تحسين الشيخلي..
عقيدة الخلاص جزء اساسي من الديانة المسيحية كما هي في الديانة اليهودية وقريبة من معتقدات مذاهب وديانات أخرى . وتستند بالاساس الى فلسفة الظلم الذي يقع على البشرية ولا يقهر الا بظهور نبي او شخص له القدرة الألهية على أنقاذها من الشرور … شيء جميل ومهمة نبيلة ومقدسة لمن يختار لأن يكون المخلص … والمسيح هو المخلص في الديانة المسيحية .
وما كان له ان يكون المختار لمثل هذه المهمة المقدسة وهو يعيش بين ظهرانينا . كان لابد وان ينتهي وجوده في الحياة الدنيا ليعاد مرة أخرى في لحظة الخلاص التي يختارها الرب . كما كان لنوح من قبله مثل هذا الدور وبصيغة مختلفة . فمن بداية الخلق وارتكاب ابونا ادم وامنا حواء للخطيئة وحتى نوح مرت البشرية بمراحل من تطور الظلم والابتعاد عن الأيمان بما لا يمكن التخلص منه الا بطوفان ينهي الاول والاخير ولا ينجو منه الا المؤمنيين من اتباع نوح .
ومن نوح والى نهاية البشرية هناك أيمان بأكثر من مخلص ولكن تبقى الفكرة واحدة في مضمونها .
وكلنا نعلم قصة سيدنا المسيح في ليلته الأخيرة حيث اتفق يهوذا الاسخربوطي مع الاعداء للدلالة على شخصيته من خلال تقبيله اثناء العشاء الاخير .. ونعلم كيف كان صدق اتباعه وايمانهم به كبير عندما كان يتمشى في بستان الزيتون مع الرسول بولص واباح له عن مكنون صدره بأن أحدكم سيخونني وأخر ينكرني .. استغرب بولص هذا الكلام وقال له كيف ذلك ونحن انت وانت نحن .. ضحك المسيح وقال له انا اعلم ان احدكم خانني والاخر سينكرني مع صياح الديك ! وفيما هم يسيران وسط البستان قدم الجنود عليهم ومسكوا بولص على انه المسيح بن مريم فقال لهم كلا انا لست هو وبما انهم كانوا اثنان فحتما سيكون الأخر فمسكوا المسيح عندها صاح الديك .. نظر المسيح الى بولص وابتسم .. وكان عذاب بولص النفسي كبيرا الى يوم وفاته .. وكلنا نعلم تفاصيل صلب المسيح وحمله صليبه صليب الخلاص على درب الجلجلة .
يقول اناتول فرانس … هل يمكن لقبلة الخيانة من يهوذا الاسخربوطي ان تكون السبب في خلاص البشرية .. هل يمكن للخيانة والشرور ان تكون السبب في الخلاص منها !!!