علي الجنابي
(صفحة مقتطعة من مسودةِ كتابي: " حواري مع صديقتي النملة")...
-إيهٍ دِلدِلَ، يا صاحبةَ ضِفيرتي إستِشعارٍ ساحرتين، أتعلَمينَ أنَّ بُزوغَ خُيوطِ الشّمسِ تكونُ معَكِ أصفى وأوفى، أزهى وأبهى!
- إيهٍ سيدي، يا صاحبَ شَفَتَي إستِبشارٍ آسرتين، إنَّ بُلوغَ خُطوطِ الهَمسِ تكونُ معكَ أحلى وأعلى، أشدى وأندى!
-إيهٍ دِلدِلَ، وإذ خَفَرتُ مساءَ البارحةِ شاشةَ تلفازِي بمُذيعَيها الوَسيمينِ، وإذ كَفرتُ بربطتي عنقٍ (مُفكِّرَي) حوارِهما ذَي اللونَينِ، ففَرَرتُ بِبَصري شطرَ حُمرةِ الشَّفقِ خلفَ النّافذتَيْنِ، وإذ رَنَّ جرسُ الدّارِ، فنَفَرَت خُطى الصَّبيّتَينِ في سَبَقٍ أيّتهمُا تَصِلُ البابَ في خطوتَينِ، وإذ زَفرتُ مُدَندِناً بكلمتينِ؛ (اللّهُمَّ أعوذُ بكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ، إلاَّ طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ) يَا رَحيمَ الثَّقلَينِ. ثُمَّ نَفَرتُ الى البابِ، لَمّا عَلِمتُ أنّ الطّارقَ (كائنٌ) ذكرٌ بعينَينِ، وبلسانٍ وشَفَتَين.
إحتَفيتُ بِهِ بِتَبَسُّمَينِ أَعْبَسَين، ومنَ الحَفَاوَةِ أَبْلَسَين، وإكتَفى بياني معهُ بحرفَين أَحْدَبَين، ومنَ الصَّفَاوَةِ أَجْدَبَين، ثمَّ إحتَدمَ بينَنا حِوارُ (ذِي الفَهمِ)، ليصْطَدِمِ بخوارِ (ذِي الوهَم) بعدَ تحيةٍ بعِناقينِ، ...
وقد عَانقني رفيقيَ ب (إشتياقٍ)، بعدَ عَقودٍ من فراقٍ. كانَ رفيقَ حَقيبةٍ وقلمِ وأوراقٍ، ومَقعَدٍ قد تلقينا عليهِ تَثْقِيف، وسُقينا بفقهٍ رقيقٍ ورِقراق، فسَقَطَ هوَ عن مقعدِ الفقهِ وحَنَقَ على الأوراق، فقذَفَ المقعدَ بقَسَمِ الطَّلاقِ. فتفرّقنا، فإنطلقَ مسترزقاً يشقى، وفي رزقهِ مارقاً وناقماً على فندق الأخلاق، فسارقاً في خندق السُّراقِ، حتّى أستقرَّ بشقائهِ مقاولَ عقاراتٍ عملاقاً غيرَ ذوّاق، ورزقُهُ لا ينفلقُ إلّا من قَلب نقيصةٍ أو قبيحةٍ، مُتَرَقِّباً قطفَها، ومُنَقِّبَاً في سُوقها والأفَاقِ، ففارقَهُ الحقُّ والإملاقُ والإخفاق، ورافقَهُ الرِّقُّ والشِّقاقُ والنِّفاق، وعلى قُبحِ ما في رفيقي مِن تَمَلُّقٍ ونِفاق، فقد إنقادَت وتَعَلّقت بقرونِ قُروشهِ أعناقُ بقيةِ من رِفاق!
ولقد قايَضتُهُ أنا بإتساقٍ ذاتَ العِناقِ. عِناقٌ مُعاقٍ، وبِلا مَذاق، أو هكذا ينبثقُ العناقُ بإستحقاق، وهكذا يتَقَرَّرُ العِناقُ، إن أقتُلِعَت منه عروقُ الأخلاق والأذواق، وإن تَقَبَّلَ الرفاقُ أن يَحلقَلوا ذقنَ الوَقارِ على مقعدِ حَلاقةِ الأخلاق، فإِسْتَقَرَّ العناقُ أقرعاً قاسٍ وثقيلاً وبلا خَلاق، وفَقَدَ رحيقَهُ وبريقَهُ ورقيقَهُ والوِفاق، وإفتقدَ توقَهُ وشوقَهُ وذوقَهُ والوثاق. ثم..
