لم يكن قرار الاغلبيه في البرلمان العراقي بسحب الثقه عن وزير الدفاع خالد العبيدي محل صدفه أو قرار أتخذ في ساعة التصويت عليه ..ابدا .. فقرار اقالته أو سحب الثقة منه كانت مبيته قبل أستجوابه الاول من قبل النائبه حنان الفتلاوي ..؟؟
لقد كانت وزارة الدفاع قبل أستلام حقيبتها من قبل السيد خالد العبيدي ..عبارة عن جسد منخور بالفساد يدير عقودها ومناقصاتها التسليحيه وغير التسليحيه و كل مايتعلق بهذه الوزاره شلة من اللصوص والفاسدين على مستوى مسؤولين وتجار ..خصوصا بعد خيانة تسليم محافظة نينوى وترك اربعة فرق عسكريه عدتها وأسلحتها الخفيفه والمتوسطة والثقيلة وعتادها وولى قادتها وأمرائها هربا في واحدة من أسوء الصفحات العسكريه العراقيه عبر تاريخها ...وقدرت قيمة ماترك من الاسلحة والعتاد والعجلات على مختلف أنواعها بما يقارب الثلاثين مليار دولار ؟؟؟
وحيث أن أكبر تخصيصات الموازنة السنويه تخصص لوزارة الدفاع .. فقد أصبحت هذه الوزارة محط انظار سياسيوا الفساد ومن يتعاون معهم من التجار والوسطاء ؟؟؟
وقد حقق هؤلاء اللصوص والفاسدين ومن يحميهم من المسؤولين المتنفذين عشرات الملايين من الدولارات بل تصل أحيانا الى المليارات ..؟؟
لقد أستلم خالد العبيدي وزارة الدفاع وكانت داعش قد استولت على ثلث اراضي العراقي
مهددة السلم الامني والوطني والاجتماعي بالخطر ..لعدم وجود قوة عسكريه تستطيع الوقوف بوجه المخططات الاستعماريه الطامعه التي ينفذها هذا التنظيم لتدمير العراق شيئا فشيئا ...الا ان هذا الرجل استطاع لملمة الامور وسد الثغرات واهتم بشؤون المقاتلين والضباط .وأعاد ثقة المقاتلين بانفسهم ولم يتوانى عن زيارة الوحدات العسكريه بكل مكان يتواجدون فيه متابعا احتياجاتهم ومشاكلهم ..كل ذلك أكسبه محبة كبيرة لدى الضباط والمنتسبين .وعمل على أغلاق الابواب بوجه الفاسدين والمتاجرين بدماء الشعب العراقي وقوت جنوده الابطال ..أضافه الى أنه وضع اليد على ملفات فساد كبرى للاسف لم يكشف عنها
لارتباطها بجهات تتمتع بنفوذ كبير داخل المشهد السياسي العراقي ومحمية من بعض دول الجوار ..؟؟
وكان الاستجواب الثاني الذي قادته النائبه عالية نصيف ..ما هو الا انقلاب السحر على الساحر حيث كان هذا الاستجواب سببا لتعاطف ابناء الشعب العراقي مع وزير الدفاع وزيادة شعبيته ...خصوصا أن هذه الجلسه وما رافقها من كشف حالات فساد أشار اليها والى أصحابها بشكل علني تزامنت مع انتصارات حققها الجيش العراقي على تنظيم داعش في كل المعارك التي دارت في الرمادي والفلوجه وغيرها من المحافظات الاخرى ..ولم تبقى غير الموصل بانتظار تطهيرها من دنس ارهابيوا داعش المجرمين ...
لقد خشي الفاسدون واللصوص وبعض دول الجوار من انتصار الجيش العراقي في الموصل ..لان هذا الانتصار سيؤدي الى استقرار العراق وهذا أن تحقق فانه سيسحب البساط من تحت أقدام ألمسلحين الذين يعملون خارج نطاق الدولة وسيزيل أسباب وجودهم وخصوصا أن هؤلاء المسلحين المدعومين من احد دول الجوار قد تم تاسيسهم بوجهين مختلفين ...الوجه الاول الظاهر أمام الرأي العام هو لمحاربة داعش ..والوجه الباطن الحقيقي هو لحماية العملية السياسية الفاشلة حال تعرضها للخطر ..والابقاء على العراق تابع للدولة التي ترعى هؤلاء المسلحين بكل الوسائل ..؟؟ والامر الاخر..انه سيؤدي الى استقرار وزارة الدفاع هذا الاستقرار سيمهد لوزير الدفاع العراقي بناء مؤسسة عسكرية مستقلة تعيد شيئا من هيبة الجيش العراقي السابق بعيده كل البعد عن تخبطات وصراعات السياسيون على كراسي الحكم والسلطة ...وسيبتعد الفاسدون واللصوص اوتوماتيكيا .. عن مسرح الوزارة وشؤونها ...
من كل ماتقدم يطرح سؤال نفسه على هذا المشهد هو ..هل سيقبل الفاسدون والسراق ومن يحميهم من بعض كبار السياسيين بهذا ؟؟؟؟؟؟ وهل ستقبل الدولة التي ترعى الفوضى وعدم استقرار العراق بذلك ؟؟؟؟؟؟؟
ابدا ... لذلك اجتمعت شياطينهم خلف الكواليس واتخذ قرار أزالة خالد العبيدي وسحب الثقة منه وتم اعداد سيناريو ابعاده بالشكل الذي ظهر على وسائل الاعلام ..واعتقد انهم كسبوا جولة اللعبة السياسيه هذه ...الا انهم خسروا الشعب كل الشعب وخرج خالد العبيدي منتصرا على الرغم من سحب الثقة منه ...