أربيل لن تركع
يونس حمد
من حين لآخر تتعرض مدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان الآمن لقصف صاروخي أو بطائرات مسيرة ، وازدادت هذه الأعمال في الآونة الأخيرة ، ومصدر القصف في المناطق التي تتواجد فيها الحكومة العراقية أو تحت سيطرتها، وقوات غير نظامية موالية لأطراف أجنبية. أصبحت أربيل في السنوات العشرين الماضية مصدرا هاما للقرارات السياسية في المنطقة ، فضلا عن مصدر اقتصادي كبير وقوي وعدد متزايد من الناس اجتماعيا ، مع أكثر من مليوني شخص يعيشون حاليا في أربيل ، بشكل متناغم مزيج من القوميات والأديان والمذاهب العامة ، لأن أربيل كانت دائما حريصة على حياة الآخرين. إن قصفه بصاروخ أو صاروخين أو طائرتين لن يجعله يركع ، وستزداد قوته في صراع مع العصور والتطور والتنمية البشرية والتنموية. نعم ، ستبقى أربيل فخورة.
تشتهر هذه المدينة بقلعتها التاريخية ومنارتها القديمة والعريقة .. بعد عام 2003 كانت تلك المدينة ملجأ للمشردين وظهر وسندًا للنازحين من ديارهم ، واستقبلت أربيل اللاجئين هناك بأحسن الخلق وهذه التصرفات السخية لأبناء المدينة الشجعان الذين ناضلوا منذ العصور القديمة لتحقيق الأمان وأصروا على أن يكونوا جبلا في الحماية ليس فقط للكورد ولكن للشعوب الأخرى ، منذ زمن المغول هولاكو حتى الآن. قصف صاروخي ولا دبابات ولا تعبئة لم يؤثر على معنويات أربيل لان هم أصحاب الحق ، أصحاب الكرامة ، وهم يجسدون روح المقاومة في كل وقت. إذا عدنا إلى التاريخ نرى أن مصدر الإنسانية كان في مدينة أربيل ، حيث يعود تاريخها إلى آلاف السنين ، وكانت دائمًا منتصرة على أعدائها ، وهذا الشيء يدل على تلاحم مواطنيها ضد كتلة الأعداء والمقاومة الروحية لمدينتهم الجبارة والكبيرة في كلشي. أربيل موجودة وستبقى شوكة في عيون الراغبين في الإضرار بهذه المدينة الآمنة ، وقصفها سيزيدها بقوة وتصميم وعزم. لطالما كانت أربيل ظهيرة لمن لا مأوى لهم ولا مسكن لهم من بلاء ومآسي ، وباب أربيل (هه ولير) سيبقى مفتوحا للغريب قبل القريب .