أحزاب الورق

بقلم ‏د. حسين العويسي آذار/مارس 31, 2022 143

أحزاب الورق

 

د. حسين العويسي

الاحزاب العراقية القديمة عددها أقل من أصابع اليد الواحدة في العراق ، وهذا العدد معقول لدولة بحجم العراق .

الاحزاب التي تسمي نفسها عريقة فشلت في إدارة الدولة على مدار عقدين من الزمن ، لانها أهتمت بمصالحها الحزبية والشخصية لاغير ، وبعضها أرتبطت مصالحها بمصالح دول اخرى .

في حين بلغ مجموع الاحزاب العراقية الجديدة الورقية أكثر من ١٧٠ حزبا ، برامجها مكتوية على الورق الجميل بأرقى الأهداف واحلى التسميات وتنتهي عناوينها بالوطنية ، قسم منها تحمل افكار راقية ولكنها صعبة التطبيق في أجواء الطائفية والعنصرية المتداولة ، وأخرى بأفكار وايدلوجيات طائفية عفى عليها الزمن ولاتصلح الا للمتخلفين .

ملفاتها منضدة على الرفوف وفي ذاكرة الحواسيب فقط ، الغاية من تشكيلها لأغراض انتخابية وشخصية.  برامج معظم هذه الاحزاب لا تلامس تطلعات الشعب ، والتجربة الفاشلة لتلك الاحزاب طيلة العشرين عاما المنصرمة التي كانت مريرة على الناس بكل المقاييس تؤكد ما ندعيه . ‏

اكثر من أمين عام حزب عراقي يعدون انفسهم قادة ومؤسسين لأحزابهم الحالية ، لكنهم عندما فشلوا بأعادة انتخابهم رئيسا للحزب ، قاموا بتأسيس احزابا جديدة ليكونوا على رأسها مرة اخرى .

 ضعفت نشاطات الاحزاب في وسط وجنوب العراق بشكل ملموس نتيجة الهيمنة الدينية المطلقة على المجتمع الجنوبي ، إضافة الى اندلاع شرارة  تشرين ، التي ادت الى صعوبة استمرار تلك الاحزاب بما فيها الاحزاب الدينية ، حيث تقدم الصفوف ثوار تشرين بوطنية نادرة في وقت قل فيه الوطنيون .  ‏

اما الاحزاب في المناطق الغربية ، فهي احزاب مناطقية جهوية لافائدة منها الا للأنتخابات والكشخة وأعطاء امينها العام عنوان سياسي في حال فشلة للحصول على مقعد نيابي او منصب حكومي ، وهذا ينطبق على احزاب الاقليم مع بعض الفروقات القومية والفكرية .

نعتقد ان جميع الاحزاب العاملة في العراق بحاجة إلى وقفات لمراجعة سلوكياتها من حيث البرامج والاهداف ، بواقعية وتجرد ونكران ذات ، بالرغم من انها استهلكت نفسها بعض الشيء ، ومعظم الاحزاب العراقية تدعي الديمقراطية لكنها تخلوا من الديمقراطيين .

 ‏في حديث لسيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم ، يقول : ( اني أباهي بكم الامم يوم القيامة ) ، والمنطق يقول ان معظم ساسة العراق وقسم كبير من حاشيتهم خارج نطاق هذا الوصف للحديث الشريف . ‏

 ‏ ونعتقد ان عدم معالجة الفشل في السياسة والادارة من قبل الاحزاب الحاكمة له سببان ؛

 ‏-- عدم وجود الرغبة في معالجة أسباب الفشل .

 ‏ -- عدم القدرة على المعالجة ، او بتوصية من دول اخرى للبقاء على ما هو عليه .

الحلول والمعالجات .

--------------

-- استدعاء اصحاب الاختصاصات العلمية لإعادة ترتيب ماخربه الجهلة والغاء القوانين الجائرة باستبعادهم .

-- استدعاء السيادة والعض عليها بالنواجد .

--  القضاء على السلاح المنفلت فورا  وتحديد الفاسدين واتخاذ مايلزم بصددهم .

-- وضع الجيش على الحدود للتدريب والامن وحماية الثغور .

 ‏الخلاصة

 ‏------ .

 ‏الاحزاب الورقية اهتزت في اول عاصفة ، فحدثت الانشقاقات والاصطفافات في الاحزاب الشيعية والكردية والسنية ، ‏ وعادوا إلى الطائفية والمحاصصة عندما تضررت المصالح .

 ‏ والنموذج الطائفي الجديد يُعلن بعنوان الطائفة ، بملئ الفم امام الناس  ... دون حياء .

 ‏ اما الوطنية التي نادى بها أخيار الشيعة والسنة صارت اعتداء صارخ على المشاعر في نظر الاخرين ، وتبين ان الوطنية في العراق هي ..نكتة المرحلة.. . ‏

( ‏عار وأنجلى عنه الغبار ) . ‏

 ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 ‏ 

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه