أخلاق العراقيون الأصلاء لم ولن تتغير

زمان الدراجي
 
في رمضان تتوقد الإنسانية اكثر وأكثر وتبرز اخلاقية المسلم الحقيقي وتعاونه وتكافله ! اهم ما في الصدقة او العطاء ليس الصدقة بحد ذاتها فقط وانما بإخفائها عن الناظرين والحفاظ على كرامة المحتاجين ! وصلتني قبل ايام قصة إنسانية عظيمة من صديق عن موقف حدث معه !
كان هذا الصديق راكب بإحدى سيارات الأجرة ( الكيا ) وينتظر ان يكتمل العدد بنفر واحد ! جاء رجل متوسط العمر مريض وشاحب الوجه وبيده كيس أدويه ! فركب وتحركت السيارة ! كله الركاب عراقيون ولا احد يعرف عن أسم وانتماء الآخر ! طلب السائق جمع الأجرة من الركاب ! قال الرجل المريض بصوت خجول خافت مسموع وبرجاء بان يدفع احدهم اجرته لانه لا يملك الأجرة ! لكن مع الأسف ولا احد رد عليه ! فتألم الرجل ! حيث كان الصديق دفع أجرته وأجرة الرجل المريض ! وهو من جمع الأجرة ليسلمها للسائق حيث تفاجئة ان كل الركاب دفع كروته مضاعفة وهو ينظر الى الركاب باستغراب وكل من يسلمه الكروة المضاعفة يغمز له بان لا يتكلم فسكت الصديق بعد ان جمع الكروة ( الأجرة )  المضاعفة للسائق وسلمها له ! وحسبها السائق ! وكان الرجل المريض يتوقع ان السائق سيقول ( ان الكروة ناقصة ) والصديق يعرف ان السائق لم يقلها ! وكانت المفاجئة للرجل ؟ حيث صاح السائق يا جماعة هذه الأجرة بها زيادة ضعف ؟ استغرب السائق من سكوت الركاب جميعاً ؟ فقال له الصديق هاي قسمتك ! لكنه فهم وربط الأمر ! فقال السائق وبصوت مسموع انتم لستم افضل مني ! فوضع فوق المبلغ اجرة الرجل المريض ! وسلم المبلغ كله الى الرجل المريض ، بكى الرجل المريض وقال والله لا املك رغيف خبز لعائلتي المعوقة ! ونحن صيام لأكثر من شهر بسبب العوز ! كم من عراقي في مثل حالة الرجل ! وكم عراقي وعراقية في مثل أولئك الركاب ، هكذا هم العراقيون الشرفاء ؟ وهكذا هي حكومة العراق التي تدعي السير على نهج الأنبياء والأئمة الصالحين وخلفاء المسلمين الذين وضع الأكل للحيوان ليأكل كي لا يقال ان في بلد الاسلام يجوع الحيوان وليس الانسان ، العظيم في هذا التصرف ليس فقط دفع اجرة الرجل بل العظمة ان جميع الركاب لم يصرح علناً بدفع الأجرة وانما كلهم اخفوا صدقتهم للرجل .
قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه