13 رسالة

بقلم إبراهيم الجبين أيلول/سبتمبر 10, 2021 334

 

13 رسالة

هناك من يحاول التواصل معنا. ولا أعرف ما الذي يريده من كوكب عجوز مثل كوكبنا فقد سكانه الأمل؟
من يراقبنا سيشعر أننا في احتضار
لم أكن أعرف أن كلمة أيلول مؤنثة، وهي اسم شهر سبتمبر الجاري الحافل بالأحداث عبر العصور، وربما لا يريد عقلي الاقتناع بأن أيلول ليس إلها آراميا أو شاعرا من الرافدين وبلاد الشام، مثل تموز وغيره.
ويبدو أن أيلول هذا لن يمضي من دون أن يترك في حياتنا آثاره كما اعتاد أن يفعل، فاليوم أعلن موقع “لايف ساينس” أن هناك من رصد إشارة راديو قادمة من الفضاء الخارجي، وحتى لا يتفلسف علينا أحد، فهذه الإشارة لا تشبه أي إشارة طاقة أخرى تمت دراستها سابقا على الإطلاق. أي أنها إشارة حقيقية.
وبناء على أبحاث نشرتها مجلة “الأستروفيزيكال جورنال” فإن مصدر الطاقة “غريب للغاية”، حيث يظهر مشرقا وفعالا في الطيف الراديوي لأسابيع في كل مرة، ثم يتلاشى تماما في غضون يوم واحد.
هذا السلوك، كما يقول العلماء، لا يتناسب مع ملف تعريف أي نوع معروف من الأجرام السماوية. حسب التصوير الراديوي.
تم تسجيل هذه الرسالة 13 مرة، وقد حاول العلماء فك تشفيرها، لاسيما في مرصد نيل جيريلز سويفت، ومرصد شاندرا للأشعة السينية دون جدوى. وما يبعث القشعريرة في البدن تعليق العلماء في ذيل تقريرهم الذي يقول إن “عدم وجود انبعاثات ظاهرة في أي جزء آخر من الطيف الكهرومغناطيسي، يعني الإشارة المرصودة، تمثل شبح راديو غير قابل للتفسير”.
ماذا يعني هذا؟ يعني أن هناك من يحاول التواصل معنا. ولا أعرف ما الذي يريده من كوكب عجوز مثل كوكبنا فقد سكانه الأمل؟
مهلا. هل قلت “كوكب عجوز”؟ لم يكن هذا دقيقا. ففي عمر الأكوان نحن نبدو مثل أطفال بالقياس إلى ما يمكن تخيّله من حضارات. حتى معارفنا يمكن القول إنها سخيفة مقارنة بما قد يكونون توصلوا إليه عبر الوقت. التقدّم في عمر الحضارات يقاس بإنجازها لا بفترات صعودها العسكري والسياسي والاقتصادي. بل بما يجعلها قادرة على الخلود. وهذا صعب ونادر وقد لا يحدث أبدا.
اللحظة التي تمرّ بها الأرض لحظة غير مسبوقة، درجات حرارة خيالية، ارتفاعا وانخفاضا، أمطار مائية في القطب، بعثرة ثقافية هائلة، حروب ودمار، وآخر الأخبار المتداولة عن أن شجرة من كل ثلاث شجرات معرّضة للانقراض، ولا نعرف ما هو وضع الأحياء الأخرى. لا شكّ أن من يراقبنا من بعيد سيشعر أننا في احتضار. وقد يفكّر بمدّ يد العون لنا.
لسنا بحاجة إلى الخيال العلمي لقول هذا. ولا أفق أمام البشرية إلا بالتحوّل الحضاري، والكفّ عن اللعب بالبيضة والحجر. إنما نخشى أن يكون الرقم 13 الذي هو عدد الرسائل، إشارة أيضا إلى أنها ليست للنجدة. بل لحسم الأمور أخيرا.
إبراهيم الجبين
كاتب سوري

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه