أم الشهيدين

بقلم  شعر- مكي النزال نيسان/أبريل 21, 2020 686

 شعر- مكي النزال

هذه القصيدة قصتها حقيقية وقعت أحداثها سنة 2004

قالت:" سألتك يا فصــيح بيانِ

 قد ضـــــــاع مني يا أخي فتَيانِ

فتشـتُ في كل الدروب ولم أزل

 في حـــيرةٍ أين اختفى القمَرانِ

قالــــــوا لعل السجن قد آواهـما

 فتحقــقي من مكتب الســــــجّانِ

فمشيت شائكة الدروب بلا هدى

 ساءلت حتى صامت الجـــــدران

والمارقين رجوتُ منهم رحــــمةً

 ناشـــدتهم بالخــــالق الديــــــــانِ

أن يرحـــموا أُمّـــــاً تتوق لوُلدِها

 تــوق الغريـــق لمأمن الشـــطآنِ

لكنـــني لــم ألـــقَ إلاّ جــــــــفوةً

 وتــندّراً يدعـــو إلى الغــــــــثيانِ

فطرقـــتُ بـابك - بعد ربٍّ أكــرمٍ-

لــتكون لي عـــوناً على السلطانِ

تالله أخشــى أن تُغيَّب شـمســــُنا

 أو أن يجــــفّ لظــــلمنا النهرانِ"

ثــم انـــــــتهى منها المقالُ بعَبرةٍ

 يبـــكي لعمـــق نحـــــيبها الجبلانِ

*

ويـــحي من الحمل الذي ناءت به

 شُــــمُّ الجبالِ وهـــابها الثــــــقلانِ

أنـــا يا أخــــيّةُ رهن أمــــرك إنما

 ما حيـــلتي والآن لـــيس أوانـــي

يـــا ويلتا هــذي الأخـــيةُ حــــرّةٌ

 تســـتصــرخ الأفذاذ مـــــن عدنانِ

وأنــا هـــنا متســــمرٌ لا حـول لي

 أرنــو لمعتصــمٍ مضــى بتفانـــــي

وأُقلّبُ التاريخ كيف اسـتـــبسلت

 مـــن أجــل هـندٍ عصبةُ الشــيبانِ

لمـــا تجحفــلت الفوارس نخــوةً

 حتــى تذلّ الظــلمَ في الميـــــدانِ

لا حـــــول لي يارب فاجبــر ذلتي

 وهوان أمري في رؤى الإخوانِ

عافوا جراحي للــــــنزيفِ كأنهم

 هانت عليهم داعـــــــيات هواني

أين الأخــــــــــوّةُ يا سلالة أحمدٍ

 يا مـــــــــن حملتم شعلة الإيمانِ

وقطـــــعتم البيد العراض محبةً

 في نصــــــــرة الإنسان للإنسانِ

هل جفّت الأعــراقُ خوف منيةٍ

 هل مـــات فيكم نابض الفرسانِ

هبوا فقد وصلت سيول دمي الزبى

 والقطــــف منكم يا أحبةُ داني

هذي أخيـــــتكم تنوء بحزنها

 من منجدُ الأخوات حين تعاني

ناديتهم والحيفُ يشعل في دمي

 حــــقداًعلى من قطّعوا شرياني

وتمرُّ أيـــــــــامٌ بطيء خطوها

 وشــــهور عامٍ ضجّ بالأحزانِ

لتقول لي تـــلك الأخيةُ بعدها:

 "أبشــر أخا الإسلام والإيمانِ

فلقد وجدتُ الضائعَين كليهما

 وهما أمانة ربي الرحمن !!"

وتسارعت منها الدموعُ غزيرةً

"قتلوهما .. فكفاك فيّ تعاني"

لم أستطع منع الدموعِ أمامها

 فبكيتُ وانحبست حروف لساني

ماذا أقول لها ؟ وكيف أُعينها ؟

 يـــاربّ إحفظ في البلاء جَناني

أأقول صبراً ؟ أي صبرٍ والدما

 صـــــــارت تكابد فورة الغليان ؟

صَرَخَت:" كفاك ! فدمع مثلك عورةٌ

 والعيــــــــــب كل العيب في الإذعانِ

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه