.حديث الناس : الساسة لا يغضبون .
من حسنات الساسة الماهرين انهم لا لايزعلون من النقد ولا حتى من السب والشتم ، لانهم ثعالب بطريقة احتواء الاخرين ، ودائما الدهاء يكمل نقص مظهرهم .
وحينما يقلدهم الاخرين من نخب المجتمع " تضيع عليهم المشيتين" كما يقولون ، مثلا ؛
اذا قلدهم شيخ العرب هبط وسقط ، لسهولة دخوله المعترك وعدم قدرته على الانسحاب سالما .
في فترة التيه التي مر بها العراق بعد الاحتلال ، لجأ الناس إلى العشيرة لحمايتهم من ضيم وجور الطائفية وانفلات الامن ، ظنا منهم ان العشيرة متماسكة كما كانت سابقا ، ولها القدرة على استيعاب مشاكل أبنائها وحمايتهم ، فوجدوا كثيرا من القيادات العشائرية تائهة و بعضها مبيوعة ، وأخرى اصابها الضعف والهوان والانحراف عن القيم والاعراف ، والشيوخ الثابتة على المباديء بعدد أصابع اليدين .
والاجيال الجديدة تصورت مايجري من سلوكيات في نظام العشائر الحالي هو السلوك الاعتيادي الصحيح ، ولايعرفون ان السلوك العشائري الحالي هو دخيل وطارئ .
و يتمثل في :
-- استخدام سيء لفن المراوغة
، لإخفاء الحقائق في المشكلات والفصول العشائرية .
-- صناعة الفتن وتغذيتها لضمان استمرار وجودهم في الساحة اسوة بالسياسيين .
-- كثرة الانشقاقات والتكتلات بحيث أصبح للعشيرة الواحدة وفي كثير من الاحيان ، شيخان عامان( من نفس العائلة او قريبا منها) ، ولكل واحد منهم مجموعة مؤيدة منافقة ، مقابل ترأسهم لأفخاذ فضائية .
-- اما ابناء العشيرة من المثقفين والكفاءات والنخب ، كان الله في عونهم وزادهم صبرا ، فلا يستطيع الشيخ الحدث مجالستهم في السراء لانهم أكثر دراية وأركز منه ، لكنه يلجأ أليهم عندما يغوص في الوحل فقط .
كنا سابقا نسمع ان الهر يفرح بعزاء أهله ، ليملئ بطنه من مائدة العزاء في أيام الجدب ، والآن نرى بعض شيوخ العموم واقزامهم يفرحون اذا اصاب احد بيوتات عشيرتهم كدر او خصام مع الاخرين ، ويعتبرونها فرصة ثمينة ليُظهر الشيخ المستجد حنكته ، ويؤكد حضوره ، ويتسابق مع منافسه حتى ( يعدل المايلة) .
وشيخ مستجد آخر ، كان فلاحا عند شيخ عشيرته الاصلي ، تنمر وتمرد عليه .
وآخر مُدعي ، ان رصيده من الرجال المئات ، لدعم مرشح للانتخابات بأصوات عشيرته ، في حين انه لايحكم حتى عائلته ، فغلب مرشحا للانتخابات لعوبا مثله .
السؤال ؛
ايهما الشاطر ؛ السياسي المرشح ، ام الشيخ المستجد ، او الشيخ الاصلي ؟.
اترك الإجابة للمرشح ليتعلم الدرس ، وللشيخ النائم الاصلي كي يصحوا من نومته ، والقارئ الكريم من حقه ان يقرأ المعوذات .
ومن طرائف اهل الحسجة العارفين من شعراء البادية ، انه ذهب إلى أحد اصدقائه من الشيوخ الجدد فوجده يتفاوض مع المحتل بخصوص مقاولات ترضية بمعنى ؟؟. .
فانشد يقول :
ماكافي نخرت الضرس ياسوس...
عرفتك ماتصير خلال ياسوس ...
أخَبرَكْ شيخ .. ليش اصبحت ياسوس...
وكطعت الكرامة كَيد نية ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الدكتور حسين العويسي