بالقلم العريض وبحسب مقياس ريختر

بقلم مثنى الطبقجلي كانون2/يناير 31, 2017 817

بالقلم العريض وبحسب مقياس ريختر ..
وقع الرئيس ترامب.. قرارات  زلزالية  رئاسية ..  
 قرارات ارتدادية انفعالية ستطال  العالم باسره..
مثنى الطبقجلي
  بالقلم العريض خط الرئيس  الامريكي  دونالد ترامب قراراته التي انهى  بها اول اسبوع من حكمه لأغنى واقوى واعتى دولة في العالم  ،موقعا اياها توقيعا زلزاليا  بموجات ارتدادية حملها شكل التوقيع نفسه وتصميم صاحبه للمضي قدما في تنفيذ ما وعد وهدد ..
    وهو يلفت اليه الانظار في حركات مسرحية متناسقة   استدار بها وهو يسلم قلميه الزلزاليين  الي نائبه ووزير دفاعه    كان المشهد واضحا والايحاء اكثر وضحوها انه سيسير على النهج الذي اختطه دفاعا عن امن بلاده ولو كان ذلك على حساب شعوب استأمنته فارسلت اليه من ضاقت بهم سبل العيش ومسهم الارهاب مسا جنونيا    هذه الشعوب التي تدفع   اليوم ثمن حريتها ومن جاءوا لها بالارهاب الداعشي ثمنا لحريتها  وسيادتها الناقصة ودما ودموعا وهجرات متلاحقة  تتعرض اليوم لكافة انواع العسف والتنكيل في دول الشتات..
  الى ايام قليلة كنت اتصور ان ماذهب اليه  الرئيس ترامب في خطاباته  لايعدو تقليعة احداث اراد ان يكتب عنها الجميع في الداخل والخارج  ويٌمسطر العالم بحسب اهوائه  وظنونه...!!  ولكنه كان فيما فعل واتخذ من قرارات يُقرن بها  القول بالفعل ..
     ووجدناه وماخيل لنا إنها حركات بارعة كانت تترجمها احاسيس بصمات  ابهامين  لم تتوقفا عن تاكيد الذات التي تدفعها ترميزا  وكتابةَ انفعالية لازمته في كل تحركاته وزياراته للكونغرس والكاتدرائية والمخابرات واخيرا البنتاغون  .. ليستلم العالم منه وقع بصماته وخطواته ..
     وكانت استدارة الرئيس بملف القرار الموقع  اي كان ،طابعه وتوصيفه الملازم له إنما  اراد ان يؤكد للجميع وللارهابيين الذين يتخفون بعباءة الاسلام  هذا الدين المحب للعدل والسماح والانسانية إنه إن "قال فعل"ولكن ليس ضد من اساء وفجر ونحر ونشر الرعب في العالم   مرضيا غرور فئة ترى فيه انه المنقذ لها مما قد يطال امريكا من ارهاب هم صنعوه وهم الان يريدون اجهاضه باي ثمن ..؟
     شعاراته التي ترجمها الى حقيقة  يبدوا انها اخذت منه ماخذا صارت  تلازمه  في كل  تداعياتها سواء على مستويات اقامة الجدار العازل مع المكسيك ام اقامة منطقة عازلة للمضطهدين السوريين ومواجهته  لما يسميه بالارهاب الاسلامي الراديكالي متخذا من بسطاء الناس من اصحاب وحملة هذه الديانة السماوية المحمديه الهاربين من سطوة حكوماتهم والمليشيات والاحزاب الطائفية  اهدافا لعقوبات اوقعها حتى بمن حمل وثائق الكرين كارت وتاشيرات الدخول القانونية..
     ولعل  ما حدث في مطارات الولايات المتحدة وردود الافعال الداخلية والعالمية التي قوبلت بها قراراته التنفيذية حدثا  مؤلما مس المشاعر فاختلط الامر حتى المنفذين من رجال ونساء سلطات المطارات والهجرة ووقع الكثير من العسف بحق ابرياء لم يميز بينهم قانون امني اعمى في تطبيقه لايفرق بين الحق والباطل ..
