لماذا لا يستجيب الحاكم لشعبه

بقلم د.حسين العويسي أيلول/سبتمبر 22, 2022 146

لماذا لا يستجيب الحاكم لشعبه

 

د.حسين العويسي

         ‏

لايستجب لأنه لايستحي من الله سبحانه ، لتحوله من متسكع إلى ملياردير ففقد قطرة حيائه وجلاسه ، وابقي الحياء على جباه الوطنيين بغض النظر عن درجاتهم العلمية وقيمهم المجتمعية حددت ذلك .

الحياء قضية معنوية وشرفية يحملها ويحافظ عليها صاحب الغيرة والشرف في اللحظة التي تفرضها الرجولة ، ويستجيب لها الوجدان ، يهبها الله سبحانة لمن يشاء ولا يلقاها الا ذو حظ عظيم  .

من يحترم العفة يستجيب لمتطلباتها بأخلاص ، ومن ينوي خدمة شعبة ، يؤمن احتياجاته مهما كلفه الامر ، بدون مٍنّة وبلا مناشدات .

 وصاحب الشرف الرفيع مَنْ يؤدي خدماته للناس من خلال وظيفته الحكومية ، ويحميهم من الرئيس وحتى صاحب ادنى درجة وظيفية ادارية او علمية بأمانة واتقان .

  الحيوانات ذات المخ البدائي تحب و تحن لمولودها وحنين الناقة مثالا .

 فكيف بأنسان رزقه الله عقل وحواس يشعر ويتحسس بها اوجاع الاخرين ، ويمتلك سلطة فاعلة مقابل خدمتهم  بصلاحياته العظيمة ، القائد الحقيقي يفرح لفرحهم ويحزن لألمهم ، وهو مكلف لخدمتهم وحمايتهم قانونا وشرعا .

 ‏ وهبهُ الله وجاهة دون سواه ، وولاه امر الناس بمختلف اديانهم تحت خيمة الوطن وبقوة قوانين المجتمع وفي اي جغرافية يسكنها .

 ‏ السؤال :

 ‏لماذا لايستجيب المسؤول الذي بيدة إدارة الدولة لإحتياجات مرؤسيه ؟. واموال العراق وفيرة وتحت تصرفه لإنفاقها بما يرضي الله والانسانية ، وهو يعلم ان الله سبحانه سخره لخدمة الناس ، ويعلم جيدا ان حسابه عسير يوم الدين إن قصَّر ولم يعدل بين رعيته . ‏

 اذن لابد من وجود اسباب ودوافع قاهرة تمنع ولي أمر المجتمع من تلبية طلباتهم ،  مع وفرة الموارد فوق الارض وفي باطنها ، مقارنة بموارد الدول المجاورة التي تعيش عيشة افضل من حياة العراقي المهدد بالموت الفقر والجوع بأية لحظة .

الاجوبة المحتملة الاتي ؛

 اولها عدم كفاءة القائد في ادارة الدولة ، او ان هنالك جهة لاتسمح له بناء مادمرته آلة العدو الحربية ، وتمنعه من استثمار الموارد بشكلها الصحيح ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب .

 ‏والامر المهم غياب التخطيط العام لمشاريع الدولة وتوجيه الوزارات .

او ‏ليبقى العراق تابعا للخارج مقابل تدوير قياداته الفاشلة ليبقى تسلسله في ذيل قائمة الدول الفاشلة .

 ‏الحكومات بعد الاحتلال حجمت نفسها في منطقة معزولة عن الشعب اسمها الخضراء ، حجرت مقراتها بمكان كانهم فيهم وباء معدٍ ، وسجنوا انفسهم بسجن مسور بجدران كونكريتية مجهزة بأبواب حديدية لها مداخل ومخارج تفتح وتغلق عند الحاجة او لمعالجة التهديدات المحتملة .

 وبسببها يصعب على المواطن الوصول الى المسؤول لتقديم مظالمه وشكاويه ، او لإنجاز معاملاتة الادارية الخاصة او العامة .

 ‏ اجوبة غير شافية للإجابة عن تساؤلات خطيرة !! . ‏

* ‏لايستجيبون لانهم يحملون أكثر من جنسية ولديهم موطن بديل .

*  ‏لايستجيبون لانهم مأمورين وليسوا امراء .

* ‏لايستجيبون لانهم يجهلون تأريخ العراق .

* ‏لايستجيبون لتصادم حضارة الخصوم مع سبع حضارات عراقية عريقة .

  • لايستجيبون لأن الدولة المدنية غائبة .

استراتيجية ‏تراجع وانكسار الدولة العراقية جاء نتيجة اتفاق صهيوني امريكي فارسي ، لمحو دولة العراق وتأسيس دولة عراقية جديدة فاشلة .

 ‏حل قضية العراق تكمن في ؛

 ‏ ظهور نخبة بقيادة وطنية تطبق الديمقراطية المنضبطة لتلبي حاجة الشعب بفاعلية وامانة ، وتنبذ الطائفية والجهوية وتؤمن بالعراق الواحد .

 ‏ هدفها السامي التغيير نحو الافضل ، شرط أن يكون لهذه النخبة تاريخ مجيد ، وتخاف الله ، ليلتف الشعب حولها ليحميها ويعضدها ‏باساليب ديمقراطية سلسة بلا دماء .

اما مفهوم الدولة المدنية العراقية المعاصرة ضاعت بين الدين والدولة ، واضعفتها الاحزاب الديمقراطية الكاذبة في جو عشائري غاية في التعقيد ، ومن مهام النخب زرع الامل وشحذ الهمم لبناء الانسان وفق قيم دولة المواطنة المتحضرة ، وتحييد نشاط  المليشيات  وفق الدستور النافذ . ‏

 ‏والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

قيم الموضوع
(1 تصويت)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه