د. حسنين جابر الحلو

لم يغفل صموئيل هنتنغتون في كتابه (صدام الحضارات ) تركيبة القوة والضعف في الحضارات ، وركز موضوعيا على الحضارات المتارجحة التي تكون بالضد من القوية أمريكا وتوابعها ، هذا الأمر يقودنا إلى أن هناك دول مثل الصين تمر دائما بمراحل صراع على المستوى الاقتصادي والسياسي ، فالصين في عهد ماو سي تونغ تأثرت بكثير من التقلبات الاقتصادية والسياسية حتى وفاته سنة ١٩٧٦م ، وخلف قبره أتون حضارة رأسمالية حديثة ، تريد أن تخرج إلى العالم بزي جديد وبصورة صناعية عالمية ، فتواجدها السياسي في الساحة الدولية ، وتواجدها العسكري في ساحة التسليح ، وتواجدها الصناعي في ساحة التسليع ، تجد هناك ثمة تواصل في نقاط حساسة ومفصلية .
وعلى المنوال نفسه سارت افكار جين شين بينغ من أجل فاءدة المجتمع الصيني وفي كافة الأصعدة ، فظهور مبادرة الحزام والطريق كنقطة تواصل بين المحيط الصيني والمحيط العربي إضافة إلى طرق اوربا وايران وتركيا ، هذه البناءات الاستراتيجية لصالح الصين اولا واخيرا ، لانها تريد أن تبني نفقا من الديون باقراضها بعضا من الدول ، وزج أخرى بمشاريع ضخمة ، وهي رسائل مابين رسائل واضحة تبين القدرة الاقتصادية والفائدة المتبادلة ، ومابين رسائل خفية تبين القدرة السياسية في مناغمة الأحداث ، بضم الاقتصاد وفيوضاته من جهة ، وتعزيز تواجدها في المحيط العربي من أخرى ، والثالثة والأهم بناء قناعات لدى هذه الدول بأن هناك بديل عن امريكا وتوابعها اذا ماتهيء الأمر والظروف ، ولعل التفكير الصيني قبالة الدهاء الأمريكي أصبح ضمن إطار الحرب الباردة ، وكلا الأمرين يسيران ضمن إطار عبر الهادي وطريق الحرير ، وكلا يغني على ليلاه في فاءدة ربحية سريعة ، انية أو مستقبلية ضمن إطارها البحري والبري والرقمي، باضافات كل دولة وحسب تقسيماتها ، تبقى الرسائل الواضحة واضحة للدول التي فهمت اللعبة ، ورسائل مبهمة ينبءنا القادم عنها .

قيم الموضوع
(0 أصوات)
د. حسنين جابر الحلو

اعلامي وتدريسي جامعي عراقي

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه