ماقل ودل
د . عبد الكريم الوزان
" أطرش بالزفة "!!
مثل شعبي تتداوله شعوب عربية واسلامية كثيرة . والمقصود بالأطرش في الزفة الشخص الذي يرى الناس وتمايلهُم وزينتهُم في الأعراس ولا يسمع الأصوات أو يُميز بين من يُغني ومن يندبُ حظهُ ، ويُضرب على الجالس في اجتماع أو مجلس ما ولا يفهم شيئاً (1).
وبمناسبة قرب اعلان تشكيلة الحكومة الجديدة أوردنا هذا المثل لنقول : لقد صُكت آذاننا تكرار ترديد مفردة " الديمقراطية " التي جيء بها لبلدنا ( مسلفنة وحارة ) منذ غزو العراقي في العام 2003 وحتى الان لم نر طحينا . والـ ( ديموقراطية) : كلمة يونانية تعني من ضمن ماتعنيه اشتراك الشعب في حكم نفسه ، وسلطة الشعب ، او يمكن القول نظام الحكم الذي يقره الشعب في كل تفاصيل الحياة وهكذا.
ومع إن هذه الكلمة ماتزال "مستهجنة" لاعتبارها لدى البعض ضحك على الذقون ، نجد أن بعض دعاتها يقيمون الدنيا بها ولايقعدونها وهم يعلمون انها مجرد تقليد ( كوبي بيست ) لما موجود في بعض دول الغرب وكأنهم ( أطرش بالزفة )!!..
" الديمقراطية" المزعومة أيها السادة يبدأ تطبيقها على شعب يتمتع بحياة حرة كريمة ، يعيش بأمان ، مؤسساته مستقلة، شبابه يعمل ، تعليمه متطور، أبناؤه يرفلون بعزة تحت سقف واحد وليس في الشتات ، رايته خفاقة لاتثلمها رياح صفراء ، يفتخر بتأريخه لايتناساه، عقيدته راسخة ، وطنيته متقدة ، ينأى عن المذهبية والبغضاء والكراهية ، يفتخر بعروبته ، ترفع له القبعات خارج سوره الكبير ، عندها مرحى بالديمقراطية .
بربكم أيها المطبلون.. تذكروا ذلك ولاتتنكروا له وأنتم تعلمون .. فتكونوا ( كالأطرش بالزفة )!!.
1- بتصرف وتعريق ، محمود الجاف ، الأطرش بالزفة ، دنيا الوطن ، 11-1-2020