الاستقالة وكثرة تفسيراتها

بقلم د.حسين العويسي تشرين1/أكتوير 01, 2022 181

الاستقالة وكثرة تفسيراتها

                

د.حسين العويسي

اعتقد ان استقالة الحلبوسي كانت بمثابة وفاء للعهود والمواثيق التي جمعت تحالف وطن ، ليثبت المستقيل انه اهلا للثقة مع اللذين تحالف معهم وللآخرين ، وعلى هذا الاساس بادر الحلبوسي بتقديم استقالته إلى مجلس النواب لمنع الوسواس بين المتحالفين الآن وفي المستقبل ، ولأن ثقافة الاستقالة من منصب مرموق صار أمراً غريباً وغير معقول لدى العراقيين .

   بالرغم من تهيئة ملتزمات إجتماع مجلس النواب وإتخاذ الاجراءات الامنية المناسبة لحماية المجتمعين من قبل الحكومة ، الا ان قذائف الهاون استهدفت وشلت منطقة الاجتماع وما حولها .

  ‏ في الجلسة رفض معظم اعضاء مجلس النواب استقالة رئيسهم ، وانتخبوا النائب الاول لرئاسة المجلس .

    ‏ المفروض ان المكان الذي انطلقت منه قذائف الهاون معروفة الاحداثيات بدقة لتغطية بغداد بالكاميرات العامة والخاصة ، وتيسر وسائل استمكان كتائب المدفعية والدفاع الجوي المنتشرة في العاصمة ، وانتشار القوات الامنية في كل مكان من بغداد .

    ‏وبامكان الجهات المختصة طلب المساعدة من الدول الصديقة المالكة للاقمار الصناعية الجوالة في سماء العراق لتحديد اماكن الانطلاق وبأمكان الجهات  المختصة جمع المعلومات وتقاطعها ومعرفة المكان ومن خلاله كشف الجهات التي نفذت الضربة السياسية خلال ساعات .   

والسؤال الغريب لماذا مجلس الشعب يخاف من الشعب ؟ والحكومة تخاف من الشعب ، والشعب يخاف من الدولة ، والجميع يخاف من الجميع في عهد الديمقراطية ؟. اليست هذه حالة شاذة !! .

 وفي جميع خطابات نواب الشعب واعضاء الحكومات الحالية والسابقة نسمع ؛

 ‏ انهم يمثلون الشعب الذي اختارهم من بين ملايين العراقيين .

هذه تساؤلات تستحق الاجابة عليها ايضا ؟؟.

اما عدم موافقة اعضاء المجلس على استقالة الحلبوسي اضافة الى ماذكرنا في اعلاه ، نعتقد انها مهارة سياسية متعوب عليها ، جاء بعضها نتيجة تماسك تحالف السيادة وتنسيقة العالي مع السيد مسعود البرزاني واستشارة حليفهم الصدر بجميع تفاصيل الخطة خطوة بخطوة ، ليثبت للجميع أن تحالف وطن تحالف سياسي راكز ومتين . ‏

 ‏ وحاجة جماعة الاطار الماسة للحلبوسي شكل عامل إضافي بعدم قبول الاستقالة ، في هذا الوقت وعدم امكانية الاطاريين فتح اكثر من جبهة في بآن واحد ، جميع هذه العوامل استثمرها الحلبوسي بكفاءة  عالية وبوقت مناسب .

 ‏ في الوقت الذي تبعثرت فيه اوراق الاطار الرسمية والشعبية نتيجة عدم قدرتهم على إدارة الازمة اولا ، وتعدد مرجعيات الشيعة وعجزها عن اتخاذ قرار واحد قاطع يلزم الجميع ، لوجود أكثر من مرجع في الداخل والخارج وكل منهم له مصالحه ومقلديه .

  الخطط السرية جدا أثمرت وأدت الى تقهقر خليط الاطار وبالأخص السنة منهم ، وفشلت نواياهم فشلا ذريعا في الحصول على رئاسة مجلس النواب بدلا من الحلبوسي ، ونعتقد ان فشل سنة الاطار سيضعفهم في الدورة الانتخابية القادمة ، اضافة لأسباب اخرى لامجال لذكرها .

