"الحزب التاريخي والحزب الطاريء".

 د. شاكركتاب

   1- ينقسم المشهد السياسي العراقي الى فصول وأجنحة وكيانات سيصل عددها قريبا الى عدد نخيل العراق بسبب الفوضى التي لم تترك مجالا الا ودخلته.

 2- من هذه الأحزاب ما هو أصيل ذو قضية واضحة وأهداف وطنية محددة ومنها ما لا يمتلك

رؤيا ولا قضية ولا اهدافاً بمعناها المفهوم.

3-فالحزب التأريخي ينبثق من ظروف موضوعية تأريخية قاهرة والحزب الطاريء تأسس بناء على قرار لشخص واحد او لعدة أشخاص.

4-  الحزب التأريخي يتبنى قضية تاريخية كبيرة بغض النظر عن اتفاقنا معه بشأنها أم لا.   والحزب الطاريء لا قضية لديه سوى تحقيق غايات المؤسس او المؤسسين.

5- وغايات الحزب التاريخي ان يحقق اهدافا تتعلق بمصير الوطن والشعب في وقت تكون اكبر غاية للحزب الطاريء ان يفوز المؤسس بالانتخابات. 

6- بمعنى ان الحزب التأريخي أهدافه وطنية مصيرية بعيدة المدى والحزب الطاريء اهدافه انتخابية تنتهي بفوز او فشل المؤسس  بالانتخابات. 

7-  تنعكس هذه الحقيقة على التحالفات فالحزب التأريخي يتحالف مع من لديه معه مشتركات فكرية او سياسية كبيرة او مواقف مشتركة والحزب الطاريء يتحالف مع من يحقق له أصواتا انتخابية أكثر حتى ولو كان من العفاريت. 

8- الحزب التاريخي باقٍ مهما امتدت به السنون ما دامت قضيته باقية وأهدافه قائمة ولا علاقة لوجوده ببقاء رئيسه على قيد الحياة أو يموت او يغادر الحزب او يفصل في حين الحزب الطاريء يموت بموت رئيسه او بقرار شخصي منه. 

9- وهذا له صلة بالحياة الديمقراطية الداخلية التي يمارسها الحزب التاريخي إذ بإمكانه -بل يلتزم - بإجراء انتخابات للقيادة قد يبقى جراءها زعيمه وقد يتغير. أما الحزب الطاريء فالقائد مخضرم ثابت عنود صامد ويا جبل متهزك ريح. 

10-جماهير الحزب التاريخي ثابتة وقواعده راسخة وشريحته الاجتماعية باقية وتتفاعل معه ما دام الطريق واسعا للنضال والعمل اما الطاريء فجمهوره مؤقت محدود ينفض عنه بعد انتهاء الوليمة او انقطاع المساعدات. 11

- يمتد الحزب التأريخي في كل أنحاء البلاد وقصباتها والطارئ يتحدد بمحل إقامة وسكن القائد المؤسس ومضرب عشيرته وأبناء عمومته. 

  12- بهذا تصبح قضية الحزب التأريخي قضية شعب بأكمله او على الأقل طبقة منه وشرائح أساسية ولا نجد أي تعارض بين مصلحة الشعب ومصلحة الطبقة الأوسع والأكثر تأثيرًا في حين قضية الحزب الطاريء هي قضية العشيرة في أحسن الأحوال ان لم تختزل لتغدو قضية فخذ من أفخاذ العشيرة أو رئيس الحزب شخصيا.

اللهم هل أبلغت