قايضني رفيقي قُبَيصةً من قهقهةٍ مُقتَبَسَةٍ ومُتَمنطقةٍ بتَقَوِّلاتٍ من (تَرَقٍ) و(تَقَدُّمٍ)، وحاقَت قهقَهتُهُ بي بقدرٍ من خُناق! ثمّ أَهرَاقَ رفيقي قهقاتٍ مُتَقَزِّزةٍ ما تَشَوَّقَ خافقي معها لِوِفاق، فَما أنا بمُزوِّقٍ للقهقهاتِ، وما خافقي بمُرَوِّنِقٍ لها وحاذقٍ وخَلّاق.
أفَحَقّاً تَقَصّي رفيقي لآفاقِ مقالاتي في وريقاتِيَ، قذفتْ بهِ وبخُلُقٍ آبِق لقهقهةٍ عليَّ أطبقت في الآفاق ؟
تقَلَّبَ قلبي عليهِ بحنقٍ، ورَقَمَ خافقي في مَرْقومٍهِ بِدفقِ مُتَرافق:
(ذو العَقلِ يَشقَى في الرحيقِ بعَقْلِهِ، وأخو الحَماقةِ فِيْ الشَّقَاوةِ يَتَعَشَّقُ)، ولن يقليَ الحماقةَ، بل لرحيقِ العقلِ يُطَلَّقُ ويُفارق! فهلّا أَطْرَقَ بحدقاتهِ عن تَحَلّقاتِ آفاقي، فلا حَدقةً تُلاحقُ، ولا قهقهةً تماحقُ! وإنَّما قلبُهُ لا يَعقِلُ ولا يَنقدُ، فلمَ يَقذفُ بالتماحق؟ فما آفاقيَ إلّا رَمَقاتٌ مِن قَبَساتِ قدرٍ سامقاتٌ إِقْتَفَيتُها بِتَسابق.
آفاقي تَقيَّةٌ، وبِنَسَقٍ من قلوبٍ نّقيّةِ سَقفُها مُتَواثق.
-أتَمنى عليكَ يا سيدي أن تعتقَ الكلامَ وتَخليَهُ منَ قلقةِ (القاف) ولقلقتِها، ولها تُفارِق، إلّا إِضْطِراراً لبناءِ معنىً في توافق، فأنا في رُعبٍ مُتَلاحق، وكأنّي في جَحفلِ ديكةٍ ما بين قِيقٍ وقاقٍ مُتَطارِق؟
- سمعاً وطاعةً نُميلتي "دِلدِلَ"، وإذاً فلنَتوكَّأ على ازيزِ حرفِ الزّاي:
"أ فَحَقَّاً إنجازُ وجيزِ زجلي بإعتزازٍ، وإفرازُ زَفَراتي وفرزُها بإبراز، أزَّت بزميلي بهُزوٍهِ أَزٍّاً! إِحْتَجَزتُ أنا لهُ وكزيَ لهُ بِوكزٍ يَهُزُّ هَزّاً، ثم وَخَزتُهُ برِجزِ وخزاً:
(إنَّ ذا الخزِيِّ في خزيِّهِ يَتَعَزَّزُ، وبهِ يَتَطَرَّزُ، وفيهِ يَتَغَرَّزُ غرزاً، وفي مِئْزَرِهِ يتبَزَّزُ، ومِن العِزَّةِ يَتَحَزَّزُ حرزاً ".
-حَسبُكَ سيّدي حَسبُكَ، (أفَأقَلِعُ من حُفرَةٍ، لأقَعَ فى دَحْدَرةٍ)! أمِنَ (قافِ) ديَكةٍ غَبَرةٍ الى (زّايِّ) زَنابير فَجَرَة!
- حسناً دِلدِلَ، لندعَ هَمسَ كلامِنا بسَجِيَّةٍ يقتَفي أثَرَه، بحروفٍ مُتَأثِرَةٍ ومُؤَثِرة، ومن ظُروفٍ مُتَناثِرَةٍ مُبَعثَرَة، لئلّا يَتَلَبَّد الجَوُّ بِرُعْبِ ديكةٍ وبَرقِ حَشرة، آنواصِلُ؟
-صِلْ وواصِلٍ يا أحلى ما في حياتي من حواصِل، تُأبِّطُني في الفسحاتِ والفواصل، ولقد
(قَضَيْتُ بِمِرَّةٍ فَأَصَبْتَ مِنْهُ... فُصُوصَ الْحَقْ فَانْفَصَلَ انْفِصَالاَ) - شعر ذو الرمة.
-إذاً فَلنواصل: أفَحَقّاً نَشرُ عَبَرَاتي -لَحظةَ راحَتي- في صحيفتي دفعَتْ رفيقي لهُزُوٍ مُتهالِك؟ أسررتُ مُندَهِشاً: إنَّ (أَخا الجَهَالَةِ فِيْ الشَّقَاوةِ يَنْعَمُ) وهوَ وَحدهُ لها مالِكٌ! فهلّا غَضَّ طَرفَهُ عن خَلَجاتي إن لم يَنقدْ أو يَتفاعلْ أو يُباركْ؟ فما عَبَراتيَ إلّا نَفَحاتٌ مِن فضائيَ، وصفَحاتٌ لبَعضٍ مما سلكتُ من مَسالِك؟ ففضَائي صَفِيُّ وفيٌّ، وبِعَمَدٍ من أهل الضادِ سَقفُهُ مُتماسِك.
أنجُمُهُ حُزمةٌ من أوفى كِتابٍ سَماوي، ثم رُزمةٌ من أصفى رُضابٍ هَندسيٍّ، ولَزمةٌ من دِسارِ خَيمةٍ بَدويٍّ، فُرُشُها رملٌ طاهرٌ، ظِلُها كرَمٌ باهرٌ، وَتَدُها بأسُ قاهرٌ، وحَرفُها يَعِدلُ سِجلّاً من قَولِ أديبٍ مُعاصرٍ، ظنَّ قائلُه أنّهُ مُعجِزٌ وسَاحِرٌ.
في فضائي هنالِك بَدرٌ، قد غَمَرَ سَمَرَ جَلَساتِ رِيفٍ عَفَويٍّ لَفظُهُ، وطَمَرَ أثَرَ ظِلالٍ تَدَلّت من جِلبابٍ كَشَفَ عن ساقيهِ مُتناسياً رَفعُهُ وخَفضُهُ، وجَمَرَ حَجَرَ دِلالٍ لقهوةٍ من وَجهٍ حاسمٍ إن بايعَ، وبَاسمٍ هو حينَ رفضُهُ، وأَقْمَرَ بَصَرَ تِلالٍ يُحِيطُها دَجاجٌ وخَريرُ ماءٍ، ولِتغريدِ الطّيرِ حَظُّهُ.
في فضائي جَذلٌ وإبتهاجٌ من أماسيّ في مَقهىً شعبيّ، وجَدلٌ وإنزعاجٌ من نِزاعٍ أبَدِيّ، عَمَّن سَيدفعُ أثمانَ شايِّ سَهرةٍ بَهيّ. مقهىً عَصْفُهُ قصصٌ وأخبار، وَوَصْفُهُ مقامٌ بَغداديّ وأوتار، وَرَصْفُهُ مَوَدَّةٌ وتوقيرٌ وإيثار.
كذلكَ أفاقُ فضائي غزيرةٌ بجبالٍ من شعرٍ وأدبٍ، وحبالٍ من تاريخِ حضاراتٍ صَبَب، ونبالٍ للغاتٍ وعِلمِ عقيدةٍ عن بصيرةٍ مُنتَخَب، وكلُّ أولئكَ كانَ متوجاً بخدمةٍ مشرّفةٍ طويلٌ أمدُها تحتَ رايةِ موطني: في رُبَاهُ سناءٌ وبهاء، وفي هواهُ عِطرُ حياةٍ ونجاةٍ وهناءٍ ورجاءِ، فغايتُهُ تُشرِّفُ، ورايتُهُ ترفرفُ، وغايَتي أن أراهُ سالماً منعَّماً وغانماً مكرَّماً في عُلاه وقاهراً عِداهُ: أنّهُ مَوطني.
ولن أخَفيَ ما في فضائي من صَولاتٍ غربَ الأرضِ، ذي زَخارُفَ في صالاتٍ طائِرة، تَغشاها أجوَاءُ مُجونٍ ثائِرة. فمَصابيحُهم هناكا تَتَزَوَّقُ بلمحِ بصرٍ، وتتحَكَّمُ بِنَفسِها كتحَكُّمِ (ديمقراطيةٍ) عندهمُ خائرة! ويكأنّها نَبَضاتٌ لعشّاقٍ حَائرة! وحواراتُهم تَتَنَمَّقُ وتتلوّنُ كتَنَمُّقِ (أرستقراطيّةٍ) هناك دائِرة، ويكأنّها وَمضاتٌ لعجوزٍ غائِرة!
كانت صولاتي بعد الغروبِ بكبرياء، في أروقةِ صالاتٍ شَهباء، إذ أتَمَطّى بِخُيَلاء بأنّي أجيدُ لسانَ البلدةِ الشقراء، مُتَشَرنِقاً بسروالِ(جينز) يعَلوهُ ثوبٌ لونُهُ سَماء، بخَتمِ مرساةٍ حمراء، ولتنتَهيَ الصّولةُ بمغنيةٍ (تَهَبُ أغلى ما تملكُ) بِسخاء، وقد هَبَطَت من عَرشِ منصتِها صوبَ مقعدي في زاويةٍ من الصّالةِ ظلماءَ، تَصحَبُها دائرةٌ من إنارةٍ خضراء، تردفُها نظراتٌ مِمّن حَضَرَ السهرةَ الضوضاء، ولِتُنهيَ وصلتَها بين يديَ، ما بين تَفاخرٍ منّي، وتَصَنّعٍ في إِصغاء.