  ‏التيار وحلفائه لازالوا فعالين وبهم ستتغير اتجاه رياح الخريف القادمة ، لتكون شمالية غربية تحمل غيثا احيانا ، وغبارا يحجب رؤية الاطاريين في احيان اخرى ، وبالرغم من تراجع فعالية التيار بعد انسحاب نوابة من مجلس النواب الا ان زعيمهم يمكنه ان يحدث صدمات وهزات اخرى ضد الاطار متى ما يشاء ، وقد يحظى بتأييد شارعه والمتحالفين معه والتشارنة كلما كان السيد أكثر استقرارا من ذي قبل .  ‏

  ‏معظم ساسة العراق الجدد بارعين في صناعة الازمات وعاجزين عن حلها ، ولديهم القدرة على ترحيل وتدوير المشاكل لقادم الايام والسنين بدون حرج او مسائلة .

  ‏او حلها بقوة السلاح والتعسف باستخدام مناصبهم لصالح احزابهم لتخديرهم ، ولكن الامر لن ينطلي بعد الآن على الشعب وسترفضهم مناطقهم والدول الديمقراطية .

  ‏ نجاح الساسة الاكبر سيحصل اذا استطاعوا اعادة دور النخب والكفاءات والغاء قوانيين بريمر التعسفية لتقليل العازفين عن الانتخابات القادمة لتخفيض نسبة الساخطين على مسؤوليهم ، وتوفير الامان ولقمة العيش بسهولة لعموم الناس ، واعادة النازحين إلى منازلهم وتعويضهم بدون رشى ومساومات .

الحلبوسي ومجموعتة لم يكونوا بخير  اذا لم يتمكنوا من معالجة وإنهاء معاناة  الاحتلالات في مناطقهم واخراج الجيوش من مدنهم ليبنوها بدون اتاوات  بلا قيود طائفية .

 بهذه الطرق المدروسة ستموت الخلايا السنية التي زرعتها إيران في مناطقهم حديثا . ‏

 لن تكون عملية اختيار رئيس الجمهورية صعبة جدا لأن ساسة الكرد ماهرين في حل ازماتهم مادامت خطورتها دون مصالح اقليمهم العليا ، ‏كتقرير المصير والحفاظ على ادامة الحياة لقوميتهم واستقلاليتهم وعدم تدخل دول الجوار بشؤونهم . ‏

 ‏اما معضلة مجموعة الاطار في تمرير رئيسها ستبلغ ذروتها في الأسابيع القادمة ولن تكون سهلة مطلقا ، والصدريون لايهادنون خصومهم بهذا الموضوع ابدا . ‏

 ‏ ساسة العراق لن يتعلموا الديمقراطية الا قشورها ، وإراقة الدماء من أجل الحكم سيحكم عليه العالم بأنه إجرام وإرهاب . ‏

 ‏ البديل لإدارة الدولة الناجحة بسلام وسلاسة مستقبلا هي الكفاءات والنخب واصحاب المبادئء الشجعان والتشارنة ، لبناء دولة حقيقية بجيش قوي يردع التدخل العسكري والسياسي الخارجي في شؤون العراق الداخلية ، ومعالجة الخارجين عن القانون وفق الدستور وقوانينه .

 ‏ كويسنجق تنزف والتون كوبري تستغيث بسب ضعف قادة الدولة وضعف الجيش ، واعتبار الكرد شعب آخر تعتبر مهلكة وذات طابع تقسيمي .

 وخلاصة القول ان معظم الكتاب والصحفيين والسياسيين والاعلاميين وخاصة المستقلين ، يحصرون الازمة الحالية بين الاطار والتيار وهذه خطيئة كبيرة ، اما الشعب وحقوقه غائبة تماما عن المشهد السياسي ،المفترض تداولة بشفافية وبانصاف بالطرق المتاحة .

   شعب العراق مصيره مجهول ، حاضره مدمر منهوب ميت ، لكنه مسجل على قيد الحياة في سجلات دوائر الاحوال المدنية العراقية فقط .

ان قلت حلم ، قلت للحلم موضعه ، وحلم الفتى في غير موضعه جهل .

والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته .

قيم الموضوع
(0 أصوات)

صحيفه الحدث

Facebook TwitterGoogle BookmarksLinkedin
Pin It
Designed and Powered By ENANA.COM

© 2018 جميع الحقوق محفوظه لوكاله الحدث الاخباريه