     فاحترق الاخضر مع اليابس وفاحت منه روائح بغيضة كان اول من تصدى لها المنظمات الانسانية وحقوق الانسان الامريكي  قبل ان تتصدى له دول بعينها ممن شملها القرار المجحف ضد رعاياها ..
   وهكذا ابتدأ في وعيده  قُدما ومن اول قرار اتخذه  راح يسير مسرعا  في تنفيذ ما وعد وهدد  في العراق وسوريا وايران والصين بدءا بالمكسيك جارة يتهدد  فصيل من ابناؤها  امن بلاده ومصالحها ..
    من حق امريكا او اي بلد في العالم حينما يتعرض امنه الداخلي وحتى القومي للخطر ان يتخذ سلسلة اجراءات تقيِها من  ينابيع  الدم التي يفجرها  الارهابيون في الشرق الاوسط  وغيرها من مناطق التوتر والمهاجرين غير الشرعيين  دفعا لاحتمالات ان يتسرب من هولاء من يتسرب لتنفيذ جرائمه ملقيا  احمالها وتداعياتها  ليس على شعب الولايات المتحدة وانما على رعايا الدول الاخرى والمهاجرين  الشرعيين القادمين بحثا عن الحرية والامان .
  هذه التوقيع الزلزالي  وقع بامضائه  الرئيس جل قراراته واوامره وحينما تتفحصه مليا تلمس منه غاية ووسيلة ايحائية  اراد بها ان يرسل رسالة الى كل الشعوب المقهورة وحتى تلك التي شملتها قراراته المجحفة بحق زائريها او طلاب اللجوء اومن استجمع كل امكاناته المادية لكي يقدم الى بلد مثل امريكا يجد فيها ضالته  عيشا آمنا فيها وبما تبعده عن الظروف القاسية في بلده الام ..
     ما قصده الرئيس ترامب عن عمد وسبق اصرار  من توقيعه الزلزالي هو ان يُري العالم نموذجا من قرارته التي يامل ان تاتي تباعا خلال فترة المائة يوم التي امس تسعون والتي صاغ فيها   قراراته  التنفيذية ذات البعدين الوطني والقومي وافرغ فيها غضبه على داعش ومن صنعها وعلى دول تصدر الثورات وتصنع بؤر التوتر في المنطقة واعالي البحار  مثل ايران ..
 وبذلك جاءت الاوامر واضحة وصارمة للدفاع والمخابرات ان يستعدا لتدمير داعش تدميرا كاملا واقرن قوله بالعمل في اصداره تفويض  الغارة التي نفذتها القوات المحمولة جوا الامريكية على قاعدة للقاعدة في اليمن ... ودعوته للبننتاغون لاعداد خطط مكافحة اتنظيم الدولة خلال شهر من الان في مواجهة الارهاب وبما يتصدى له ولحواضنه ومناطق امداده ودعمه اي كانت وفي مقدمتها لي اذرع ايران الارهابية والنووية     ..
      هو توقيع استثنائي تنازلي وتصاعدي في انحناءاته وكأنه اراد به ان  يجذب انتباه العالم له وبخاصة اولئك القادة ممن  اعمت عيونهم المصالح الضيقة  في استشراء الفساد في حكوماتهم وكانت ايحاته واضحة للقيادات والاحزاب الاسلامية الممسكة بالسلطة منذ 14 سنة في العراق و التي لم تجلب له إلا الخراب والاغراب الذين يعيثون فسادا فيه واغراقا لاهله في الفقر والجوع والتصدع الطائفي والقومي بافعالهم هذه التي تتحمل جزءا كبيرا منها الادارة الامريكية السابقة ...
    لم يغفل ترامب ان يكشف امرها ويحملها المسؤولية معا بايقادها الفتنة واتيانها بهولاء الفاسدين  والظالمين الُركعِ السجود كِذباَ وزيفا  ممن استحوذَ  ضعفهم امام المال والرشا  بعدما اعمت عيونهم طائفية الاحقاد الموغلة بالقدم على عقولهم المريضة ..هم وغيرهم  برايه من  يتهددون مصالح بلاده والامن والسلم الدوليين معا  ووجب اجتثاثهم ..!!
    القرار الذي اخجل الامريكيين قبل قادة اوربا هو منع حملة الكرين كارد وتاشيرات الفيزة  من اصحاب اللجوء الانساني  من دخول امريكا  ، هولاء المتعبين من ضنك سفر طويل ومطبات جوية ليستقبلوا استقبال المشكوك في امرهم رغم ان معظهم تعرض لاجراءات امنية اخذت منه وقتا طويلا ،لكنه قوبل واستقبل استقبالا غير حسنا  ..
      كان وقع القرار وطرق تنفيذه سيئا ليس على البلدان السبع التي شملها بعدما رات كيف عومل رعاياها في منافذ الدخول ، وانما هناك بلدان تستشعر انها ستكون الهدف القادم لتلك القرارات ان لم تراجع خلال فترة المائة يوم ..والتي ابتدأت سلطات الهجرة الامريكية بفرزها وابعاد اي من حالات التعسف والتعنيف  على اسس من الانتماء الديني والمناطقي  .
      امريكا كما نراها امة  حية خرج كل بُناتها الاوائل ممن استعمروها بعدما جاءوا اليها من اوربا طلبا للحرية واتقاء للظلم في بلدانهم ،هي حينما تتظاهر  منددة  اليوم ضد هذا القرار إنما تستجمع شجاعة الرواد الاوائل وقادتها العظام لاحياء تقاليد مواجهةٍ، تحاول ان تخرق ثوابت الدستور الامريكي الضامن للحريات ومنها حرية العبادة والتعبير والتظاهر ...
    فتًجمْعَ  اليوم من تَجمعْ والتئم في رايات وهتافات منددة بهذا القرار مستهدفين  التراجع  عنه وتقويم الرئيس . في مواجهة المستقبل التي نراه إن استمر الحال فيه كما يجري هو ليس عودة عن بنوده وانما هي علامات ساعة قادمة في الافق ..!!
   الاسلام سيدي الرئيس دونالد ترامب لو رجعت حقا الى كتابه المنزل القرآن الكريم والى الشريعة التي جاء بها نبيه ومن بعده انما كان دين حق وسلم واطمئنان ومحافظة على حقوق الناس وحق المراة وسبقت قوانينه في الارث وبيت المال والتعامل مع الشعوب والاديان الاخرى كل قوانين العالم منزلة ورقيا في وقتها ولازالت .. "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وأنثى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ، إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"...
وكلام الله هذا  بلا شك مرً عليك  وتتذكره وانت تطلرق اليه جيدا في حفل تنصيبك ..
ما اراه في هذه التظاهرات المناوئة للقرارات الانفعالية اوالتي لم تستكمل متلازمتها  الوطنية الحقيقية إنها جاءت من هذا المنظور فتلك ليست اهواء متظاهرين بل هي فصول تاريخ امريكي قام بنائه على  اسس من الديمقراطية والحرية  والتضحية ومعارك الاستقلال ..
      ولك ان تعلم إن هذا المجتمع الامريكي  المتسامح الذي اتى بكم وباوباما رؤساءاَ له  .. لايُستبعد ان ياتي مستقبلا  برئيس من هذه الاقوام التي اتت بارادتها وليس الافارقة الذين اتيتم بهم صيدا وفيرا  وعبيدا قبل ان يتحرروا  ..
     وليس من حقكم حينما تاتي امريكا  اقوام اخرى تتسع لها ارض الله الواسعة لتذيقون هولاء الجدد الذين اتوا بملء ارادتهم  مرارة الانصهار  وبعبودية من نوع جديد..في مجتمع  انجب قادة وعلماء ومفكرين من الاقوام الوافدة..
     سيدي الرئيس ترامب ارجع عنها اينما ترى فيها مسا بحقوق الانسان  والثوابت والدستور وليكن هولاء القادمون    الجدد سًلالماَ للبناء والتطوير التي ستُجدًد  من منظمات البناء الروحي والمادي للمجتمع الامريكي فيما  لو احسنتم اختيارهم وقبول انتماء  الصالحين منهم  بناةَ جدد في مجتمعكم الديمقراطي  ..
     فليس بعيدا بل ومستبعدا ان يولد من اجيالهم القادمة  رئيسا كما ولدت انت وكما ولد اوباما وال43 رئيسا ممن حكموا امريكا على امتداد قرنين ونصف من الزمان"  ..
كاتب من العراق



باهر/12

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه