المدينة من بين مواقع التراث العالمي لليونسكو، لكونها "مثالا استثنائيا محافظ عليه جيدا على بلدة استعمارية رومانية كبيرة على هامش الإمبراطورية".
ننتقل الى المدينة المجاورة لوليلي وهي المدينة العريقة(فاس) و بالضبط جامعة القرويين هي أقدم جامعة في العالم لا زالت عاملة إلى الآن بدون انقطاع تُعد الجامعة مؤسسةً تعليمية تابعة لجامع القرويين الذي قامت ببنائه السيدة فاطمة بنت محمد الفهري القيرواني عام 245 هـ/859م ، وقد بدأت الجامعة بعد بناء الجامع مباشرةً على شكل دروس وحلقات علم تعقد فيه، في مدينة فاس المغربية. تعتبر جامعة القرويين ايضا أول مؤسسة علمية اخترعت الكراسي العلمية المتخصصة والدرجات العلمية في العالم.