أفكار لسيناريوهات سعر صرف الدولار
محمد حلو الخرسان
تنويه: ان هذا المقال لا يهدف مناقشة تغيير سعر الصرف من الناحية المالية والاقتصادية واسباب ذلك والاثار المترتبة عليه رغم تخصصنا في هذا المجال ولدينا الكلام الكثير عنه، وكذلك لا يتناول المقال المواقف الخفية والمعلنة للكتل والاحزاب في الساحة العراقية بعد قرار رفع سعر صرف الدولار وقد يكون هناك مرور سريع على تلك المواقف بما يحتاجه المقال وفق سياق الحديث، ان هدف المقال باختصار شديد هو استقراء المستقبل القريب وبالتحديد قبل حلول شهر تشرين الاول من العام الحالي وهو الموعد المحدد للانتخابات ويكون هذا الاستقراء برسم سيناريوهات متوقعة قد تسلمها الكتل والاحزاب والشخصيات المؤثرة والمتأثرة بالتصويت على قانون موازنة 2021 والتي كانت بمثابة التأطير الرسمي لسعر صرف الدولار الجديد والذي وضع حدا للشد والجذب ولعبة فرض المواقف ولي الاذرع التي سبقت عملية التصويت لينتبه الجميع بعد ذلك الى موقف جديد فيه استعراض لنتائج ذلك من ارباح وخسائر على مستوى كل حزب وكتلة ضمن المعركة الانتخابية القادمة.
انتهى التنويه ومن المتوقع ان عدد كبير سيشكلون علينا بان هذا ليس بتنويه لانه يفترض ان يكون مختصر جدا ولكن نحن قصدنا ذلك.
نعود الى موضوع تقييم الكتل والاحزاب السياسية لمواقفها خلال الفترة من تغيير سعر الصرف حتى اقرار الموازنة ونتائج ذلك التقييم وتأثيره على عدد الاصوات التي تسعى الحصول عليها ضمن السبــــــــاق الانتخابي في فترة حرجة قد تنطوي على متغيرات كثيرة.
يمكن تصنيف مواقف الكتل والاحزاب من تغيير سعر الصرف بالاتي:
اعلانات صريحة
1- كتل واحزاب اعلنت صراحة انها تقف الى جانب تغيير سعر الصرف وتتبنى ذلك التغيير بقوة واصرار الى ان كسبت الرهان وتحقق لها ذلك يوم اقرار الموازنة.
2- كتل واحزاب اعلنت صراحة انها ضد قرار رفع سعر الدولار واستمرت على هذا الموقف وعبرت عنه من خلال مقاطعة جلسة التصويت على الموازنة.
3- كتل واحزاب اصدرت بيانات واطلقت تصريحات انها ترفض رفع سعر الدولار وشددت انها لن توافق على الموازنة وفق السعر الجديد للدولار ولكنها وافقت وصوتت لصالحه.
4- كتلة او تيار لم يصرح كثيرا ضد او مع رفع سعر الدولار ولكنهم صوتوا على الموازنة بما يعني ذلك موافقتهم على السعر الجديد، ولكن الواقع المبني على التجارب يقول انهم سوف لا يقفون عند هذا الحد لان تغيير سعر الصرف يعني انتخابيا شيء مهم لديهم.
وعلى ضوء ما تقدم فان السيناريوهات المتوقعة تكون بالشكل الاتي:
السيناريو الاول: ان الكتل التي رفضت تغيير سعر الصرف ولم تحضر جلسة التصويت على الموازنة سوف تطعن بذلك لدى المحكمة الاتحادية وقد لا تحقق شيء ولكنها سوف تستمر بهذا الموقف وفقا لرؤيتها والمكاسب التي تتوقع تحقيقها انتخابيا فانها سوف تلجأ الى استجواب محافظ البنك المركزي وانها غير مقتنعة باجوبته مقدما وستعمل على اقصاءه من منصبه ونتوقع انها لن تفلح بذلك وحدها لان الاخرين لا يرغبون لها تحقيق مكسب اخر في هذا الموقف.
السيناريو الثاني: ان الكتل التي اعلنت بشكل صريح انها ضد قرار رفع سعر الدولار ولن تصوت على الموازنة بدون العودة الى السعر القديم ولكنها كما ذكرنا قد صوتت للموازنة بسعرها الجديد وقد يكون ذلك نتيجة لضغوط او مغريات، ولكنها بعد اقرار الموازنة تشعر بالحرج الشديد لانها في جلسة التصويت قد تخلت عن مطالباتها السابقة باعادة السعر الى سابق عهده وكذلك تخلت عن المطالبة بتخفيض حصة اقليم كردستان وتشديد الشروط عليه وكذلك انصاف محافظات الوسط والجنوب، وان هذا الموقف سوف يكون تأثيره سلبي انتخابيا رغم المكاسب المتوقعة مما حصلوا عليه قبيل جلسة التصويت من امتيازات لاتباعهم الحاليين والجدد. وامام هذا الموقف سيعملون على استجواب محافظ البنك المركزي والحصول على قرار باعادة سعر الصرف او تقليل نسبة الزيادة وان لم يتحقق ذلك يعملون على اعفاءه وهنا نتوقع ان تنضم اليهم اطراف اخرى صوتت الى جانب الموازنة ولكنهم ينظرون للمستقبل القريب.
السيناريو الثالث: ان الكتلة التي وقفت بقوة الى جانب رفع سعر الدولار تشعر بداخلها انها الاقرب لمعاناة الشعب الكبيرة بسبب ارتفاع الاسعار نتيجة لذلك وانها قد حققت مكسبها بفرض الارادة ، وبذلك ترى ان الاستمرار بموقف الداعم لرفع الدولار وارتفاع الاسعار قد يكلفها الكثير والسيناريو الفرعي المتوقع ان تخرج تظاهرة مليونية تطلب برجاء من نواب تلك الكتلة الضغط على الحكومة باعادة سعر الصرف او تقليله (لان المعلن ان وزارة المالية هي صاحبة القرار) وستكون استجابة الحكومة لهم بمثابة الانتصار للشعب وعودة تاييد الجماهير لهم.السيناريو الرابع: هناك شخصية مؤثرة تشعر بداخلها الميل للفقراء والمتظاهرين وللشعب بصورة عامة ونتوقع ان تبادر شخصيا ( او بدعم من شخصية اخرى تحرص دائما ان لا تكون خارج المشهد المؤثر) بالضغط على محافظ البنك المركزي والحكومة ممثلة بوزارة المالية بالعودة الى السعر القديم او تقليل السعر الجديد للدولار.
ومما يعزز فرص تلك السيناريوهات وخاصة الثالث والرابع منها ان مبررات التغيير موجودة او يمكن ايجادها بسرعة وفي مقدمتها ارتفاع اسعار النفط او استغلال مناسبات معينة.