آخر الشعبويين
علي قاسم
إن من حق سليمان أن يطمح للرئاسة، فهو ذكي ومثقف وممثل ناجح، عكس ريغان وأرنولد. ولكن تحت أي راية يريد جمال أن يصل إلى الكرسي.
مرشحا "لقطة" للرئاسة
بالتأكيد، جمال سليمان ممثل جيد، حتى لو اختلف البعض حول هذا، ورأى فيه ممثلا يجيد التقنية، ويفتقد الروح والموهبة. بل إن مكمن قوته تحديدا في ذلك.. فقد أثبت أنه يعرف ما يريد، ويعرف أيضا من أين تؤكل الكتف.
إضافة إلى ذلك، يتمتع جمال بكاريزما وشخصية قوية، يجيد الابتسام، كما بالضبط يجيد تقطيب الحاجبين.. ألم نقل إنه ممثل جيد.
كل هذه الصفات تجعل منه مرشحا “لقطة” للرئاسة، تجتمع فيه كل الصفات المطلوبة من زعيم شعبوي.. في جعبته العشرات من الأفلام والمسلسلات، وشهرة لا تضاهيها إلا شهرة عمر الشريف، وعمر الخيام.
جمال سليمان، إضافة إلى كل هذا، مواطن سوري، رحيله عن سوريا لا يغيّر من هذه الحقيقة شيئا، ومن حقه أن يكون رئيسا لسوريا، كما أكد في مقابلة تلفزيونية، ردا على الأقاويل التي تشاع حول رغبته في أن يكون رئيسا للسوريين، متسائلا بـ “أهي تهمة”؟
ليست تهمة.. من حقه أن يتقدم للرئاسة، ومن حقه أن يكون محاميا، ودكتورا، وصبي قهوة في بلده، كما قال.
ألم يكن رونالد ريغان ممثلا فاشلا قبل أن يصبح رئيسا للولايات المتحدة. وكان أرنولد شوارزنيغر، بطل كمال أجسام وممثلا، هو الآخر، تافها، ولكن ذلك لم يمنعه من السعي لتحقيق حلم الرئاسة وإن لم يصل إليها.
لذلك نقول إن من حق سليمان أن يطمح للرئاسة، فهو ذكي ومثقف وممثل ناجح، عكس ريغان وأرنولد. ولكن تحت أي راية يريد جمال أن يصل إلى الكرسي: الراية الأميركية، أم القطرية، أم التركية؟ وهي الجهات المرشحة لإسقاط النظام، إن كان له أن يسقط.
هل يوافق أن تزفّه هذه الجوقة من الدول، أم هي الغاية تبرّر الوسيلة، وجمال أثبت، أكثر من مرة، أنه ميكيافيلي من الطراز الأول.
يقول جمال في المقابلة، إنه سيترشح إن اقتضى الواجب الوطني ذلك، ويستدرك بذكاء قائلا “أتمنى أن يكون هناك من هو أكثر مني كفاءة، وأفضل مني لهذا المنصب” فهو، في هذه الحال، سيقف خلفه ويقدم الدعم له لا حاجة إلى التمني، حتما سوريا كما قلت بلد عظيم، شعبها متعلم ومثقف وناجح.
عندما بدأت الأزمة في سوريا، لم تكن بلدا فاشلا، بل بلدا يشهد له الجميع بالازدهار، وكانت تركيا مغاظة، هي ودول أخرى، من نجاحاتها. تفرّغ أنت لطموحاتك وأهدافك، ولكن احذف من القائمة، أن تكون رئيسا، اكتف بالنجومية والشهرة وحب الجمهور، ولا تركب مركبا غارقا.
كاتب سوري مقيم في تونس