أحزاب الورق
د. حسين العويسي
الاحزاب العراقية القديمة عددها أقل من أصابع اليد الواحدة في العراق ، وهذا العدد معقول لدولة بحجم العراق .
الاحزاب التي تسمي نفسها عريقة فشلت في إدارة الدولة على مدار عقدين من الزمن ، لانها أهتمت بمصالحها الحزبية والشخصية لاغير ، وبعضها أرتبطت مصالحها بمصالح دول اخرى .
في حين بلغ مجموع الاحزاب العراقية الجديدة الورقية أكثر من ١٧٠ حزبا ، برامجها مكتوية على الورق الجميل بأرقى الأهداف واحلى التسميات وتنتهي عناوينها بالوطنية ، قسم منها تحمل افكار راقية ولكنها صعبة التطبيق في أجواء الطائفية والعنصرية المتداولة ، وأخرى بأفكار وايدلوجيات طائفية عفى عليها الزمن ولاتصلح الا للمتخلفين .
ملفاتها منضدة على الرفوف وفي ذاكرة الحواسيب فقط ، الغاية من تشكيلها لأغراض انتخابية وشخصية. برامج معظم هذه الاحزاب لا تلامس تطلعات الشعب ، والتجربة الفاشلة لتلك الاحزاب طيلة العشرين عاما المنصرمة التي كانت مريرة على الناس بكل المقاييس تؤكد ما ندعيه .
اكثر من أمين عام حزب عراقي يعدون انفسهم قادة ومؤسسين لأحزابهم الحالية ، لكنهم عندما فشلوا بأعادة انتخابهم رئيسا للحزب ، قاموا بتأسيس احزابا جديدة ليكونوا على رأسها مرة اخرى .
ضعفت نشاطات الاحزاب في وسط وجنوب العراق بشكل ملموس نتيجة الهيمنة الدينية المطلقة على المجتمع الجنوبي ، إضافة الى اندلاع شرارة تشرين ، التي ادت الى صعوبة استمرار تلك الاحزاب بما فيها الاحزاب الدينية ، حيث تقدم الصفوف ثوار تشرين بوطنية نادرة في وقت قل فيه الوطنيون .
اما الاحزاب في المناطق الغربية ، فهي احزاب مناطقية جهوية لافائدة منها الا للأنتخابات والكشخة وأعطاء امينها العام عنوان سياسي في حال فشلة للحصول على مقعد نيابي او منصب حكومي ، وهذا ينطبق على احزاب الاقليم مع بعض الفروقات القومية والفكرية .
نعتقد ان جميع الاحزاب العاملة في العراق بحاجة إلى وقفات لمراجعة سلوكياتها من حيث البرامج والاهداف ، بواقعية وتجرد ونكران ذات ، بالرغم من انها استهلكت نفسها بعض الشيء ، ومعظم الاحزاب العراقية تدعي الديمقراطية لكنها تخلوا من الديمقراطيين .
في حديث لسيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم ، يقول : ( اني أباهي بكم الامم يوم القيامة ) ، والمنطق يقول ان معظم ساسة العراق وقسم كبير من حاشيتهم خارج نطاق هذا الوصف للحديث الشريف .
ونعتقد ان عدم معالجة الفشل في السياسة والادارة من قبل الاحزاب الحاكمة له سببان ؛
-- عدم وجود الرغبة في معالجة أسباب الفشل .
-- عدم القدرة على المعالجة ، او بتوصية من دول اخرى للبقاء على ما هو عليه .
الحلول والمعالجات .
--------------
-- استدعاء اصحاب الاختصاصات العلمية لإعادة ترتيب ماخربه الجهلة والغاء القوانين الجائرة باستبعادهم .
-- استدعاء السيادة والعض عليها بالنواجد .
-- القضاء على السلاح المنفلت فورا وتحديد الفاسدين واتخاذ مايلزم بصددهم .
-- وضع الجيش على الحدود للتدريب والامن وحماية الثغور .
الخلاصة
------ .
الاحزاب الورقية اهتزت في اول عاصفة ، فحدثت الانشقاقات والاصطفافات في الاحزاب الشيعية والكردية والسنية ، وعادوا إلى الطائفية والمحاصصة عندما تضررت المصالح .
والنموذج الطائفي الجديد يُعلن بعنوان الطائفة ، بملئ الفم امام الناس ... دون حياء .
اما الوطنية التي نادى بها أخيار الشيعة والسنة صارت اعتداء صارخ على المشاعر في نظر الاخرين ، وتبين ان الوطنية في العراق هي ..نكتة المرحلة.. .
( عار وأنجلى عنه الغبار ) .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.