ذلكَ هوَ يا رفيقَ مدرسةٍ فضائيَ وما يَهِلّ، فَلِمَ سَخَرتَ منّي، ومِن قهقهةٍ لا تَمِلّ!
أرِني فضاءَكَ لنُقَلّبهُ أيهدِّي، أم تراهُ لا يَبلُّ ولا يَدِلّ؟
فضاؤكَ مُعتِمٌ ولا شروقاً فيه يَطِلّ! وَلَئن بَدا ظاهرُ فضائِكَ لامِعاً وَنيساً، فباطنُهُ ما برحَ دامِعاً وتعيساً! وإنّي لأراه سَيّالاً بِسُحُبٍ من خمورٍ، ومن لُحُومِ عُجُولٍ وجَواميس، ومَيّالاً لمَلبسٍ ومَداسٍ مَنضودةٍ في كراديس، وكيّالاً لأجهزةِ حاسوبٍ جاهلٌ أنتَ بكُنهِها والمَقاييس، ودليلِ هواتفٍ لكائناتٍ آدميّةٍ بيد أنّها أقربُ للنسانيس، ثُمَّ شيّالاً لماركاتِ عطورٍ جَعَلتَها مِعيارَكَ لفَهمِ معادنِ الرجالِ والنواميس.
ولكن من الإنصافِ أن نذكرَ لكَ بسماتٍ كاذبةٍ، ونفاقَكَ في الصفقاتِ والتَّدليس، لتَضمَنَ دراهمَ شهواةٍ طاغيةٍ خُفيَةً ومن خلفِ (الكواليس).
أفمِن شيءٍ غفَلَ الذكرُ عنهُ ضَمَّهُ فَضاؤُكَ، يامن كنت سارقاً في خندق السُّراقِ بئيساً؟ فضاؤكَ لن يُسعِفَكَ، ولن يُصيّرَك في مَواطنِ الضمائرِ ومَقاطنِ البصائرِ أنيساً، بل قد يَبرُقُ هُنالكَ، أين؟
هناك حيثُ مُغنية الدائرةِ الخضراءَ، فهنالك سيَحمي ما فيه من وَطيس.
فأيُّ الفَضَائينِ لهُ حقٌّ أن بضحكاتِهِ يَزأر
لا سَبَقَ بيننا، وسَأذَرُكَ مُحتَفِظا بكركراتِكَ، وأنّكَ بذاكَ الحقِّ أجدر، فلا رصيدَ لك إلّا أن بضَحِكاتِكَ تَجعرَ وتجأر. وإستمتِعْ يا أنتَ مريئاً بِعَومٍ في بحرِ موائدٍ، موجهُ متلاطمٌ، ويتوالدُ ويكثر، ثمّ نَومٍ بخُرطومٍ في الليلٍ يعزفُ ويَشخر، مقطوعةً (نوطاتُها): كراتُ من كبابٍ، وكوماتُ من كُرّاثٍ، وخَمرٌ مُحضَرٌ يُعصَرُ، وهنيئاً لك بخيالٍ لصَفقةِ بناءٍ لمَشفىً، أو لقاعاتِ عَسكَر، تُتِمُّها بتضاحكٍ أحولٍ، وغِشٍّ أَعوجٍ اَبتَرٍ. ولكن مهلاً!
كيفَ لكَ أن تُسرفَ في كركرةٍ فلا تفترُ ولا تَقترُ! بل صارخةٍ وبصوتٍ كصوتِ الذي لهُ الإنسانُ أنكَرَ! مسكينٌ أنت يا رفيقي، فإنّكَ فَزِعٌ فكلّما يَرى خافقُكَ سنا الأقلأمِ إنتفَخَ وأدبَرَ.
ثمَّ قذفني -يا دلدل- رفيقي بعناقِ وداعٍ، فقصفتُهُ بمثلِهِ لأرّطِّبَ الخواطرَ وأجبر، رغمَ أنّه ما بَرِح مقهقهاً ولم يَفتَر! وأولى له ألّا يَبغضَ الحقيقةَ ومشرطَها لأنهُ موجعٌ للثآليلِ، بل لثآليلِهِ أن يجتثَّ ويبتر.
أسَفي على رفيقي، وقد لَفِظَهُ هُدى العِلمِ الحَكيم، وما حَفِظَهُ ندى الفهمِ الكريمُ، وبأصالتِهِ إستمسَكَ ولبطونِها يبقَر. فسَلامٌ على مَن لَفِظَهُ صدى العِلمِ الحكيم، لكنه قد حَفِظَهُ ندى الفهمِ الكريمُ، وبجُذورِ أصالتهِ يصدحُ ويَبقُر.