أربيل لم تنم في رأس السنة

بقلم زيد الحلّي كانون2/يناير 03, 2022 226

أربيل لم تنم في رأس السنة

زيد الحلّي

امس ، عدتً من زيارة الى اربيل ، وكانت آخر زيارة للمدينة تمت قبل سنتين.. وقد دهشتُ للفارق الايجابي بين الزيارتين ، فمساحة الاعمار اتسعت ، وتجميل المدينة زاد ابهارا وكأنك في مدينة خليجية او اوربية ، فشوارعها التي تشبه مدرجات مطار حديث  في سلاستها ، وانظمة المرور غاية في الانسيابية ، مجسرات وانفاق تحدت جلمود صخر الجبال ، جعلت من المدينة واقضيتها وحدة مترابطة ضمن شبكة مواصلات رائدة في التنظيم.

لن احسد اصدقائي في اربيل ، على ما لمسته من تطور، لكني ارثي حال محافظات اخرى في وطني، زادت فقرا وخرابا.. وصح القول: توجد مدن نسكنها، واخرى تسكننا.. ومثال ذلك، وجدتُ في  مدينة اربيل كثافة سكانية وحركة دائبة، لكني لم اسمع ضجيجا وازعاجا مرورياً ، ولمستُ نظافة رائعة في الشوارع ، فقلت في نفسي ، لو قامت كل أسرة  بالتنظيف حول بيتها، لأصبحت كل مدن العراق نظيفة ، وذلك يعد من  اهم المظاهر الراقية، فالحركة الفاعلة في الحياة والبناء، الى جانب نعمة الهدوء، احدى سمات الحياة في مدينة فيها هندسة التناسق، ودقة التنظيم..

لقد اصبحت  معظم محافظات الوسط والجنوب  ، مدننا غير التي نتمناها  ، بعد ان خبأ ضياء شمس  فيها ، وسط زئير البطالة وصراعات اخوة السياسة ، حتى ضاعت امام اعين مواطنيها نجوم المستقبل ،  وراء افق مزروع في سراب المخيلة ..  لقد انطفأ الحلم في وجدانهم ..

بلا شك ، هناك جمال يضج بالحياة وجمال بارد باهت لا روح فيه ، وكلاهما جمال، الفرق ليس في التفاصيل والملامح، ولكن في الأثر الذي يتركه هذا الجمال أو ذاك على نفوس وقلوب من يراه..هكذا هي المدن ، جمالها يتمثل في الصخب الحياتي الذي تعيشه ، فيبعث الامل في النفوس  والتطلع الى الامام ، بدلا من العبوس والنظر الى الخلف .

 ان الصخب يعني الحياة ، وعدم الخوف ، يعني الفرح ، الغناء ، الضحك ، الموسيقى ،  انه روح المدن، فما من مدينة تمشي في أزقتها وتعبر شوارعها وتحدث ساكنيها إلا ويبدو واقعها شامخاً من خلال ذلك كله ..

 قضيت ساعات لن تنسى في ليلة رأس السنة ، تجولت مع الاصدقاء في برد قارص في شوارع اربيل التي لم تنم ، كان جمال الغيوم وهي تناغم السماء من أجمل ما يكون ، حتى طائر النورس  لاحظته مرحباً بقدوم زائري اربيل ، مبتهجاً بما يراه .  لقد شاركت عوائل المدينة وافواج السياح  الفرح والسعادة والضحك بميلاد سنة جديدة ، وانهاء سنة من اعمارنا !

مبارك السنة الجديدة ، مع الامل ان تكون فاتحة خير وسرور على الجميع.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه