لماذا لا يستجيب الحاكم لشعبه
د.حسين العويسي
لايستجب لأنه لايستحي من الله سبحانه ، لتحوله من متسكع إلى ملياردير ففقد قطرة حيائه وجلاسه ، وابقي الحياء على جباه الوطنيين بغض النظر عن درجاتهم العلمية وقيمهم المجتمعية حددت ذلك .
الحياء قضية معنوية وشرفية يحملها ويحافظ عليها صاحب الغيرة والشرف في اللحظة التي تفرضها الرجولة ، ويستجيب لها الوجدان ، يهبها الله سبحانة لمن يشاء ولا يلقاها الا ذو حظ عظيم .
من يحترم العفة يستجيب لمتطلباتها بأخلاص ، ومن ينوي خدمة شعبة ، يؤمن احتياجاته مهما كلفه الامر ، بدون مٍنّة وبلا مناشدات .
وصاحب الشرف الرفيع مَنْ يؤدي خدماته للناس من خلال وظيفته الحكومية ، ويحميهم من الرئيس وحتى صاحب ادنى درجة وظيفية ادارية او علمية بأمانة واتقان .
الحيوانات ذات المخ البدائي تحب و تحن لمولودها وحنين الناقة مثالا .
فكيف بأنسان رزقه الله عقل وحواس يشعر ويتحسس بها اوجاع الاخرين ، ويمتلك سلطة فاعلة مقابل خدمتهم بصلاحياته العظيمة ، القائد الحقيقي يفرح لفرحهم ويحزن لألمهم ، وهو مكلف لخدمتهم وحمايتهم قانونا وشرعا .
وهبهُ الله وجاهة دون سواه ، وولاه امر الناس بمختلف اديانهم تحت خيمة الوطن وبقوة قوانين المجتمع وفي اي جغرافية يسكنها .
السؤال :
لماذا لايستجيب المسؤول الذي بيدة إدارة الدولة لإحتياجات مرؤسيه ؟. واموال العراق وفيرة وتحت تصرفه لإنفاقها بما يرضي الله والانسانية ، وهو يعلم ان الله سبحانه سخره لخدمة الناس ، ويعلم جيدا ان حسابه عسير يوم الدين إن قصَّر ولم يعدل بين رعيته .
اذن لابد من وجود اسباب ودوافع قاهرة تمنع ولي أمر المجتمع من تلبية طلباتهم ، مع وفرة الموارد فوق الارض وفي باطنها ، مقارنة بموارد الدول المجاورة التي تعيش عيشة افضل من حياة العراقي المهدد بالموت الفقر والجوع بأية لحظة .
الاجوبة المحتملة الاتي ؛
اولها عدم كفاءة القائد في ادارة الدولة ، او ان هنالك جهة لاتسمح له بناء مادمرته آلة العدو الحربية ، وتمنعه من استثمار الموارد بشكلها الصحيح ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب .
والامر المهم غياب التخطيط العام لمشاريع الدولة وتوجيه الوزارات .
او ليبقى العراق تابعا للخارج مقابل تدوير قياداته الفاشلة ليبقى تسلسله في ذيل قائمة الدول الفاشلة .
الحكومات بعد الاحتلال حجمت نفسها في منطقة معزولة عن الشعب اسمها الخضراء ، حجرت مقراتها بمكان كانهم فيهم وباء معدٍ ، وسجنوا انفسهم بسجن مسور بجدران كونكريتية مجهزة بأبواب حديدية لها مداخل ومخارج تفتح وتغلق عند الحاجة او لمعالجة التهديدات المحتملة .
وبسببها يصعب على المواطن الوصول الى المسؤول لتقديم مظالمه وشكاويه ، او لإنجاز معاملاتة الادارية الخاصة او العامة .
اجوبة غير شافية للإجابة عن تساؤلات خطيرة !! .
* لايستجيبون لانهم يحملون أكثر من جنسية ولديهم موطن بديل .
* لايستجيبون لانهم مأمورين وليسوا امراء .
* لايستجيبون لانهم يجهلون تأريخ العراق .
* لايستجيبون لتصادم حضارة الخصوم مع سبع حضارات عراقية عريقة .
- لايستجيبون لأن الدولة المدنية غائبة .
استراتيجية تراجع وانكسار الدولة العراقية جاء نتيجة اتفاق صهيوني امريكي فارسي ، لمحو دولة العراق وتأسيس دولة عراقية جديدة فاشلة .
حل قضية العراق تكمن في ؛
ظهور نخبة بقيادة وطنية تطبق الديمقراطية المنضبطة لتلبي حاجة الشعب بفاعلية وامانة ، وتنبذ الطائفية والجهوية وتؤمن بالعراق الواحد .
هدفها السامي التغيير نحو الافضل ، شرط أن يكون لهذه النخبة تاريخ مجيد ، وتخاف الله ، ليلتف الشعب حولها ليحميها ويعضدها باساليب ديمقراطية سلسة بلا دماء .
اما مفهوم الدولة المدنية العراقية المعاصرة ضاعت بين الدين والدولة ، واضعفتها الاحزاب الديمقراطية الكاذبة في جو عشائري غاية في التعقيد ، ومن مهام النخب زرع الامل وشحذ الهمم لبناء الانسان وفق قيم دولة المواطنة المتحضرة ، وتحييد نشاط المليشيات وفق الدستور النافذ .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .