أسئلة الفايروس

بقلم عدلي صادق آذار/مارس 15, 2020 740

 

أسئلة الفايروس
عدلي صادق
تُرى هل يكون حقاً ما يقولونه عن عدوى تتنقل، وأن البشر هم أصل البلاء، أم إن الضربة جاءت من خلل فيزيائي حدث في السديم؟
نتطلّع إلى منقذ
كلما طال انتظار اللقاح الشافي من كورونا، ازداد الجنس البشري اقتراباً من نفسه الكُليّة، وتفشت في داخله، لغة التسامح بين الأعداء. فلا يدري أحد من أين يأتي الخلاص: من مناخات الكنيسة أو المسجد أو الكُنس اليهودية أو معابد بوذا أو أحد مناخات الآلهة الهندية أو من مُناخات الملحدين. فالفايروس الغامض، أوقع الإنسان في فخاخ الأسئلة. تُرى هل يكون حقاً ما يقولونه عن عدوى تتنقل، وأن البشر هم أصل البلاء، أم إن الضربة جاءت من خلل فيزيائي حدث في السديم، حيث تتكاثف نجوم بعيدة، تظْهَرُ وكأنها سحابة خفيفة، أو بقعٌ ضعيفة النور شديدة الحرارة، أرخت سدولها على الأرض، ونفثت سُمّها، ثم تولت الرياح نقل العدوى؟!
لمّا كانت النفس تود البقاء من خيفة الردى، حسب قول أبي العلاء المعرّي؛ بدا الناس من كل الأجناس، يتجرّدون من بغضائهم البشرية، وتتطلع أهدابهم إلى شريحة العلماء، المثابرين في مختبراتهم على معرفة أصل الفايروس وطبائعه ونقاط ضعفه. ففي بُنية كل وحش طاغٍ، نقطة ضعف أو ثغرة. فإن كان وحش الوباء، أرضياً، فسيعرف أهل الأرض موضع الثغرة، لتتوافر الإجابة عن أسئلة الفايروس.
أغلب الظن أن العلماء سيحسمون الأمر. ثم إن أتباع الأديان، من معتدلين ومتشددين، يتمنون النصر للقابعين في المختبرات، أياً كانت أجناسهم ومعتقداتهم. إن لدى هؤلاء من الحكمة، ما يقولونه لمروّجي البغضاء: حتى مع كل تقنياتنا واختراعاتنا التي جعلت الحياة الحديثة أسهل مما كانت عليه في السابق؛ لا يتطلب الأمر سوى كارثة طبيعية كبيرة لمسح كل هذا، ولتذكيرنا أننا هنا على الأرض، مازلنا تحت رحمة الطبيعة، أو تحت مقادير الله، إن شئتم!
كان فريدريخ نيتشه ينبه إلى ذميمة التزيد في البغضاء الإنسانية لأي سبب كان، تحسباً لأن يحتاج الخصم خصمه، في أمر يتعلق باعتبارات السلامة والبقاء. لكن الأشرار، لاسيما الغاصبين ومعهم متشددو الأديان، يظلون دائماً، أقل قدرة على الإمساك بناصية الحكمة والوئام. ذلك لأن المتزمتين على باطل، هم نوعٌ بائس ومريض، من جنس الرّعاع الذين ينظرون بخبث إلى هذه الحياة، وعيونهم عيون سوء. أقدامهم ثقيلة على هذه الأرض، فكيف للأرض أن تكون خفيفة بالنسبة إلى هذا النوع من البشر؟
ها هو الإنسان، بقطع النظر عن فحواه، يتطلع بأهداب عينية إلى مُنقذ. وهذا الذي جعل فلسطينياً لا يفارقه الإحساس بمظلمته، يدعو في تغريدة له، إلى الكف مؤقتاً عن التشكي من الصهيونية، فلعل أحد عناصر بُنيتها العلمية، يجيب عن أسئلة الفايروس، فيأمن الجميع من شر كورونا!
كاتب وسياسي فلسطيني

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه